الأخوة والأخوات الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أرجو منكم جميعاً التفاعل في هذا الملف المفيد والشيّق ,
قول اليوم الذي سنضعه في الميزان هو :
" إذا طُعنت من الخلف , فاعلم أنك في المقدمة "
لا بد هنا من أن نستذكر قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا , ولا تؤمنوا حتى تحابوا , ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام عليكم "
ليس إفشاء السلام هنا المقصود به قول ( السلام عليكم ) بل هذا جزء بسيط من إفشاء السلام , والكلمة أوسع بكثير من ذلك , فهي تشمل كل المعاني السامية المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكلمة السلام , ومنها عدم الخيانة وعدم الطعن من الخلف , ومن إفشاء السلام عدم التلون بين بعضنا كأخوة بألوان ووجوه متعددة , ومن إفشاء السلام أن أكتم سرك .
لكن , وللأسف , ليس من المستغرب في هذه الأيام أن يطعنك إنسان ما من الخلف فهذه الظاهرة أصبحت من سمات عصرنا الحاضر, لأن الكل يركض وراء مصالحه .
والملاحظ أن عمليات الطعن لا تحسب حساباً لأي سمة أخلاق أو ضمير , لا تحسب إلا حساب الأنانية والحسد والغيرة , وهي موجودة في كل المجالات بين الأقارب وفي أجواء الدراسة والعمل وغيرها . لكن من المؤسف أن الطعن من الخلف نلاحظه من المقربين منا , الأصدقاء , وللأسف , يطعنوك من الخلف ثم يبتسمون في وجهك , وقد يكون الطعن على شكل نميمة أو اتهام يوجه لك وأنت منه بريء , أو حتى صفة بشعة يلصقونها بك ثم ينكرونها أمامك .
إن طعن الأصدقاء هو من أشد وأفتك أنواع الطعن , ويا ليت الواحد منا يراجع نفسه وضميره طويلاً قبل أن يطعن صديقه أو قريبه ولو بكلمة عابرة. المهم عندما يُطعن الإنسان من ظهره من قبل هؤلاء ذوي النفوس المريضة فهذا يعني أنه إنسان رائع وممتاز , وأنه من الأوائل .
إن حدث ذلك فلا شك أن ذلك يُحدث زلزالاً في قلبك ونفسك وعقلك وكيانك , وتُفاجأ بحريق يلتهم أعماق قلبك , هي حقيقة مرة , ولكن إن بكيت يا صديقي قليلاً من جراء هذه الطعنة , ومن جراء مرارة الخديعة والغدر , لكن تأكد أنك الأفضل والأحسن , وابدأ يوماً جديداً مليء بالأمل والتفاؤل واعلم أنك في المقدمة وما هذه الطعنة إلا من باب الغيرة والحسد , وردُك يجب أن يكون بما أنت أهله , وليس بما هم أهله .
لن أطيل أكثر , وساترك المجال لكم أيها الأعزاء لسماع آرائكم ووجهات نظركم في هذا القول , فلنضعه في الميزان .
وتقبلوا فائق محبتي وتقديري .