22 / 06 / 2011, 23 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [20]
|
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
|
يوسف الخطيب في حضرة الغياب
يوسف الخطيب في حضرة الغياب
[align=justify]وليد صوان[/align]
لم يكن رحيل الشاعر العربي يوسف الخطيب عن الحياة والساحة الثقافية عادياً، فقد ترك فراغاً كبيراً لا يعوض، حيث خسره الشعر العربي قبل الفلسطيني، الذي طالما كتب في ظله عن القضية الفلسطينية ضمن بعدها العربي، رافضاً التمييز بين شعر عربي وآخر فلسطيني.
سيف فلسطين التي عكس شعره مراحلها كافة، فكان خير معبر عنها، بمقاومتها ومعاناة شعبها، مجدداً في شعره يبحث عن كل جديد، وظل على ذلك إلى أن وافته المنية قبل أيام عن عمر يناهز الثمانين عاماً.
الشاعر خالد أبو خالد رأى أن رحيل «سيف فلسطين» يوسف الخطيب محفز ليتسلم الشعراء الراية ، مشيراً إلى أن روحه لاتزال تسكن في قرائه وأحبائه، ما يشكل عزاء برحيله.
وقال أبو خالد:«إننا الجيل الذي وقف بين يدي الخطيب، وتعلم منه الشعر، والموقف السياسي الصحيح في الصراع العربي الصهيوني، بوحدة الأمة ومصيرها.».
وأضاف «حقق الخطيب للشعر إضافات هامة، ترافع عن الشعر المقاوم، خاصة في «ديوان شعراء الوطن المحتل» في وقت كان يسميه البعض شعراً معارضاً.
وتابع «شعر الخطيب متصل بالذات ومشتبك مع المعاصرة، فمن يقرأ شعره يلحظ كم أن وعاء اللغة لديه ثري وجزل . أما عندما يكتب بالحداثة، فإنه يكتب كما العمود، فلكل شاعر بيت قصيد وليوسف الخطيب بيت قصيده الذي يشكل فتحاً في الحداثة الشعرية.
كما أشار أبو خالد إلى أنه أطلق عليه لقب «سيف فلسطين» ، لأن الشاعر أبا سلمى كان « زيتونتها» وإبراهيم طوقان «حارسها» وعبد الرحيم محمود كان «شهيدها» معتبراً أن السيف قاطع جامع مانع لايقبل الردة إلى غمده، كما قال الخطيب:« أنا شاعر أنا ثائر حتى تعود إلى ذويها الدار».
وعن ثوابت الخطيب أكد أبو خالد أن الشعر العربي سيتذكر أن الشاعر الفلسطيني ليس المنتمي إلى جغرافية وطنه، بل إلى أمته ، فشعره واكب الشعر العربي الذي تتمحور قصيدته حول القضية المركزية للأمة.
وشدد أبو خالد على أن الخسارات لا تعوض خاصة أننا لم نخسر الخطيب، لأنه يعيش فينا، فالشاعر يخلد ذاته بما أعطى، وقد أعطى الخطيب ما يخلده.
بدوره الشاعر طلعت سقيرق ذكر أن الشاعر يوسف الخطيب كان واحداً من شعراء قلة أثروا القصيدة العربية، وأغنوها وغيروا في بنيتها، فكان قريباً حتى النبض ، حبيباً حتى الشريان . ليكون شاعراً كبيراً بحجم عالم .
ورأى سقيرق أن خصوصية الخطيب تنبع من كونه الشاعر الأكثر التفاتاً وغوصاً في تأسيس وتأبيد قصيدة فلسطينية مقاومة، أصرت على أن تكون فلسطين من الماء للماء عودة وانتماء.
كما قال سقيرق: «إن الخطيب كان من أشد الشعراء إصراراً على ربط الأدب الفلسطيني بالعربي وربط القضية الفلسطينية بالعروبة.
وأضاف «إن شعر الخطيب ، وحدة متلاصقة رائعة، فهو من القلة التي ينطبق عليها معنى امتزاج الشعر بالشخصية، حيث ينبع شعره من أسلوب خاص جداً اتصف بالمباشرة والوضوح دون أن يفقد البوصلة التي تضعنا أمام شعر من الفن العالي الرفيع».
وتابع « هو بالفعل من الشعراء العرب الذين كانت قصيدتهم سهلة ممتنعة، حيث تشكل نبض القلب الفلسطيني، ومثل هذا الشاعر لا يعوض ولا يمكن أن يعوض » مشيراًإلى أنه شاعر يأتي للحياة مرة واحدة ليترك زاداً يكفي طول العمر ليمضي إلى قدره.
كما اعتبر سقيرق أنه لا أحد يعوض أحداً فالبصمات الكبيرة تبقى كما هي، ولا يمكن أن تكون من خلال غيرها، لأن الأصل هو الأصل، ومن يريد أن يعوض سيكون ظلاً ليس إلا .
أما القاص يوسف جاد الحق، فقد أشار إلى أن الخطيب يرحل مخلفاً اللوعة والحزن لجيلنا المرافق له، حيث يذكرنا بالراحلين العظام في تاريخ الشعر، مثل أبي سلمى، وعبد الكريم عبد الرحيم، وإبراهيم طوقان الذين تركوا آثاراً لاتمحى.
ولفت جاد الحق إلى أن شعر الخطيب يتميز بالجزالة في اللفظ والسمو في المعنى، والغنى في المضمون ، كما أن شعره الوطني الغالب على نتاجه جريء خاصة عندما يعالج المواضيع الوطنية والقضايا القومية.
واعتبر أن شعره يطربنا لإبداعه حيث يدفعنا بحماسه واندفاعه إلى الثورة والانتفاض على ما هو قائم وسائد من ضعف وسلبيات، ومآخذ على ما يسمى النخبة وعلى الجماهير المستأنسة والمهادنة والمسايرة لما هو جار.
كما ذكر جاد الحق أن إبداع الخطيب لم يقتصر على الشعر فقط، بل كتب القصة القصيرة والأبحاث، إضافة إلى إنجاز كتاب هام حول الأدب والشعر في الأرض المحتلة .
وأسف جاد الحق لعدم أخذ الخطيب حقه من النقد، مطالباً النقاد في قابل الأيام أن «يستدركوا» ذلك ويتجهوا نحو أدبه لأن فيه تجربة غنية وفريدة
|
التعديل الأخير تم بواسطة مازن شما ; 08 / 09 / 2011 الساعة 55 : 07 PM.
|
|
|