 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الحاجبي |
 |
|
|
|
|
|
|
كنا نسميها "ابنة العسكري" لأن والدها كان ضابطا متقاعدا , ومن شدة قسوته لم يكن يسمح لابنته باللعب مع الأتراب .
كانت تكبرني بسنوات قليلة , وكانت وحيدة والديها , لذلك كانت تسعد بي كلما قامت والدتي بزيارتهم في البيت .
وبمرور الأيام توطدت علاقة الجوار , فأصبحت والدتي تسمح ببقائي طيلة اليوم لدى بيت العسكري , نزولا عند رغبة ابنته التي تغدق علي بكل العطايا .
على يديها تعلمت أولى الخربشات وأنا ابن السادسة أو لا أكاد . ثم مالبثت أن انجذبت إلى مكتبة عريضة تحوي صنوفا من الكتب شتى . مازلت أذكر عناوين المجلات وقتها , كالموعد ومجلة أقلام العراقية ومجلة العربي وعشرات من العناوين التي كانت حيازتها في ذلك الوقت تعتبر ظفرا كبيرا , شدتني كتب الرسوم المتحركة لوقت قليل , وما كدت أصبح في الثامنة من عمري حتى بدأت أرتب مجموعات قصصية وأجمعها لأكون نواة مكتبة صغيرة ستكبر مع الأيام . قرأت وقرأت وقرأت , وكانت لي عادة مازلت لم أتخلص منها لحد اليوم : كنت إذا بدأت قراءة كتاب ما , لابد أن أكمله ولو تطلب الأمر أن أسهر الليل كله .
كان الكتاب منقذي من شقاوة الأطفال في سني , ووسيلتي للحصول على أي مبلغ أريده من والدتي , فلم ألعب الكرة ولم أتعلم السباحة ولم أركض في ساحة الحارة , ومن شدة ولعي بالكتب كنت أبرع من يصففها منذ الصغر , لذلك كانت العناية بالمكتبة هي عملي التطوعي طيلة سنوات دراستي .
إشتريت كل الكتب التي كان الأساتذة يرجعون إليها ويذكرونها لنا باستمرار , وبدأت مكتبتي تغتني وتزدحم ولما أصل بعد إلى العشرين .
ومازلنا في البيت نخشى يوما لا نجد فيه موطئا لكتاب .
|
|
 |
|
 |
|
أخي الحبيب حسن وقبل أن أعلق على الموضوع أقرك على فعلتك
بتوريط الأديبة خولة , وكما قال الأخ خالد كانت على وشك التفلت من الفخ ,, لكن خيرا مافعلتم ..
أخي حسن , الأجمل من التجربة بأنك تذكرها , وسترى من خلال الحكايات القادمة بأن الذين يذكرون تجاربهم يملكون مكتبات الآن ,, لأن أمر القراءة , والمطالعة هو نوع من الرياضة , والعادة
ومن مارسها بالطفولة لن يستطيع التخلي عنها ,,
على كل حال شكرًا لابنة العسكري , فتجربتك مميزة لدخول
الجنس الآخر فيها , وبالتالي هي قائمة على قطبي الإنسانية
أشكرك أخي حسن ,,وكل عام وأنتم بخير
حسن ابراهيم سمعون