الحديث عن فلسطين من الجهاد ,
ومع مقترحات الأخت هدى لبرنامج الشهر الفضيل ,, فأنا أرى التحدث عن فلسطين من الجهاد والعبادة وأستطيع الدفاع عن رأي, فأنا ساقط أمام دمعة , أو نقطة دم , أو ذرة تراب من تحت الأقصى ,, وبعض صابغي اللحى يرتجفون , ويكذبون...ويحرفون البوصلة...تيعًا لأهوائهم
سنبدأ مع بداية رمضان المبارك بداية مختلفة , وسأقترح فكرة أراها من الجهاد والعبادة بمكان ,,فلنبدأ بتدوين تاريخ جغرافي لفلسطين ,
وسأبدا ( أنا ) العبد الفقير ,, بذكر نبذة عن فلسطين عمومًا ,, ويبدأ من بعدي من يحب المشاركة أن يكتب عن أي مدينة , أو قرية , في فلسطين , وأتمنى أن نبدأ بالترتيب من الشمال إلى الحنوب أو بالعكس , وعن العادات , والتراث , والفولكلور , وكل جوانب الحياة الاجتماعية ,,وليعذرني الجميع فأنا مازلت أرى فلسطين الجزء الأهم من سوريا , أو بلاد الشام و فمن يشاركني رؤياي
فليكتب ,,فنحن في فلسطين , والأردن , وسوريا ولبنان , والعراق
بلد واحد ,ومن شعب عربي ومسلم واحد ( كما أنزل الله الإسلام ) يمتد من المحيط إلى الخليج ... وعلى الله الاتكال
فلسطين تاريخيًا
.فلسطين أرض تاريخية عربية، تقع في الطرف الشرقي للبحر الأبيضالمتوسط. وتعتبر فلسطين واحدة من أهم المناطق التاريخية في العالم؛ إذ ظهرت فيهاديانتان: اليهودية والنصرانية، وهي الأرض المقدسة والمكان الذي وقع فيه كثير منالأحداث المذكورة في الكتب المقدسة. وفيها من الأماكن المقدسة الإسلامية المسجدالأقصى؛ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الرسول الكريم ³ في رحلةالإسراء.
وموقع فلسطين الجغرافي بين آسيا وإفريقيا حتَّم عليها منذ القدم الاهتمام بالطرقالتجارية ومن أقدمها وأشهرها الطريق المعروف باسم فياماريس (طريق البحر). وهو يبدأ من دمشق ويسير حتى يبلغ المكان المعروف باسم جسر بنات يعقوبفيعبرنهر الأردن ويسير محاذيًا لمرج ابن عامر (سهل)، ويسير محاذيًا للشاطئ مارًا باللدوالرملة إلى غزة ومنها إلى العريش. وهناك طريق آخر قديم يخرج أيضًا من دمشق عابرًاالأردن جنوب بحيرة طبرية عبر جسر المجامع محاذيًا بيسان وجنين ويسير إلىنابلس فالقدس فالخليل. وموقع فلسطين بين مصر وجنوب غربي آسيا، جعلها موضع صراع منذآلاف السنين.
كان سكان البلاد الأصليون من الكنعانيين العرب الذين عاشوا فيها آلاف السنين قبلمجيء اليهود إليها. وهؤلاء العرب هم الذين بنوا القدس. حاول اليهود إضفاء الغموضوالتجاهل على الوجود العربي في فلسطين، وذلك بما يملكون من وسائل دعائية قوية،ولكنهم تناسوا الحقيقة المهمة، وهي أنهم إنما طرأوا على فلسطين والقدس بمرورهمالعابر في مطلع القرن الثامن عشر قبل الميلاد، أي أنهم قادمون متأخرونعلىمسرح الأحداث في فلسطين.
وقد ظلت فلسطين منذ الفتح الإسلامي جزءًا من دولة الإسلام خلال فترة الخلفاءالراشدين، ثم الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية. وما زال المسلمونحتى يومنا هذا يعتبرونها جزءًا من دار الإسلام لابد أن يعود إلى أصله.
بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، دخلت فلسطين تحت الانتداب البريطاني،وأصدرت بريطانيا وعد بلفور عام 1917م لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين تحتضغط الحركة الصهيونية العالمية، وقاوم العرب الفلسطينيون مخططات بريطانيا وحلفائهااليهود وقاموا بثورات متعددة أبرزها ثورة 1929م والثورة الكبرى 1936م. وخرجتبريطانيا من فلسطين وقد تركت كميات كبيرة من الأسلحة لليهود مما ممكنهم من احتلالثلاثة أرباع فلسطين وطرد 700,000 من سكانها الشرعيين إلى الدول العربيةالمجاورة.
فلسطين في التاريخ القديم
فجر التاريخ والاستقرار العربي. عاشت في فلسطين شعوبكثيرة، مثل: العموريين والكنعانيين وغيرهم من الشعوب القديمة منذ الألف الثالث قبلالميلاد. ولهذا، فقد عرفت أرض فلسطين باسم أرض كنعان. والكنعانيون هم شعبساميٌّ سكن فلسطين منذ نحو 3,000 عام قبل الميلاد، وأقاموا عددًا من المدن المسورة،وأنشأوا حضارة اقتبسها منهم العبرانيون فيما بعد.
وفيما بين القرنين العشرين والثامن عشر قبل الميلاد، غادر شعب ساميٌّ يدعىالعبَرانيين منطقة ما بين النهرين واستقر في أرض كنعان. ورحل بعض العَبرانيين إلىمصر. وفي القرن الثالث عشر قبل الميلاد، قاد موسى عليه السلام اليهود خارجًا من مصرليعود بهم إلى أرض كنعان. وقد اتبع اليهود دينًا يدعو إلى عبادة إله واحد، على حينأن الشعوب الكنعانية الأخرى كانت تعبد عدة آلهة. ظل العبرانيون لمدة 200 سنة،يصارعون الشعوب الكنعانية الأخرى والمناطق المجاورة. وكان يسيطر على الساحل الجنوبيالغربي من أرض كنعان أحد الشعوب القوية المعادية لليهود وهم الفلسطينيونالذين سميت منطقة فلسطين باسمهم.
الغزوات. في القرن الثامن قبل الميلاد، قام الآشوريون،وهم شعب عاش فيما يسمى الآن بالعراق، ببسط حكمهم غربًا إلى البحر الأبيض المتوسط،وغزوا فلسطين سنة 722 أو 721ق.م. وبعد مائة سنة، أخذ البابليون يسيطرون علىالإمبراطورية الآشورية وغزوا يهودا (جنوب فلسطين) سنة 586ق.م، ودمروا هيكل سليمانفي القدس، واسترقَّوا كثيرًا من اليهود، وأجبروهم على العيش في المنفى في بابل. وبعد خمسين سنة، غزا الملك الفارسي قورش الكبيربابل، وسمح لليهود بالعودةمن المنفى وبناء المعبد والاستقرار في فلسطين من جديد. وحكم الفرس معظم الشرقالعربي بما في ذلك فلسطين من سنة 530 حتى 331ق.م، ثم قام الملك الإسكندر الأكبربغزو الإمبراطورية الفارسية، ودحر داريوس الثالث ملك الفرس في موقعة إمسوس في خريفعام 333ق.م. وبعد وفاة الإسكندر سنة 323ق.م، تقاسم قادته الكبار الإمبراطورية. فأسسسلوقس أحد القادة، الأسرة السلوقية الحاكمة التي سيطرت على فلسطين حتى عام 200ق.م. وقد حال الحكام الجدد بين اليهود وممارسة دينهم، فثار اليهود سنة 167ق.م بقيادةيهوذا المكابي وطردوا السلوقيين من فلسطين. وأنشأوا مملكة موحدة جديدة عرفت باسميهودا، وبقيت زعامة المكابيين على اليهود حتى بسط الرومان سلطانهم على فلسطين فيعام 63ق.م.
الحكم الروماني. في سنة 63ق.م، قامت الكتائب الرومانيةبغزو يهودا التي أصبحت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية. وُلِدَ عيسى عليه السلامفي بيت لحم خلال السنوات الأولى من الحكم الروماني، وأخمد الرومان ثورات اليهود،الثورة الأولى (66 حتى 70م) والثورة الثانية (من 132-135م)، وطردوهم من القدس،وأطلقوا على المنطقة اسم فلسطين. لكن بقيت جماعة منهم في الجليل في أقصىشمالي فلسطين، واستمر الحكم الروماني لفلسطين حتى سنة 300م، ثم حكمها البيزنطيون (الإمبراطورية البيزنطية)، حيث انتشرت النصرانية في جميع أنحاء فلسطين.
الفتح العربي الإسلامي
خلال القرن السابع الميلادي، انطلقت الجيوش العربية الإسلامية من الجزيرةالعربية لفتح معظم بلاد الشرق الأوسط بما في ذلك فلسطين. ومع ظهور الإسلام الذيانتشر وعمّ المنطقة كلها، حيث عُومل اليهود والنصارى على أنهم أهل كتاب فتركت لهمحرية العقيدة والثقافة. ومع ذلك، فقد دخل أكثر السكان المحليين في الإسلامتدريجيًا، كما قبلوا الثقافة العربية الإسلامية التي رعاها حكامهم.
وفي مطلع الألف الثاني بعد الميلاد، بدأ السلاجقة ـ وهم ينتمون إلى الجيش التركيـ يسيطرون على فلسطين بعد أن احتلوا القدس سنة 464هـ، 1071م، ودام الحكم السلجوقيلفلسطين أقل من 30 سنة. أراد الصليبيون النصارى القادمون من أوروبا أن يُسيطروا علىفلسطين فبدأت الحروب الصليبية سنة 490هـ، 1096م. واحتل الصليبيون القدس 493هـ، 1099م، واستمروا يحكمونها حتى 583هـ، 1187م، عندما استرجع القائد المسلم صلاح الدينالأيوبي فلسطين وهزم الصليبيين هزيمة منكرة في موقعة حطينالشهيرة واستولىعلىحيفا وقيسارية ويافا ونابلس، ثم عقد النية على استعادة بيت المقدس وبالفعلدخلها في 583هـ، يوم الجمعة الموافق 2/10/1187م. واستولى على القدس.
الحروب الصليبية. من المعروف أن فترة الحروب الصليبيةفترة خطرة جدًا في تاريخ المسلمين عامة وفلسطين خاصة؛ إذ استجابت أوروبا بكل ثقلهالدعوة البابا أوريان التي ناشد فيها زعماء أوروبا أن يستولوا على فلسطين منالمسلمين ويقيموا فيها دولة نصرانية. ودامت الحروب قرابة قرنين، ظلت القدس قرابةقرن منهما تحت السيطرة الصليبية حتى حررها المسلمون بقيادة صلاح الدين. ولا يزالالتاريخ يروي كيف بطش الصليبيون بالمسلمين بطشًا دمويًا يوم دخلوا بيت المقدس. لكنالمسلمين فعلوا عكس ذلك يوم حرروها بقيادة صلاح الدين الأيوبي، إذ كانوا قمة فيالتسامح، حتى دخلت شخصية صلاح الدين وجدان الرجل الأوروبي بوصفه أنبل فرسان التاريخوأكثرهم حفظًا للعهود وتسامحًا وعفوًا.
وفي منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، استطاع المماليك الذين حكموا مصر، أنيؤسسوا دولة ضمت إليها فلسطين. وقد تميّز عصر المماليك في القدس باهتمامهم بهاوترميم مقدساتها الإسلامية، حتى إننا نجد سلاطينهم يكسون قبة الصخرة المقدسة منالخارج بالفسيفساء. وظل المماليك حكامًا حتى تمكن الأتراك العثمانيون من هزيمتهمعام 923هـ، 1517م، وأصبحت فلسطين جزءًا من الدولة العثمانية. وكان العرب المسلمونيشكلون أكثر سكان فلسطين عددًا. ومع بداية القرن السادس عشر الميلادي، أخذ اليهوديهاجرون إلى القدس من مختلف أقطار البحر الأبيض المتوسط ويستقرون فيها وفي أجزاءأخرى من فلسطين. وقد بلغ عدد اليهود في فلسطين عام 1880م حوالي 24,000 نسمة، من أصلمجموع السكان البالغ عددهم 500 ألف، ثم أتت حملات الاضطهاد في روسيا عام 1882 بموجةجديدة من يهود بولندا ورومانيا حتى أصبح هناك خمسون ألف يهودي في فلسطين في نهايةالقرن التاسع عشر الميلادي.
الحركة الصهيونية. ابتداءً من أواخر القرن التاسع عشرالميلادي، زادت هجرة اليهود بسبب الضغط الذي وقع عليهم في أقطار شرق أوروبا. أنشأبعض اليهود حركة تعرف باسم الصهيونية، أخذت هذه الحركة تعمل من أجل قيامدولة يهودية مستقلة لهم في فلسطين. وأنشأ الصهاينة مستعمرات زراعية في فلسطين. وفيخلال هذه الفترة، تزايد سكان فلسطين بسرعة. وفي عام 1914م بلغ العدد الإجماليللسكان في فلسطين 700,000 نسمة؛ كان منهم 615,000 عربي و57,000 يهودي.
التآمر الاستعماري على فلسطين
الحرب العالمية الأولى ووعد بلفور. انضمت الإمبراطوريةالعثمانية إلى كل من ألمانيا والنمسا والمجر في الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م) ضد الحلفاء، وتولت أمر فلسطين حكومة عسكرية عثمانية. وخططت بريطانيا وبعضحلفائها لتقسيم أملاك الدولة العثمانية فيما بينها بعد الحرب. وطالبت اتفاقية سايكسـ بيكو 1916م بوضع جزء من فلسطين تحت سيطرة حكومة حلفاء مشتركة. وعرضت بريطانيا أنتلبي بعد الحرب مطالب العرب بالاستقلال عن العثمانيين مقابل مساعدة العرب للحلفاءفيما عرف بمراسلات حسين ـ مكماهون. وفي 1916م ثار بعض العرب على العثمانييناعتقادًا منهم بأن بريطانيا سوف تساعدهم في إنشاء دولة عربية مستقلة في الشرقالأوسط. وكانت فلسطين ضمن المنطقة التي وعدهم الإنجليز بها، ولكن بريطانيا أنكرتذلك إثر إعلان اتفاقية سايكس ـ بيكو بعد قيام الثورة البلشفية في روسيا عام 1917م.
وفي عام 1917م وفي محاولة منها لكسب الدعم اليهودي لها في الحرب، أصدرت بريطانياوعد بلفور. نص الوعد على تعهد بريطانيا بمساعدة اليهود في إنشاء وطن قومي لهم فيفلسطين، دون الإخلال بالحقوق المدنية والدينية للجماعات غير اليهودية الموجودة فيفلسطين. لكن هذا الوعد يناقض نفسه منذ البداية، ذلك لأن قيام دولة يهودية في فلسطينيؤدي بالضرورة إلى الإضرار بحق العرب والمسلمين.
وبعد الحرب، قامت عصبة الأمم بتقسيم الكثير من أراضي الدولة العثمانية إلى أراضٍواقعة تحت الانتداب.
وفي عام 1920م تلقت بريطانيا تكليفًا بالانتداب المؤقت على فلسطين يمتد من غربينهر الأردن إلى شرقيه. وكان على البريطانيين أن يساعدوا اليهود على بناء وطن قوميلهم ومساندتهم في إيجاد مؤسسات الحكم الذاتي. وفي 1922م، أعلنت عصبة الأمم رسميًاأن حدود فلسطين تبدأ فقط من الأراضي الواقعة غربي النهر. أما المنطقة شرقي نهرالأردن حاليًا، فقد جعلت محمية بريطانية منفصلة. وقد بدأ تنفيذ الحماية علىالمنطقتين عام 1923م.
كانت بنود الانتداب البريطاني على فلسطين غير واضحة، ومن ثم فسرتها أطراف عديدةتفسيرات مختلفة. واعتقد كثير من الصهاينة أن بريطانيا لم تفعل شيئًا كثيرًا لدعمشعار الوطن القومي اليهودي. وقد سعى الإنجليز إلى بناء مؤسسات حكم ذاتي، كماتقتضي مهام الانتداب. لكن عروضهم لمثل تلك المؤسسات كانت غير مقبولة من قبل العرب،وبذلك لم تظهر مؤسسات الحكم الذاتي إطلاقًا، وعارض العرب فكرة الوطن القومياليهودي، وخافوا أن تخطط بريطانيا لتسليم فلسطين للصهاينة بعد أن سمحت بهجرة أعدادكبيرة منهم إلى فلسطين. وفي خلال هذه الفترة، ظهرت أول حركة فلسطينية قومية عربية. وفي مناسبات كثيرة، قامت المظاهرات والصدامات احتجاجًا من العرب على السياسةالبريطانية والأنشطة الصهيونية.
في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، جاء إلى فلسطين حوالي 100,000مهاجر يهودي من ألمانيا النازية وبولندا. وهذه الإجراءات أخافت عرب فلسطين. وقد نظمالعرب إضرابًا عامًا شل الحياة في كل فلسطين تقريبًا. واستمر 176 يومًا، وكان الأولمن نوعه في العالم.
وفي عام 1939م، أخذ الإنجليز بكل عنف يجددون الهجرة اليهودية وامتلاك الأراضي منالعائلات غير الفلسطينية التي أحست بالهلع من جراء الاضطرابات فباعت أراضيها وهربتإلى خارج فلسطين وذلك طوال السنوات الخمس التالية. كما امتلك اليهود أغلبية الأراضيبمساعدة ـ المندوب السامي البريطاني اليهودي هربرت صموئيل الذي استغل وجود قانونعثماني قديم بإعطاء الأرض التابعة للدولة لمن يستثمرها فحول معظم هذه الأراضيلليهود. لكنهم أقروا بأن الهجرة بعد ذلك سوف تعتمد على موافقة العرب.
الحرب العالمية الثانية وتقسيم فلسطين. خلال الحربالعالمية الثانية (1939-1945م) انضم كثير من العرب واليهود إلى قوات الحلفاء. وبعدها هاجر إلى فلسطين مئات الآلاف من اليهود الأوروبيين.
وأوصت هيئة الأمم بتقسيم فلسطين إلى دولتين؛ عربية ويهودية، وطلبت وضع القدس تحتالوصاية الدولية. وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الخطة في نوفمبر 1947م. وأصدرت قرارها في 29 نوفمبر 1947م الذي تضمن التوصية بتقسيم فلسطين وإنهاء الانتدابالبريطاني على فلسطين ولكنها تجاهلت بقرارها حق شعب فلسطين في تقرير مصيره، وأعطتاليهود 56% من أراضي شعب فلسطين، في حين أنهم كانوا يمثلون فقط 5,6% من مجموعالسكان قبل التقسيم. وقبل اليهود بقرار الأمم المتحدة، لكن العرب رفضوه ونشب القتالفي الحال.
وفي 14 مايو 1948م، أعلن اليهود قيام دولتهم المستقلة، وانسحب البريطانيون منفلسطين. وفي اليوم التالي، قامت الدول العربية المجاورة بمحاولة مساعدة أهل فلسطينفي محنتهم ضد اليهود. وعندما انتهى القتال في 1949م، ضمت إسرائيل مناطق تتجاوزالحدود التي وضعتها الأمم المتحدة، أما بقية المنطقة التي خصصتها الأمم المتحدةللعرب فقد أصبحت تحت إدارة كل من مصر والأردن. فوضعت مصر قطاع غزة تحت إدارتها كماانضم الجزء الآخر (الضفة الغربية) إلى إمارة شرق الأردن، وتكوَّن من ذلك المملكةالأردنية الهاشمية. وكانت النتيجة النهائية هي أن حوالي 700,000 من العرب طردوا منإسرائيل وأصبحوا لاجئين في الأقطار العربية المجاورة.
في عام 1964م أسس الشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًا له منأجل تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفي عام 1974م اعترفت الدولالعربية بالمنظمة باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
استمرار الصراع. أبرمت الأمم المتحدة سلسلة من اتفاقاتإيقاف القتال بين العرب واليهود عامي 1948م و1949م. ولكن لم يجر توقيع اتفاقية سلامفعّالة. واشتعلت الحرب على نطاق واسع مرة أخرى عامي 1956 و1967م. وبعد انتهاء فترةقرار وقف إطلاق النار الذي أصدرته الأمم المتحدة عام 1967م، كانت إسرائيل قد احتلّتالضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك شبه جزيرة سيناء المصرية، ومرتفعات الجولانالسورية.
في عام 1973م، شنت مصر وسوريا الحرب ضد إسرائيل انتهت بهزيمة إسرائيل وانتهتأسطورة الجيش الذي لا يقهر. وكانت حرب عام 1967م قد أدّت إلى وضع حوالي مليون عربيتحت الحكم الإسرائيلي، وبعد الحرب، أصبح مصير الفلسطينيين هو المحور الذي يدور حولهالصراع العربي الإسرائيلي. وأكدت منظمة التحرير في ميثاقها الوطني (1969م)،التزامها بتحرير جميع فلسطين. في عام 1978م وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية كامب ديفيدلتسوية النزاع بين البلدين، وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء. وتضمنت الاتفاقيةبنودًا تنص على إعطاء الحكم الذاتي للمقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد خمسسنوات، على أن يتبع ذلك قرار يتعلق بالوضع المقبل لهذه المناطق. وقد انتقدت الدولالعربية الأخرى هذه الاتفاقية بشدة. وفي عام 1987م انفجرت انتفاضة الحجارة لتكشفعنف وجبروت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي، وتجسدالانتفاضة تكاتف الفصائل السياسية والقوى الشعبية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال. اعترفت منظمة التحرير أخيرًا بحق إسرائيل في الوجود في فلسطين ودخلت معها فيمفاوضات بهدف التوصل لحل سلمي للنزاع القائم بينهما. تم توقيع اتفاق الحكم الذاتيبين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في 4 مايو 1994م بالقاهرة بشأن إقامة حكمذاتي للفلسطينيين في غزة وأريحا. وفي يوليو 1994م وصل ياسر عرفات إلى غزة ليديرسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني. وفي يناير 1996م، انتخب ياسر عرفات رئيسًا للسلطةالفلسطينية، كما انتخب المجلس التشريعي الفلسطيني. حال انتخاب بنيامين نتنياهورئيسًا لوزراء إسرائيل في 29 مايو 1996م دون إكمال عملية إعادة انتشار (انسحاب) القوات الإسرائيلية من أراض عربية فلسطينية واسعة شملتها اتفاقيات السلام بسببسياساته الاستيطانية المتشددة، وتعرقلت عملية السلام في المنطقة برمتها.
وفي مايو 1999م، حصل مرشح حزب العمل إيهود باراك على 56% من أصوات الناخبينوأصبح رئيساً للوزراء. وفي سبتمبر من العام نفسه اتفق باراك مع الرئيس عرفات علىعقد جولة مفاوضات الحل النهائي. وفي يونيو 2000م، رعى الرئيس الأمريكي بيل كلنتونمفاوضات شاقة للسلام بين الرئيسين عرفات وباراك في منتجع كامب ديفيد بالولاياتالمتحدة الأمريكية. استغرقت المفاوضات أكثر من أسبوعين قدم خلالها الرئيس كلنتونورقة أمريكية قال إنها كفيلة بحل المشاكل كافة، لكنها كانت تمثل الموقف الإسرائيليتماماً.
انهارت المفاوضات للاختلاف الجوهري حول ثلاث مسائل حيوية هي: القدس وعودةاللاجئين والأرض والحدود والأمن. فبينما تمسك الجانب الفلسطيني بحق الفلسطينيين فيالسيادة على القدس بوصفها عاصمة لدولتهم، لم يوافق الجانب الإسرائيلي إلا على إعطاءالفلسطينيين سيادة اسمية على الحرم الشريف فقط. وأصر الفلسطينيون على مشروعية عودةاللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، إلا أنالإسرائيليين لم يوافقوا إلا على عودة بعض اللاجئين وفي الإطار (الإنساني) الذييهدف إلى لم شمل بعض الأسر الفلسطينية وبأعداد محدودة كل عام. وطالب المفاوضونالفلسطينيون تطبيق البنود المتعلقة بالأرض والحدود والأمن التي حددتها اتفاقيةأوسلو، إلا أن الجانب الإسرائيلي عمد إلى التسويف والتأجيل؛ فانهارت المفاوضات. أنحى الرئيس الأمريكي باللائمة على الرئيس عرفات لأنه، حسب رأيه، كان وراء فشلالمفاوضات لعدم مرونته.
وفي 28 سبتمبر دنس زعيم كتلة الليكود مجرم الحرب شارون الحرم الشريف بالمسجدالأقصى عندما دخله مع ثلاثة آلاف من جنوده فانطلقت انتفاضة الأقصى. وجدت الانتفاضةدعماً من جميع الدول العربية خاصة في اجتماع القمة العربية الطارئة التي عقدت لهذاالغرض في أكتوبر 2000م. قدمت الانتفاضة مئات الشهداء، وبقي الشهيدان محمد جمالالدرة، 10 سنوات، وإيمان حجو، 4 أشهر، رمزاً لصمود الشعب العربي الفلسطيني أماموحشية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً. وفي فبراير 2001م فاز السفاح شارون فيالانتخابات المبكرة، وأصبح رئيساً للوزراء ومضى في محاولاته وقف الانتفاضة بمزيد منالبطش وسفك الدماء. ردَّت المقاومة الفلسطينية بقنابل بشرية إذ عمد بعضالاستشهاديين إلى نسف أنفسهم بمتفجرات حملوها بين جنباتهم وسط المستوطنين والجنوداليهود. وانقسم الفلسطينيون والعرب والمسلمون في النظر إلى هذه العمليات. فمنهم منقال بجوازها، ومنهم من رأى ضرورة أن توجه هذه العمليات ضد الجنود اليهود والمنشآتالعسكرية دون المدنيين، ومنهم من أكد على عدم جدواها مطلقاً إذ لم تؤد إلى نتائجتفيد القضية الفلسطينية، بل أضرت بها.
يتبع مباشرة نظرًا لكبر النص
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|