[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');"][cell="filter:;"][align=right]
الشاعرة والمفكرة الأديبة أستاذة فابيولا بدوي.. تحياتي
لا شك أن هذه مشكلة أزلية أبدية عانت منها المجتمعات الإنسانية على مر العصور وإن تكن أكثر حدّة لسكان حوض البحر الأبيض المتوسط ككل وليس العرب فقط وفي كل مجتمع ما زال يحافظ على الترابط الأسري والتقارب والاحتكاك بينما في الغرب أقلّ حدة كون انفصال الابن عن عائلته الأولى عموماً وأمه خصوصاً يحصل على مراحل وبالتدريج وليس مرة واحدة حين يتزوج، هي عند اليونان ربما أكثر حدة حتى منّا حسب المناطق مدينة أو بلدة/ قرية، وكذلك نجدها عند الطليان وفي أوروبا الشرقية إلخ..
في كل مجتمع إنساني نجد مشكلات بين الحماة من جهة والكنة أو الصهر من الجهة الأخرى
أشكرك على فتح ملف هذه القضية الإنسانية التي تستحق أن نولي لها المزيد من الأهمية ونستفيض بمناقشتها وسبل حل الكثير من إشكالاتها و أتمنى بالفعل من جميع الأعضاء الكرام المشاركة في الحوار حول هذه المشكلة الاجتماعية التي كثيراً ما وصلت لحد تحطيم قلوب وأسر.
لا أدري لماذا ومنذ نشأتي وجدت نفسي أتعاطف مع الحموات أكثر مما أتعاطف مع الكنّة أو الصهر، و أنا شخصياً لم أعانِ مطلقاً ككنة ربما بسبب تعاطفي هذا وقدرتي على التفهم والاحتواء والحب الذي تحتاجه الحماة تماماً كما تحتاجه الأم واستعدادي أن أقبل منها ما أقبله من أمي، مع أن هذه المشكلة كانت موجودة إلى حدٍ ما بينها وبين كنة أخرى .
لا شك أن هناك صنف من الحموات المتسلطات لا يحتملن لا بالطول ولا بالعرض ولا ينفع معهن أي علاج و لايستطعن تفهم وقبول استقلال الابن أو الابنة بحياتهم عن الأم ويحاولن التدخل بشؤون هذه الأسرة الفتية صغيرها وكبيرها، ولا شك أيضاً أن عوامل الغيرة تدخل هنا بثقلها في اللاوعي وتحكم الكثير من تصرفات الحموات وقد تكون مشكلة نفسية ورغبة بالاقتصاص كأن تكون الحماة عانت في السابق من زوج يفضل أهله أو لا يحسن معاملتها أو حماة متسلطة ( عادة من يتعرض للقسوة يمارس القسوة) و أحياناً تعلّق مرضي بابنها وخوف عليه من كل شيء حتى من الزوجة.
مؤسسة الزواج هي اندماج عائلة بعائلة أخرى نتاجها أولاداً أعمامهم من واحدة وأخوالهم من الأخرى وبكل ما يحمل الأولاد من الصفات الوراثية من الجهتين وهؤلاء الأولاد بحاجة للترابط بعيداً عن أي حساسيات وشقاق.
لماذا أتعاطف مع الحماة؟
الحماة هي أم أحد الشريكين في مؤسسة الزواج ومن حقها أن تحظى بالاحترام والود والتفهم وعلينا أن نفهم أيضاً أن انسلاخ الابن أو الابنة صعب من الناحية النفسية على أي أم وأنه لا يجوز التعامل معها وكأنها ماضي انتهت صلاحيته وباب يقفل فجأة ليحجبها عن ابنها أو ابنتها.
بالطبع المشكلة أكثر حدة بين الكنة والحماة عنه بين الحماة والصهر كونها بين امرأة وامرأة أخرى.
كثير من الزوجات كما أشرت أستاذة فابيولا يدخلن بتوصيات من أمهاتهن واستعداد لمواجهة الحماة والتصدي لها واعتبارها غريم ينبغي التغلب عليه وإبعاده وتصرفات الكنة تقول هذا إن لم تقلها صراحة لحماتها:
" دورك انتهى ولم يعد لك لزوم، شكراً ومع السلامة "
وفي حين نجدها لا تقبل من حماتها ولو نصيحة بسيطة وبمحبة وتعتبرها تدخلاً في شؤونها فإنها تقبل من أمها التدخل في كل صغيرة وكبيرة حتى لو كانت تتعلق بالزوج كم معه وكم عليه وعلاقته بأهله أو بتربية الاولاد، وغالباً ما نجد أن الجدة المؤثرة في حياة الأولاد والمقربة هي أم الأم بينما أم الأب فهي الجدة الغريبة عنهم والتي أحياناً يحصّن الأولاد ضدها وكأنها وباء ينبغي حمايتهم منه.
أليس على الزوجة أن تتذكر دوماً أن حماتها هي ذلك الإنسان الذي أفنى عمره وشبابه حتى أعد لها هذا الرجل الذي يشاركها حياتها؟!
لي عودة لمتابعة مداخلتي ولأروي بعض القصص التي شهدتها في معارك الكنة والحماة، وأرجو من جميع الأعضاء المشاركة في هذا الملف ثم لعلنا نخرج جميعاً بتوصيات للحماة وتوصيات للكنة.
[/align][/cell][/table1][/align]