عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 08 / 2011, 24 : 04 PM   رقم المشاركة : [1]
حسن الحاجبي
حسن الحاجبي


 الصورة الرمزية حسن الحاجبي
 




حسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond repute

سمر رمضاني : حين يسقط الطاغية ببيت من الشعر

أسعد الله أوقاتكم بكل خير

قتل الناس من أجل آرائهم أسلوب فرعوني قديم , ومنذ أن سالت أول قطرة دم بشري على وجه البسيطة , كان هناك اعتداد بالرأي . وعلى امتداد تاريخ الأمة العربية والإسلامية , إحتاجت الشعوب المقهورة إلى ملايين الشهداء كي تسقط الظالمين من فوق عروش الجور والطغيان, وقاومت بالصدور العارية , وبالسيوف وحتى بصواريخ ستينغر , لكن أغرب سقوط لحاكم جائر كان سقوط الحجاج بن يوسف الثقفي , الذي لم يسقطه سيف ولا منجنيق , وإنما أسقطه بيت من الشعر , فكيف ذلك ؟؟؟ .
طبقت شهرة الحجاج آفاق الدنيا , وارتعدت لذكره فرائص الرجال , غير أن امرأة مكلومة في أهلها تجرأت عليه ورمته في وجهه بما هو أهل له من صفات العتو والعدوان , فطلب فيها رأي من معه من الحاضرين , فأجمعوا على ضرورة قطع رأسها لجرأتها على الأمير , لولا أن المرأة أطلقت ضحكة ساخرة وقالت : ياحجاج , لقد كان وزراء صاحبك خيرا من وزرائك هؤلاء .قال الحجاج : ومن صاحبي ؟ قالت المرأة : فرعون ,, فقد استشار وزراءه في موسى عليه السلام فقالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين , ولكن هؤلاء يوصونك بقتلي بدون تأخير .كتمها الحجاج في صدره وعاد يطلب بعض العزاء في بيته , لكنه ما أن دلف ‘لى خدن أهله حتى سمع زوجته تنشد قائلة :
وما هند إلا مهرة عربية ....سليلة أفراس تخللها بغل
فإن ولدت مهرا فلله درها .....وإن ولدت بغلا فجاء به البغل
ولم تكن زوجة الحجاج سوى هند بنت الأمير النعمان بن الحارث , أخذها كرها وهي ابنة الأشراف , وحين حملت منه وهي كارهة له , قالت ذاك الشعر الذي وصل صداه إلى كل بيت وتناقلته كل الألسنة , ثم مالبث أن انتقل شعر المهرة والبغل حتى بلغ مسمع الخليفة أمير المؤمنين ابن مروان الذي استحسنه فبعث إلى الحجاج يأمره بتطليق زوجته هند , والعناية بها كما يليق ببنات الأمراء . لكن هندا أرسلت من يهمس في أذن الخليفة أن أنسب مكان تقيم فيه ويليق بمقامها , هو قصر أمير المؤمنين , شرط أن لا يكون من يخطبها للخليفة سوى الحجاج نفسه , فكان لها ما أرادت , حين جاء الحجاج ـ بأمر من الخليفة ـ يخطبها زوجة لأمير المؤمنين , ويستعرض رأيها وكم تطلب مهرا لزواجها . فأجابت هند بما يلي : ياغلام , إرجع إلى أمير المؤمنين وقل له إني قبلت بك زوجا , ومهري أن يحملني إليك الحجاج , ويمسك بخطام ناقتي من باب بيتي إلى باب قصرك .
ولكم أن تتصوروا مقدار الإهانة التي ستلحق بالحجاج بن يوسف الثقفي , وهو يمسك بخطام الناقة التي تحمل هودج زوجته السابقة وقد أصبحت في عصمة أمير المؤمنين .
إستجاب الخليفة لطلب العروس , بل وارتاح لهذا الطلب لما فيه من كسر لهيبة الحجاج التي أصبحت تضاهي هيبة الخليفة , فأمره بالتنفيذ .وقصد الحجاج بيته صاغرا ليحمل العروس إلى قصرها الجديد , ممسكا بخطام الناقة كما لو أنه مجرد خادم أو واحد من عبيد السلطان .
وفي الطريق إلى قصر الخليفة , ظلت هند تردد بيت الشعر الذي أعتقها من سجن الحجاج ونقلها إلى قصر الخليفة :
وما هند إلا مهرة عربية .......سليلة أفراس تخللها بغل
فأن ولدت مهرا فلله درها .....وإن ولدت بغلا فجاء به البغل
سيوف الدنيا كلها أهون من حد سيف هذا الشعر الذي ظل يخترق سمع الحجاج , وحين وصلت العروس إلى منتهى الطريق , وظن الحجاج أن مراسم التحقير والإهانة قد انتهت , جاءه ماهو أعظم وأفدح .فقد أسقطت هند عن عمد دينارا ذهبيا , سمع له رنين على عتبات القصر الرخامية , ثم نادت من فوق هودجها : ياغلام , أدرهم ماسقط مني أم دينار ؟؟ ليجيب الحجاج منكس الرأس : بل هو دينار يا مولاتي , فقالت هند : الحمد لله الذي أبدل درهمي بدينار .
ومن يومها , وهن الحجاج ووهنت قبضته , وتقلب على سرير المرض والسهاد , إلى أن قبضه إليه رب العباد .

رمضانكم مبارك سعيد

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع حسن الحاجبي
 قالت: أرفع رأسك عاليا فأنت عربي , قلت علميني يا سيدتي , علميني كيف يكون الرفع بعد الخضوع , علميني كيف يكون النهوض بعد الخنوع , علميني أن أستقيم واقفا , فقد أطلت الركوع .
نعم يا سيدتي ...أنا عربي لكنني موجوع .
حسن الحاجبي غير متصل   رد مع اقتباس