[حسن ابراهيم سمعون]

الأخ الفاضل مازن , أشكرك على تفهمك , وسرعة الاستدراك , وهذا يحسب لك , لأنه من الفضائل ..
وأنا على يقين بأن ذلك كان سهوًا .
وللتوضيح سأذكر التالي :
نعم يوجد فساد , ومحسوبيات , ومصادرة رأي بسوريا , شأنها في ذلك شأن معظم دول العالم , وخصوصًا الدول العربية ,وربما تكون سورية من أقل الدول العربية بهذا إذا ماوضعنا بالحسبان الوضع الإقتصادي ,الذي يفرض بترديه إرهاصاتًا , وتطرفًا .
وإذا ما قارنا سوريا بجوارها على الأقل وماتقدمه سوريا من خدمات طبية , وتعليمية , ودعم للمواد الغذائية , والنفط , والكهرباء , ووجود فسحة من التعبير عن الرأي أكثر من كل الدول العربية ( بقعة ضوء , مرايا على سبيل المثال)نرى بأن سوريا بلد مقبول,لكن لابد من الإقرار بضرورة الإصلاح , ومطالب الشعب المحقة , والموضوعية ,وأنا معها ومن أول المطالبين بها ..
ويجب التمييز بين الدولة , والنظام ,, وبين معارض , ومعترض , ومتظاهر بريء يطالب بتحسين ظروف حياته مع المحافظة على الدولة , ومؤسساتها , وهيبتها .وهذا حقه المشروع , فالنظام للمواطن العادي يعني رئيس البلدية , ومختار المحلة , ورئيس المخفر , وهذا المواطن لايستهدف النظام كنظام سياسي , قائم .
فالذي يقتل رجال الأمن , والجيش , ويحرق المؤسسات , والمنشآت فهو يحارب الدولة أي الشعب لأنه المالك الحقيقي , وليس النظام ..
ومن يحارب النظام لطائفته , ويحارب كل الطائفة لأجل النظام (كبعض صابغي اللحى ) الذين يشتمون , ويبيحون دم طائفة بأكملها
هذا يختزل النظام والدولة بشخص الرئيس , ويريد أن يسوق البلد لحرب أهلية( قروسطية ) رأينا نماذجًا منها في لبنان , والعراق , وهي برمتها خدمة للمشروع الصهيوني ..
أما المعارضة فهي أيضا على فئات , فمنها المعارضة البراغماتية
وهؤلاء قلة , فهم يملكون رؤى سياسية , ويطرحون بدائلا ً,, وأرى بأن على النظام اللقاء معهم , والاستماع لهم ,,وأنا معهم لأنهم تحت سقف الوطن , ويرفضون التدخلات الخارجية .وملتزمون بالنهج القومي لسوريا, وقضايا العرب , وأهمها القضية الفلسطينية ...
والقسم الثاني هم المعارضة الوطنية التي تملك رؤى سياسية , تنظيرية( فكرية بحتة) ويفتقدون البرنامج , والبدائل , ولاضير من اللقاء معهم فهم نخب سورية مثقفة وتحت سقف الوطن, وأنا معهم ..القسم الثالث وهم من المعترضين المنفوخين والموتورين , الذين لايملكون سوى الطرح السالب , وكل منهم يتخيل نفسه بسدة النظام , ويفصِّل مشروعه ذهنيًا على قياسه , وهم من الديكتاتوريات الفنية , والأدبية , والدينية ,, وكلهم أخطر من الديكتاتور السياسي , وكلهم يظن بأن المجتمع السوري كقطيع , ومن الواجب أن يكونوا هم الرعاة ..وبهذا القسم اختلط الرعاة من أقصى اليسارالعلماني إلى أقصى اليمين الراديكالي ,,وهذه خلطة غير صالحة , ولاتركب بالمشهد السوري .
والقسم الرابع هؤلاء مرتبطون حتمًا بالمشروع الصهيوني , وغايتهم ليس السلطة بل تخريب النظام , والدولة , والوطن بعقده الاجتماعي الموقـّع بين أبناء الوطن منذ عشرات القرون .
وهدفه إخراج سوريا من معادلة الصراع ,وإلحاقها بالركب الصهيوني , لنشوء الدولة الدينية الصهيونية التاريخية
(الهرمشدونية ) وأستطيع أن أنزع صفة الوطنية عن هؤلاء.
وأنا شخصيًا لا أختزل سوريا بنظام , أو شخص , أو طائفة
أو حزب , ولا أزادود على أحد بالوطنية , فسوريا تاريخيًا هي
قلب العروبة , ومع فلسطين بهذا النظام ,أو ماسبقه , ولا يمكنني إلا أن أقر وأعترف بأن النظام بقيادة البعث و المرحوم حافظ الأسد , والأن الدكتور بشار , مازال القلعة الوحيدة للنضال , والمقاومة ...
والغريب , العجيب بأن المعترضين ,يصورون بأن العقود الخمسة الأخيرة , كانت ظلامية , وجاهلية , ويصفونها بأبشع الصفات ..هي والبعث , ومرحلة حافظ الأسد , والمدرسة القومية ..
وتراهم يراهنون على, وعي , وثقافة الشعب السوري , ولحمته الوطنية , وحس الانتماء ,, وكأن هذه المعايير , والوعي , والثقافة جاءت من المريخ , ولم تولد برحم هذه العقود الخمس ...وبالحالة التعليمية في سوريا والمنهاج القومي , والوطني الموحد في كل مدارس القطر .
ولمن لايعلم فثمة مدارس متنقلة مع البدو الرحل , موجودة في سوريا .
نعم لقد اختلط المشهد في سوريا , والشعب الطيب الصادق , هو الضحية , وهو العشب المداس دومًا بصراع الفيلة .
ومع كل هذا سوريا بحاجة إلى التطوير , والتحديث , وتحقيق مطالب الشعب لأنه سوريا ..
فالأنظمة تروح وتأتي, أما الدولة فلا ,,, والشعب فلا ,, والوطن فلا,,, فكفى تهريجًا ,, وأغلبنا يعرف بأن الأميركي سارق الثورات
لاتهمه تونس , ولا مصر , ولا سورية , ولا العروبة , ولا الإسلام
والمؤامرة قائمة , من زمن سالومي , وأستير إلى آغريبا وحاييم لافي إلى بني قريظة , إلى المحافظين الجدد ,,,
لكننا لأننا نعتبرنظرية المؤامرة قدرًا نكون دائما من ضحاياها ..
نستطيع أن نتهم سوريا , وبعض أركان نظامها بالفساد, والمحسوبية ,, أما بالعمالة , والتآمر , والخيانة فهذا كذب , وافتراء
فلا يمكن لسوري , أن يخون .
أشكرك أخي مازن , ولولا التسلسل الإداري لعدلت الموضوع ,أو حذفته لكنني أعتبر ماورد سهوًا , ( وأؤكد ) سهوا..
فأنت أخ كريم , وتزينك فلسطينيتك , وبأنك قريب للأختين الغاليتين
العزيزتين , ناهد وبوران , وبأن الأخت هدى تحترمك , وتقدرك
وأنت نائب الرئيس لك علينا حق الاحترام ..
وأضرب مثالا : أنا أختلف مع المرحوم صدام بالكثير من القضايا , لكن لا أقبل بأي شكل أن يقتله الأمريكي بعيدي , لا أقبل أن يتهم الرجل ,, فالرجعية هي من ورطه ,بغزو إيران , والكويت ليتخلصوا منه وتبقى نهايته مشرفة أكثر من نهاية حسني .
يحق لنا أن نختلف , لكن لايحق لنا التزوير , ونحن أخوة , وسنبقى
وأؤكد للجميع بأن المخططات التآمرية مكشوفة , ولا يمكن لرضيع سوري أن ينخدع بها ( سوري هي كل بلاد الشام )
والمطلوب دومًا هو الموضوعية , والعلمية , في البحث , والكتابة لنورث لأبنائنا أفضل مما ورثنا , وأرجو أن لايـُفهم مما تقدم بأنني في معرض الدفاع عن النظام بعصبية
وهوى ,,
فأنا أول المطالبين بالحقوق المشروعة لشعبنا السوري ولكل الشعوب العربية , والعالمية , لكن أنا منتم إلى مدرسة عروبية قومية , مازالت سوريا قيادة وشعبًا,, هي الوحيدة بالساحة
حسن ابراهيم سمعون