رسالة إلى من كتب رسالته لطفله الذي لم يولد بعد !!!
رسالة إلى من كتب رسالته لطفله الذي لم يولد بعد !!!
هذه الرسالة أكتبها إلى الأسير الفلسطيني " وليد دقة " الذي كتب رسالة لطفله الذي لم يولد بعد ... حيث منعه الاحتلال الإسرائيلي من إنجاب طفل ، بحجة أن هذا الطفل يشكل خطرا على أمن دولة إسرائيل ....
عزيزي ، من أين سأبدأ ؟ هل أبدأ من أنك تكتب " لمخلوق لم يولد بعد " ، أم أبدأ من الحلم الذي أصبح " ملفا في المخابرات " ؟؟!! هل أبدا من أنك " تحلم بطفل " ، أم أبدأ من " دولة نووية تحارب طفلا لم يولد بعد " ؟؟!!
وهل أتحدث عن ربع القرن عندما كنتَ بعمر الزهور ، أم أكتب عن ربع القرن خلف غياهب السجون ؟ أم هل أكتب عن بداية ربع القرن الثاني خلف القضبان ؟؟
عزيزي ، يعجبني أنك ما زلت تقبض على حلمك بقبضة من حديد ، وتنظر إليه بعيون تترقرق بالأمل الجديد ، يعجبني أنك لن تتخلى عن ذلك الحلم رغم طعم حياة السجون التي كالعلقم . يعجبني أنك تحاول أن تعطي حياتك خلف القضبان اسم " حياة " ، رغم ما تلاقيه من تشويه لتلك الحياة ...
عزيزي ، كم أحببت ذلك الاسم الذي أطلقته على حلم حياتك ، " ميلاد " ، لكن هل سيكون " ميلاد " اسما لطفل ، أم اسما لحياتك المستقبلية ، أم أن " ميلاد " هو حياتك المستقبلية " ؟؟!!
عزيزي ، كم أتمنى لو كان باستطاعتي أن ألعب بالزمن لأهديك بهجة من ماضيك وفرحا من مستقبلك ، لتعيش حاضرك " بمعنى الحياة " .
عزيزي ، لو كان السجان يملك قلبا لما تركك وراء تلك الجدران ، لكن اعذرني إن قلت لك أننا محتلون من دولة ليست بشرية !!! لو كان يملك روحا إنسانية لما تركك بعد أن رأى حزم الأيام تتراكم على جدران زنزانتك ، لكن اعذرني إن قلت لك ماذا تتوقع من سجان صهيوني ؟؟!!!
وماذا أقول في دولة تحارب حتى الأحلام ، تسرق طفلا من حلم أبيه ، ثم تسجل اسمه في ملفاتها الأمنية ؟! أتعجب بأي اسم سجلته ، هل سجلته باسم " ابن وليد دقة " أم " حلم وليد دقة " ، أم أنها اختارت له اسما يليق بطفل يرهب " الشاباك الإسرائيلي " ؟؟!!! مهما كان ذلك الاسم فيكفيك فخرا أن طفلك – الذي لم يولد بعد – قد أرهب دولة الاحتلال ؛ وهذا ما لم يفعله الكثيرون ......
عزيزي ، اسمح لي بأن أقول لك إن ما فعلته ليس بالجنون – أن تكتب لطفل لم يولد- ، لكنك قد تصفني أنت بالجنون إن قلت لك أني بت أعتقد بل أجزم أن طفلك موجود بيننا ، وكيف لا يكون موجودا وهو حاضر في المرافعات القضائية لدولة بني صهيون ؟!!
عزيزي ، صِفني بالجنون إن أردت ، فأنا أصبحت أرسم مُحيّى ذلك الطفل ، أرسم ملامح وجهه الطفوليّ ، ألون عينيه بألوان الأمل ، وألون ملابسه بألوان العلم ، وسأرسمك وأنت تلعب بشعره !!!
عزيزي ، لو كنت أستطيع أن أدعك تنجب هذا الطفل لفعلت ، لو كان بإمكاني مساعدتك لما ترددت ، لكن من يستطيع رمي قرارات الدولة الاسرائيلية عرض الحائط ؟!!
عزيزي ، سأمشي في الشوارع والأزقة لأبحث لك عن " ميلاد " ، فهو حي بيننا ما دمت متمسكا أنت بطموحك ، سأبحث لك عنه مرارا ، وسأجده ، وسأحضره لك ممسكا بيد والدته لتضم إلى صدرك عائلتك وحلم حياتك ....
عزيزي ، لو شاء لي القدر أن ألقاك فلا تنس أن تحضر " ميلاد " معك ؟؟!!!
وسلام مني حتى ذلك اللقاء ....
فاطمة البشر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|