رد: أقباط مصر بين سندان الفتنة ومطرقة الأقليات ـ فابيولا بدوي
د. هشام، كم يسعدني تواصلك ومداخلاتك
والحقيقة أن ما تفضلت به من تعقيب، قد يفضي بنا إلى تساؤل، لماذا لا يكون لنا نحن من ننشد التغيير في مساحات كثيرة من حياتنا لغة خاصة، تختلف عن اللغة المتداولة بشكل يومي؟
الحقيقة أنا لا أبحث في اخلاقيات الإسلام عن مبرر للتعامل مع الأقليات بشكل لائق، على الرغم من التحفظ على إطلاق أقلية على أقباط مصر من قبل الكثيرين، ولكني أبحث عن بعد أخلاقي عام بصرف النظر عن العقيدة، بعد إنساني يتيح لنا جميعا التعايش في سلام على أرض واحدة.
أما البحث في جوهر الدين، أي دين، يعني أن ندور في فلك حلزوني، ففي البداية يجب أولا أن نتعرف على هذا الدين وعلى جوهره بدلا من قشوره كما يحدث الآن، وأن تترسخ في الأعماق القيم السامية للدين، وأن نخلص أفكارنا وموروثنا الفكري من كل ما علق به على مر سنوات ليست بالقليلة من الكثير من الشوائب التي هي أبعد ما تكون عن الدين، غير أنها باتت أقوى كعرف من تعاليم الدين نفسها، وهكذا حتى نصل بالإنسان إلى درجة راقية من السمو الروحي وحينها بالطبع سنجد حلولا رائعة للعديد من مشكلاتنا خاصة الإجتماعي منها. ولكن حتى يحدث كل هذا مع الوضع في الاعتبار أن هناك تيارا غاية ما يهدف إليه هو ترويج الفكر المنغلق والتفسيرات العجيبة للدين، ستكون كافة معايير وملامح المواطنة قد أبيدت بالكامل. من هنا ربما أتمنى أن نركن إلى لغة مشتركة لا تستند، ولو مرحليا، إلا على الصالح العام لهذه الأمة المهددة بالانقراض، ليس فقط بسبب دسائس خارجية، بل أيضا على أيدي ابنائها. نحن على شفا هاوية شئنا التصريح بهذا أم أبينا، وإذا ما استمر بنا الحال على أمل أن يفيق البشر ويلتزمون بجوهر وصحيح دينهم، فلن ننجو ومصيرنا المحتوم هو الخروج من الجغرافيا كما نخرج الآن من التاريخ.
مع صادق تقديري وأطيب امنياتي
|