مساحات من ألم الحياة
مساحات من ألم الحياة
بقلم : فاطمه البشر
إنه يقبض على قلبي ، يحاول تمزيقه ، يحاول أن يخرج أنفاسي بأصابع تتخلل ذلك القلب الهزيل ، يرسل بسهامه إليه واحدا تلو الآخر ، ولا يدع لي مجالا لأشهق شهقة تُنفس عني ... لم يعد بإمكاني التنفس ، اصطبغت عيناي بلون أحمر قان ، وبدأ الإحساس يتلاشى ، لم أعد أحس بمرور الوقت ، كل ما أشعر به هو ذلك الذي يريد أن يسلبني حياتي ، وإن تركها فهو يريد سلب سعادتي ...
مازال القلب ينزف ، والروح مليئة بالجراح ، بالرغم من كبر الأرض إلا أنني أشعر أنها صغيرة لا تتسع لموطئ قدمي ... أريد أن أكون وحدي ، لأرتشف الحزن بعيدا عن الأعين ، رشفة بعد رشفة ، طعم جبل بالعلقم ، ليستقر هناك ؛ ثم يبدأ الأخطبوط بمد أذرعه ليجعل النزف شلالا زادت سرعته عن المتوقع ...
لقد نسيت شفتاي كيف تصنع الابتسامة ، كيف ترسمها ، لقد اختفت تلك التجاعيد حول عينيّ ؛ التي كانت قد ظهرت بسبب الضحك ، لكن ارتسم على الوجه معالم " اكتئاب " و " آه " ........
ولم يعد بإمكان عيني التركيز في شيء ، فبؤبؤها لا يكف عن الحركة يمنة ويسرة للأعلى وللأسفل ، محاولا البحث عما يرد للروح - إن بقيت - شيئا من الأمل ، لكنه يرجع خائبا ... غرق جسدي في جدول من الماء ، لكني أعتقد أنه بئر عميق ليس له نهاية ، مازلت أهوي ، ورغم الصراخ لم يسمعني أحد !!!
قد يكون ذلك الهطول هو الأخير ، وقد يكون ما بعده ليس إلا قحطا يواري بين جنبات الكثير من الألم والحزن ، وقد يكون ذلك شيئا من سراب أحسبه واقعا ، ألهث خلفه فيقودني إلى اللاشيء ...
مجهول ذاك الطريق الذي أتيت منه ، حيث خيم الضباب على المكان ، وتلحفت الأسرار بلباس الظلام ، في تعالي صرخات أحياء يعيشون الموت !!! لحظات قاسية تلك التي أعيش فيها الألم ، أعيش فيها الموت في الحياة ...
أيا تلك الأيام التي ذهبت ، هل لك من عودة ؟!! وأنى تعودي وقد رحلت بالجميل ، أنى تعودي وقد حان لقائي مع الصرخات ، وأنى تعودي وقد يأست من عودتك !! لقد أطلت الغياب ، وأطلت الفراق ، لكن ما يراودني هو هل سيطول لقائي مع الحزن ؟!! وإن كان سيطول فهلا أرسلت لي بصيصا من أمل ، شعاعا من شمس الشروق ، أو حتى كلمة أسلح بها نفسي لأشق الطريق عبر الضباب ؟؟!!
في هذه الحياة القاسية المملة لم يعد لي شيء سوى الانتظار ، أنتظر الفرح ليطرق بابي ، أنتظر الابتسامة لتعود إلى شفاهي ، أنتظر الدنيا لتتسع بي ... فمتى يزول هذا الانتظار ؟!!
متى سأنعم بالسعادة ، ومتى يرقد الفرح على عتبتي ولا يفارقه ؟؟!!
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|