نقوشا على بوّابة خان الغجر .. بقلم المختار الأحولي
_1_
ونبلغ التذكار في تسايرنا
كيف نبدّد الملح القمحيّ منّا
الكامن في ضحكتها ؟
كيف نعرّف جرائم الذهاب المركّب
لحواجز الاعتذار عن الزمن
ولو عن غير قصد
ونقف على تقاطع الأسرار الصغيرة
في الانهيار الصعب ... لتصحّر القول
معبودتي ...
هكذا ولد المغفور له أليف
وولد من مصادفة النهار والليل
فتنازل عن الشعر
لتقرّ له الحياة بالفناء
رغم الحقد الصاعد
وتعمّد الوجوه البغيضة
تقمّص الإعصار
والنار طهورة
هكذا كبر المغفور له
رغما عن أنفه شعبيّ اللسان
بلكنة شوارع ترميه لطبعه الحامي
وعلى انكسارات هوس السنين بالموت
وهكذا كان المغفور له بسيط اليدين
عند ملامسة الخيام التي أنهكها جسد النسيان
على تراب من بخور التواري في الحزن
وخراب الريح المجفّفة ...
_2_
روح عالقة برداء الكتل روحه
وبطقوس العناصر
كان ينتهي فيه سحر الجنوب
لغايات الشمال
ولبن البيوت المرصوفة
على شارع السؤال
ووبر الصباح الجبان هنا كما هناك
كان مشهدا آخر
للمتغير من فصول القول
والبارعون في الغياب المبكّر
داخل السكر
وإدمان الحبّ ألكابوسي
معبودتي
للحرب لعبة الوجوه الملقاة على حافة وجوهها
وله شيبا قليلا في القصيدة
حين تنتفض جثث المودعون لروحه
في الموت المرمريّ
المرميّ على ناصية التكوين
ندخل رحلة الخروج منّا
وفينا ما فينا
وما يوقعنا في السخرية
وما يكفينا شرّ
الانتشار في اللغة المترهّلة ...
_3_
للحظات لجوء للتعب
حدّ حبّ الصمت وعبادة التخمين
من هاجس اللعنة الخرافيّة
يولد صنو السؤال
معبودتي . ما كنزك المزعوم ؟
جزيرة من مهبّ الريح؟
"سنفونية" القلب الذي نسي قلبه ؟
قمر يغربله الرثاء حتى لا يرى عرينا الحقيقيّ ؟
وعلينا السلام ؟
كنت صبيّة
تمنح فيما تمنح من نهديك
عمار صناديق الحمام
وتمنحين عضويّتك لرسالة تعارف حالمة
وتنام الليالي على عسل
كنت صبيّة
تهوين المطالعة
وقراءة البخت
على مسارب الرمل
وتهوينه ...
وكنت شقيّة ... معبودتي
لم يتعاطى الحبّ قلبك في غيابي
ولم تلمسي أرقام الحروف
لتلبسي طلاسم
وكان الزمان موحش الأغاني
_4_
يزعم أنّه الزمان الذي ... كان
حتى الدوالي لها نار تحميها من هوس النديم
وللبحر مطر لدفن الليل القديم
وهو هو بلا زمان عليم
فهل كان لزاما عليّ
أن أقتحم زمان الأسرة الدوليّة
باحثا عن سكري التاريخيّ ... وعنها
هل كان عليّ أن أمسك بموتي
وأقوده إليّ في حنان من جحيم (برلمان) القصائد
الكثبان عاتية السراب يا قلب
الحمام ودّعني باكيا
وفيّ أتعاب قلبي
والتباس كلام
معبودتي ما همنا
للسفر حصّة منّا
فلا خوف علينا من عاديات السفر
معبودتي هي صلاة للفقد
لحد الأغنيات الشهيدة
قدح للحياة في مشكاة الزيت الوطني
سطور تأكل لحم الخارطة
وأنا هنا أقف
على كفّي
وعلى كفّي يكبر الياسمين
فأفتتح الأحداث بسرد (أنتروبولوجيّ) للحبّ
وحنين الماء للملح
_5_
نصيخ السمع لتنهدات قطارات الليل
والحلم يشيع رائحة الصمغ
على ثلج ضائع
فلا ندري أين سنعلّق أوزارنا
وسجّاد الرحيل الأسطوريّ
في (فراق غزالي)
أشباح تطارد رقصة ظلّها على ليل
بلا شكيمة
معبودتي ... قد كان للمغفور له
بيت شارد العقال
فيه ذيل سمكة ... وقرنا غزال
فوقهما كفّ من حنّاءه تنبت
عين زرقاء
تبقي باب الحسد
يغلق جسد الماء الأسود
لك شراب (الأنا...ناس)
لا تقريب خمري
هو الوسواس الخنّاس
يوسوس في صدري الذي صدر كلّ الناس
أنا ذكرى
أمّا أنت فإن كان وجعتي في غيابي
فكلي "همبرقر" ثوري جدّا
لتتقي شرّ العين
_6_
(برلمان) للقصائد
الكثبان عاتية و (فراق غزالي)
للعاشق والمعبودة أربعين جلدة عين جاهزة
كصيغة بديلة عن الرجم بالشهب
فهل لديك اعتراف ؟
هل لديك اعترض ؟
هل لديك مقترح شهوة اقتراف الحبّ –ديمقراطي-؟
إذ ما همنا من الصوم
مادام لكلّ "سحور" أطلاقات المدافع
ولكلّ إفطار مقبرة عربيّة
ما همنا إن انكسر الماء على الماء
أو أن النورس فخخت الرسائل
أو أن الطائرة ضاعت بين الأوراق والأسئلة
هل تعايش أم تناهش أيامنا ؟
حضرة الرفيق المغفور له ؟
_7_
للريش أيضا أنيابه
وحذف مبرمج –بالكمبيوتر-
فمي حبيبتي في ذهاب... اتركيه
يحرث الماء الظامئ لظمئي
فأنا ظمئت لآخرة بديلة
لقلب تخصوصب فيه كلماتي
وتتناسل ديانات الفيء الأزرق
ظمئت ...
ظمئت ...
ولم أصل إلى - سلع - يا - ذي الشرى –
ولمّا أزل أنوي حجتي إليك هذا العام
ظمئت ...
ظمئت لسكر النغمات
وترنّح الكلمات
وكلّ كأس ونحن عائدون...\...
من : 1991\ إلى: 1993
- ملاحظة: كتبت هذه القصيدة على مرحلتين . الأولى ببغداد . والثانية بين الأردن وتونس .
- هامش : (فراق غزالي) مطلع أغنية تونسية عتيقة .
|