عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 04 / 2008, 57 : 01 PM   رقم المشاركة : [20]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الداراللي هناك - 1

الداراللي هناك : الجزءالأخيــــــــــــر
بدت لنا قرية المجرى ونحن نجتاز آخر قمة جبلية قبل أن نبدأ في الانحدار . كانت الشمس تشرق في هذه الأثناء ، وكانت كل العيون مشدودة إلى القرية . لا أحد يتكلم . بل كان كل واحد منا يتكلم في السر ، كنا نصرخ ونضحك ونبكي فرحا ، لكن في السر . لم يكن يجرؤ أحد على النظر إلى الآخر . ودون وعي مني سألت أبي :
- أيكون القائد مستيقظا ؟
- ربما – أجاب ضاحكا – هل تريد مقابلته ؟
شعرت بالدم يكاد يفور من وجهي ، وسكتت ، بينما كانت البغال تمر بمحاذاة النهر . هاهو البيت . انتفت عنه تلك الوحشة وبدا لي أليفا كأني أقطنه منذ زمن طويل . وحانت مني التفاتة حيث إقامة القائد . لم يكن هناك سوى الخادم يكنس عتبة الباب . أسرعت إليه محييا فأقبل مرحبا بنا . وددت لو طلب منه أبي مناداة القائد للتحدث لكن شيئا من ذلك لم يحدث ، فقررت أن أصبر و أقضي الوقت في تفقد المنزل..كان كل جزء منه مألوفا عندي . لكني حين اجتزت القاعة الفسيحة شعرت بالرهبة و أنا أتذكر أول لقائي بعمي الفاضل .
بعد تناول الفطور خرجت إلى النهر. لم يكن فيه سوى القليل من الماء وعلت حناياه بقع خضراء كنا نسميها روث الضفادع . جلست على الضفة و أخذت أتسلى برمي الحصى على الغدير .
- أهذا ما كنت تشتاق إليه بعيدا عن القرية ؟
لم ألتفت إلى مصدر الصوت . فقد طغت على نفسي فرحة غامرة وأجبت :
- كل شيء في القرية افتقدته ..
جلست لطيفة بجانبي و أخذت بدورها ترمي بالحصى ..أدركت أنها ملمة بسبب عودتنا المفاجئة ما دامت لم تسألني .. لا شك أن أباها القائدأخبرها بذلك..
- ألم تسافري ؟
- بلى ، ولكننا عدنا مساء أمس .
- أمس ؟ يا للمصادفة !
- أية مصادفة ؟
- عدنا في نفس الوقت تقريبا .
- هذا يعني أننا على موعد مع سنة أخرى من العمل و...
- و ماذا ؟
- والشقاوة .. و التحدي .
- لا تجعليني أحس بالذنب من جديد .. لقد اعتذرت لك و..
- وقبلت اعتذارك .. قل لي .. هل انتهيت من إنشائك ؟
- أجل ، ولم يبق إلا أن أنقله في ورقة أخرى .. و أنت ؟
- و أنا كذلك .. لكن ما كتبته هو أقرب للخيال منه إلى الواقع ..
- لقد شوقتني لقراءته .. لا بأس.. الموسم الدراسي على الأبواب ..
- لا .. سوف أحكي لك عما جرى بعد رحيلكم ثم نقرأ سويا الموضوعين .. ما رأيك ؟
- فكرة جيدة .. هيه .. هاتي ما عندك .
اعتدلت لطيفة في جلستها ثم أخذت تتحدث .. في البداية لم يكن حديثها يحمل شيئا ذا بال .. لكن ذكرها لأحد الضيوف الذي نزل عندهم غداة رحيلنا ، استرعى انتباهي . تحدثت عن سؤال الرجل عن أحد الشيوخ وعن وثائق تخص البيت المهجور، وذكره لمناطق عديدة لم تذكر منها سوى قنطرة.. ثم حكت ما قامت به من زيارة استكشافية للبيت واطلاعها على محتوياته وما أحست به من رهبة وهي تجوب قاعات المنزل .. وحديقته الشاسعة . و حين انتهت من حكايتها ،التفتت إلي قائلة :
- ما رأيك ؟.. هل في ما قصصته ما يثير ؟
لم أرد ، وبقيت ساكتا أتأمل الغدير . لم أعد أرمي بالحصى . وطال صمتي فأعادت السؤال :
- هيه.. أين سهمت ؟ .. لا تتحرج في إبداء رأيك كيفما كان .
- لطيفة..اسمعي .. هناك شيء لا يصدقه العقل .. سوف ترين ذلك بعد قراءتك لموضوعي .. هل تذهبين معي لأخذه ؟
- كما تريد .. ولكن ما هو هذا الشيء الذي لا يصدقه العقل ؟
- قلت لك سوف ترين ذلك بعد قراءتك للموضوع .. هيا بنا .
أسرعت إلى المنزل و أخرجت أوراقي من الحقيبة ثم ناولتها للطيفة وعدنا نجلس على ضفة النهر. تركتها تقرأ دون أن أنبس ببنت شفة. كان جسمي ينتفض من شدة تأثري لما حصل.. هل يعقل أن تتوارد الصدف بهذا الشكل ؟.. أحسست بلطيفة تنظر إلي فالتفت إليها . لبثنا هكذا بضع لحظات قبل أن أسأل :
- أرأيت ؟
- فعلا – أجابت لطيفة في سهوم .. شيء لا يصدقه العقل .. ما العمل الآن.. الموضوعان متشابهان تقريبا .. شيء محير.
- أنا أرى عكس ذلك .. ألم يقل لنا المعلم أنه يمكن كتابة موضوع مشترك ؟
- بلى .. ولكن ، والحق يقال ، إنشاؤك أكثر إثارة .. و ليس من العدل أن..
- هل تذكرين أني اعتذرت عن عدم تقديمي هدية لك ؟.. هاهي فرصتي لأعوض عن ذلك .. ما رأيك في تقديم موضوع إنشائي واحد مذيل باسمينا ؟
احمر وجه لطيفة و أطرقت وهي تخط على التراب خطوطا متشابكة ، ثم قالت دون أن تنظر إلي :
- شكرا لك .. الآن تيقنت من أنك نسيت ما كان بيننا من..
- سامحك الله.. أكنت لا تزالين تشكين في إخلاصي ؟..
- لم أقصد ذلك .. هو سوء في التعبير فقط .. قل لي هل أعجبتك الهدية ؟
- طبعا .. و هاأنذا أحملها حول عنقي .. لا تقولي إنك ندمت عليها ..
وضحكنا معا ، ثم نهضنا . وقد زاد حر شمس الضحى ، وافترقنا على موعد باللقاء في ساحة المدرسة وعدت إلى المنزل سعيدا مترنما :
الدار اللي هناك عاليمين////////// على جنب الدالية الكبيرة
قبالتهـــــــــــــــــــــا دار////////// دار قديمـــــــــــــــــــــــة
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس