رد: أقباط مصر بين سندان الفتنة ومطرقة الأقليات ـ فابيولا بدوي
الأستاذة فابيولا:
لا أعتقد أن القول بأهلية المعاملات التي يتبناها دين ما هو بحث في جوهره، الدين هو المعاملات، لأن المعاملات هي مقياس أنساني، أما العبادات فإن الله هو المسؤول عن تقييمها. الفائدة الواقعية للصلاة أو الصوم أو أي عبادة دينية لا يقيسها إلا الإله، ما نستطيع أن نتحاور من خلاله مع الأديان هو المعاملات، السلوك الإجتماعي.
لست في موقف يخول لي الزعم بأن الأقباط يشكلون أقلية، الأقلية ترتبط دائما بالعدد، لكن ما أستطيع أن أؤكد عليه هو أن الأقباط مركب ثقافي من الدين و التاريخ و اللغة و التقاليد ينتمي إلى المجتمع المصري. ذكرت في تعليقي السابق أن مطالب الهوية شرعية، غير أنها تتلاءم مع حالة الاستقرار أو الغليان التي يتسم بها الوطن. الكرد في العراق استفادوا من الصفة التقدمية للنظام البعثي فحصلوا على استقلال ذاتي كما اعتبرت لغتهم دستورية. هي انجازات ثقيلة للدولة القومية الباحثة عن منطلقات متماسكة للتوحد، بيد أن استغلال الغزو الأمريكي أقام استقلال الكرد. ما أريد أن أقوله إن مطالب التحرر الثقافي داخل نفس الوطن تتحقق بصورة سليمة على كافة المستويات الحيوية.
و لك كل التقدير أستاذتنا الكريمة.
|