[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]

وكأن الدنيا رماد رمال والصباحات عضات وجع والليالي سياط عذاب لا يحتمل

حين يمسي الوعي تيهاً والدقائق تلدغ كالعقارب

طلعت أيها الغالي، يا صديق العمر الأقرب والأحب، يا ابن عمتي وشقيق روحي

يا بعض أبي وبعض دمي وبعض وطني وانتمائي، يا قطعة من وجودي وكيان لا ينفصم عن كياني افتح عينيك الغاليتان الحبيبتان وعد إلينا

قاوم يا غالي من أجل عمتي المسكينة التي يخبئ عنها الجميع لكنها بإحساس الأم تتلوى ألماً ولا تفجعها أرجوك

قاوم من أجل إنعام الزوجة المعطاء كما تسميها التي تكاد تقع من هول الصدمة قاوم من أجل سهير ومحمود وديما وفرحتك بهم وفرحتهم بك ولا تقصم ظهورهم

قاوم من أجل رجاء وأمل ومن أجل عصمت ورأفت وأنت الأخ والأب والعميد العماد

قاوم من أجل الأحبة والأصدقاء الأوفياء وأنت الصديق الصدوق الذي يعشقه كل الأوفياء

قاوم من أجلنا جميعاً ولا توجعنا بسياط نومك أكثر

قاوم يا غالي من أجل كل محبيك وعشاق شعرك ونثرك وما أكثرهم

قاوم من أجل فلسطين ومن أجل حيفانا ومن أجل القضية والعودة

أرجوك طلعت

أرجوك لا ترحل فالألم يفوق الاحتمال والشمس منذ أن أغمضت عينيك لا تشرق وكل شيء طعمه أمر من العلقم والهواء شحيح...شحيح جداً....

آه ما أصعب نومك هذا وما أقساه طلعت

في شارع العمر نبضات كثيرة وقيثارة الشعر وجد ينتظر عزف أصابعك أنت.. أنت الفلسطيني رئة الزمان إلى المطر وأنت برتقال يافا وسهول حيفا وأنت الجذور والكرمل مجدولٌ من شمس هواك أنت وأنت الثمر وعباءات المطر جبهتك شمس وأصابعك فجر وأنت نشيد الوفاء والشموخ....

أرجوك طلعت لا ترحل

لا تنأى عنا ولا تبتعد

الظلام يملأ كياني وعواصف الخوف عليك تتقاذفني وأظافر الذعر تنهشني وحتى الصمت يفزعني

رنة صوتك.. ضحكتك أين مني؟

وكأن دهور مرّت يا غالي وسط جحيم الخوف

***

اللهم يا أرحم الراحمين بحق هذه الليلة الفضيلة

أعده يارب ولا تفجعنا به

رحماك ربي من كل هذا الألم والعذاب

يارب بك أستجير

يارب أنت الرجاء

يارب لا تجعل عمتي تتجرع الكأس المر الذي تجرعته جدتي

يارب رحماك

يارب لطفك

يارب ارحمنا من هذا الكأس المر وطول الانتظار الموجع وأعد إلينا طلعت

رباه...
أعد إلينا طلعت

أعد إلينا طلعت رحماك

[/align]