عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 08 / 2011, 35 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

(( الإسراء دلالات وغايات ))


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ستبقى معجزة الإسراء والمعراج مدرسة للمسلمين وغير المسلمين
يستلهمون منها الدروس والعبر
وقيمة تُحفّز مدارك المؤمنين
ليدفعوا عقولهم نحو
إعادة بناء للمشاهد والأحداث التي تفاجئنا بأشياء جديدة كلما غصنا وتدبّرنا ، وتكشف لنا عن
عظمة الإسلام في جوهره كما ورد في كتاب الله بعيدا عما سمّاه البعض حديثا " بالدين السائد " /
أي دين المذاهب والطرق والمدارس المتعددة الأهواء والغاياتحيث جعلوا الحديث عن الدين يجري
ما بين متخاصمين متنافرين هذا صواب وذاك أصوب الناظر من غير المسلم من بعيد يُخيّل إليه بأنهم
يتّبعون ديانات مختلفة وليس دين واحد !

ومن الرائع ، التوقف عند ما خصّ النبي صلى الله عليه وسلّم ، نتابع خطواته عبر مسيرته في سنوات البناء
ندقق ، نتفحص وبكثير من التأمل لنكتشف بأننا أمامعظمة قائد ، وعبقرية فكر غُيِّبتْ عنا تفاصيل إدارته
الفعلية لكل لبنة من لبنات البناء السياسي للإسلام ، ذلك البناء الذي جعل الكثير من الرواة يتهيبون البحث فيه
والحديث عنه وعن شخصية الرسول الباهرة بمعزل عن الوحي والتزاما بنص الآية الكريمة " وما ينطق عن الهوى "
ولا أقرر هنا شيئا من عندي حين أردد مع أصحاب الرأي الذين قالوا أن القرآن هو الوحي ، وليس أقوال الرسول .
الوحي هو المرشد والموجه ، أما الفعل ،هو فعل الرسول ؛ وعليه ، لم يصلنا من سيرته العطرة ما يُغني إلحاح
النفس العطشى إلى معرفة شخصية النبي العظيم ، القائد السياسي بامتياز لا لم يجاريه أحد ، فحمل صفة أستاذ
إن جاز لي التعبير في العلوم الكونية ، نجح في توحيد أمة وقادها بزمن قياسي ، في حين لم تنجح مجموعة
من الأنبياء في توحيد عائلة فقط !

:
عندما كنت حديث السن كان والدي يضع صورتين على أحد جدران منزلنا ، صورة لحصان أبيض يحمل
وجها إنسان بديع الطلعة وله جناحان ،وكتب في أدنى طرف الصورة جملة تقول : " البراق عليه السلام "
باعتباره ملكا من صنع الله . وصورة أخرى لشجرة ملونة هي " شجرة الأنبياء " كما كتب عليها ، لها
فروع وأغصان بعدد أسماء الأنبياء عليهم السلام ؛ والصورة الأولى قد سحرتني وجعلتني أفكر دائما بالقصة
التي من أجلها كان " البراق " ولأن تفكيري بالقصة كان يضعني أمام شكوك وتساؤلات كثيرة تراكمت عبر
السنين سألخص ما خطر لي منها وما استنتجته لاحقا من خلال إطلاعي على معظم ما ورد من حكايات حولها ؛
شعرت في كثير من المرات بأن إيماني ربما متأرجح او ناقص لأن ما ورد من روايات لم تجعلني مستسلما لغاياتها
ودلالاتها وربما كان للزمان والمكان تأثير عليّ في ذلك ؛ فأنا ابن المكان الذي باركه الله ، وفي الزمان الذي وضعني
في صراع مع المهودين على الأرض الهوية والتاريخ والمقدّسات ، والتاريخ ينبئني بأن الصراع على هذه الأرض
قد تنبه له رسولنا الأعظم منذ تلك اللحظة التي قال للمسلمين : تلك قبلتكم الأولى .
فلاحت لي فكرة الحديث عن الحدث بما لم يُتحدث به من قبل فإن أصبت أو أخطأت فلنفسي والله من وراء القصد .
:
إن الحديث عن رحلة الإسراء كحدث منفصل عن العروج شيء،
والحديث عنهما كحدث واحد وقعا في نفس الزمان شيء آخر ،
لأن بعض المحدثين يفصلون الإسراء عن المعراج حيث يعتمد
رأيهم على أن " آية الإسراء لم تتناول شيئا مما وقع في المعراج "
بمعنى أن سورة الإسراء تحدثت عن موضوع الإسراء وحده،
وسورة النجم تناولت موضوع العروج وحده ويقال أيضا " أن هناك فاصل
زمني بين المعراج والإسراء لا يقل عن خمس سنوات، وقد يصل
إلى سبع سنوات. وأن المعراج هو الذي وقع أولاً وفيه فريضة الصلاة،
ورؤية الله تعالى، والوصول إلى سدرة المنتهى والجنة " وأن
سورة النجم لم يرد فيها أي ذكر للإسراء؛
والإسراء وقع قُبيل الهجرة ؛ وأن سورة الإسراء لم يرد فيها
أي ذكر للمعراج. " فهل يُعقل أن يجتمعا في رحلة واحدة ؟
وهل يجوز ذِكر أحدهما في سورة دون إشارة واحدة لتبين الرابطة بينهما؟ "
فالحديث عنهما كحدث واحد ، والتسليم برأي الذين يقولون بأن النبي صلى الله عليه وسلّم
أسري به إلى بيت المقدس ثم عرج منها إلى السماء بروحه وجسده يعني :
أن المعجزة خاصة بالنبي العظيم ،وهو سر من أسرار النبي .. استشف منه الراوي أن الله تعالى أراد أن يرفع من
شأن نبينا ويقدمه عن باقي الأنبياء جميعا ، فهو كما تقول الرواية بهم هناك صلى ،
و في السماوات العلا قد مرّ بهم في سموات مختلفة ، وهم كما - تقول الرواية
لا يسكنون في سماء واحدة ، وبالتالي هم ليسوا على ذات الدرجة ؛ فهذا النبي في السماء الأولى
وهذا في الثانية وذاك في الثالثة والنبي الأعظم يسأل وهو يركب " البراق " وإلى جانبه جبريل
عليه السلام يجب عن جميع الأسئلة .. ولو تتبعنا الرواية لوجدناها رواية لطيفة ومثيرة وليست بغريبة
عن القصص الشعبية ولكن بشيء من المبالغة وصعبة التركيب
فالرواية بداية تقول بأن الرسول عليه الصلاة والسلام
قد صلى بالأنبياء جميعا قبل العروج فهل يُعقل ألا يتعرف على أي رسول من الرسل عدا الأنبياء ؟


ولكن إن اعتبرنا انها كانت معجزة خاصة فهي من الناحية الشكلية
قد لا ترقى إلى معجزات موسى وعيسى عليهما السلام، خصوصا
وإن جميع الناس قد عرفت أن موسى كلّم قد كلّم الله تعالى ،
ثم شاهدته وهو يلقي بعصاه ،وهو يشق البحر، وهي تُمطر ذهبا ،
وغرق فرعون وجنوده ، والمن والسلوى. وأن المؤمنين من الناس
قد سمعوا بالطفل الذي هو من روح الله، والذي ولد من عذراء
يتحدث إليهم وهو " في المهد صبيا " .. وجميع الناس قد شاهدوه
وهو يُحيي الميت ، ويشفى الأبرص ، ويمشي على سطح الماء
ثم عرفوا بصعوده إلى السماء، الذين لا يؤمنون منهم بصلبه
والذين يؤمنون ! وبذا، يكون قد سبق النبي محمد صلى الله عليه وسلّم
إلى السماء بأكثر من 600 عام ميلادية وما زال يسكن هناك
وان بعض الناس ما زالوا ينتظرون نزوله حتى الآن !
وإن كانت معجزة للمسلمين الذين آمنوا به كنبي ليرتقوا
من الإسلام إلى الإيمان ، ولغير المسلمين ليؤمنوا بمحمد
صلوات الله عليه كنبي ورسول فلماذا لم تكن تلك المعجزة إلا ليلا
وسرا من الأسرار قد حيّر حتى المحيطين بالنبي عليه الصلاة والسلام .
ألا يدفعنا هذا إلى التساؤل والذهاب نحو البحث العميق والتفكّر بمعجزات
الله كما كل جيل من الأجيال فلا ينكر البعض على البعض الذين اجتهدوا
اجتهاداتهم المدفوعة بتقواهم وحبهم لرسول الله
عليه السلام مع أنهم نقلوا لنا روايات مختلفة ومتناقضة كمختلف
الروايات التي يقال فيها صحيح وغير صحيح ، ويقال فيها أيضا
هذا قول قوي وهذا ضعيف وهذا يتفق عليه العلماء وذاك لا يتفقون وسوف يبقى التباين والاجتهاد إلى ما شاء الله
فتلك مشيئته سبحانه وتعالى .
نعود لأصل الآية الكريمة لنتوقف أمامها قليلا ، قال تعالى :
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم "

ولسوف نجد هنا أول ما نجد، إشارة إلى أسماء أماكن هي معالم مادية موجودة :
المسجد الحرام ، المسجد الأقصى ، الأرض المباركة وهذا يؤشر حتما إلى
أماكن تعرفها الناس جيدا وليست غريبة أو مستجدّة ، لأننا لم نلاحظ أي استهجان يتعلق بوجود تلك
الأمكنة أو تساؤل كمثال : أين يقع المسجد الأقصى يا رسول الله ؟ ! أو :
منذ متى كان ذلك مسجدا ومن كان يُصلي فيه ولماذا باركه الله تعالى كما بارك " حوْله " ؟!
وغيرها من الأسئلة الكثيرة ؛ " المتحدث " قال لنا ، أن جدلا قد قام حول الشك بصدق ما قاله الرسول الأعظم
وعلى ذمة الراوي قال : أن النبي الأعظم قد قص بعض الشواهد تؤكد على وقوع الحدث ثبت فيما بعد صحتها !
ولسوف نجد أيضا أول ما نجد هنا ملاحظة أن الآية تتحدث عن " مسجد "
أي مكانا للصلاة ، فهل يقام مسجد دون أن تكون هناك صلاة ومصلين ؟
وهل يعني هذا أن الصلاة قد فرضت قبل الإسراء ؟

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس