[ميساء البشيتي]

دروب العودة للشاعر طلعت سقيرق



أنا المشتاق يا وطني فخذ ْ بيدي إليك وسمني شجرا على درب الرجوع إليكَ خذ ْ قلبي شموعا ضوءَ أغنية ٍ سأرجعُ خطوتي حبلى بآمالي وإصراري أدقّ البابَ فافتحْ لوز هذا الوقت نحو يدين من حيفا ويافا غزة الأحرار نحو جميع ما في القلبِ من مدن ٍ سأزرع لحظتي وهجا من التفاح والليمون أعصر ناي أيامي زمانا لا يملّ العزف نحو الدار يطرق بالهوى والعشق شباك التي انتظرتْ هناك تمدّ نظرتها وترسل ألف عصفور إلى المنفى وتكتبُ شعرها عودوا إلى بلدٍ يسوّي في أصابعهِ خواتم شوقه المجنون يصرخُ أيها المنفى أعدْ أهلي إلى دار تظلّ بدونهم ثكلى أعدْ أهلي إلى شجر ٍ يظلّ بدونهم شجرا يتيم الظلّ محترقا من الأشواق يا قلبي مفاتيح الهوى دقتْ على الأبواب في عكا وراحت تسحب الموال في نابلس أغنية سنرجع تحفظ ُ الأحلام سحر القبلة الأولى ولون الزهرة الأولى ومشط الناي حين يعانق الأشجار كم تشتاق ضحكتنا إلى خبز الزمان الحلو يفرد شارع الأيام تمشي جانبي تلك التي ردتْ ضفيرتها إلى تفاحة في القلب وارتدت إلى نغم ٍ وموال أصابعنا على عود الهوى نغمٌ طوتْ في غفلة الأيام ضحكتها وقالت شوكة في القلب تؤلمني وكان ظلام تلك الليلة السوداء حين ترجـّل الموال مجروحا ورحنا في دروب الغربة انكسرتْ بنا الأيام ضاع صباحنا مزقا وصرنا نسأل الآمال عن يوم يعود به الأحبة من دروبٍ سافرتْ فينا تشقق في زمان البعد هذا القلب غاب الزهر مكسورا على شباك من مروا من المنفى إلى المنفى حملتك في ضلوع الوجد بستانا من الأحلام ردي وردتي الأولى وهاتي لحظتي البيضاء أعطيني زمان العطر كم أوغلتُ في سفر ٍ بلا معنى جميع مدائني كانت بلا معنى وكل حقائبي كانت بلا معنى أقلب دفتر الأيام مسكونا بوجهٍ نصفه حيفا ووجه ٍ نصفه حيفا ويثقل فيّ يمطرني بنار الغربة المنفى ولا ألقى سوى دورٍ تطاردني وتمحو نجمتي ودمي وإن أحببتُ أو أدمنتُ أو عانقتُ دارا عدتُ مجروحا إلى بيتٍ هناك يلمّ أحلامي وكم من زهرة مرتْ وأعطتني حدود القلب نبض القلب شكل القلب لكني إليها عدتُ مثل الطائر الظمآن أبحثُ عن جديلتها ومشط الروح في كفين من شمس وضوء في فضاء الوقت سكته أنا المقتول والمفتون يا حبي الفلسطينيّ لا معنى ولا أشياء ترجعني إلى ذاتي وموالي وزهر النور والأحلام غير العودة انفردتْ بكلّ أصابع التفاح تسكبُ شكل أيامي فنصف الوجه في حيفا ونصف الوجه في حيفا فلسطينية ٌ روحي وأحداقي وأوراقي وأحلامي وأيامي فلسطينية ٌرئتي فلسطينية لغتي وقافيتي وشكل أصابعي وجهي ملامح كل آمالي فلسطينية دنياي صرخة حبريّ المجنون أشعاري فلسطينية ٌ حتى حدود الوجد أفكاري أسير وخطوتي حبلى بكل دروب إبحاري إلى حيفا فلسطينية شمسي إذا مالتْ هنا وهناك أو قمري وهذا القلبُ معنى الروح سرّ العشق دقات الهوى المجنون حين أحبّ مأخوذا ومفتونا ومجنونا وبحارا يخوض الموج مقتولا ومعجونا بفتنة زهرة ٍ تمضي إلى قلبي فلسطينية ٌ كفي لساني دفء أوردتي فلسطينية ٌ ناري وجناتي وآهاتي وكلّ زمان أنـّاتي سنرجعُ فالدروب الآن تمضي نحو عودتنا وتسرع نحو عودتنا وتبني ضوء عودتنا فلسطينُ العيون القلب مشوار الهوى والشمس كل دروبنا انفتحتْ على درب الرجوع هناك معنى القلب معنى الوقت معنى الروح معنى الضحكة الموال والدنيا سنرجع طالت الأيام مفتاح الزمان لنا ومفتاح البيوت لنا ومفتاح المكان لنا ومفتاح الوجود لنا غدا سندقّ بالأعمار نفتح باب عودتنا ..