[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]سألني وهو ينظر إلى البعيد .. هل سنعود؟؟.. قلت بالتأكيد سنعود ... هز رأسه وقال لي متسائلا : وما معنى هذا الإصرار ومن أين أتيت به ؟؟.. قلت : لإيماني الشديد بأن الفلسطيني لا يمكن أن ينسى وطنا اسمه فلسطين ، مهما مرت الأعوام وكرت .. الفلسطيني يا صاحبي معجون برائحة تراب فلسطين ، بطهر هذا التراب ، فكيف لا أومن أن العودة أكيدة؟؟.. بأسف ومرارة قال: كأنك تنسى ما يجري على الأرض، أو كأنك تغمض عينيك حتى لا ترى كل الوقائع التي تحدث على الأرض .. ما يحدث مخيف ..أي عودة!!.. أيمكن أن يعود كل الفلسطينيين إلى تلك القطعة الصغيرة التي أبقوها لنا من فلسطين؟؟.. أي عودة يا رجل؟؟..
نظرت في عينيه وقلت : يبدو أنك لم تفهمني منذ البداية، أو أنك لا تريد أن تفهمني..يا صاحبي أنا أتحدث عن فلسطين ، وفلسطين بالنسبة لي ولكل فلسطيني ، لا يمكن أن تتجزأ .. فلسطين يا صاحبي هي فلسطين التي نعرف دون حذف شبر واحد..إلى فلسطين هذه ستكون العودة ، وهذا يعني أننا لا نريد أي وجود للاحتلال ، أنا على يقين أن هناك تنافرا بين كلمة عودة وكلمة احتلال .. هل تتصور أن نترك فلسطين لقمة سائغة لاحتلال بغيض؟؟.. وإن فعلنا فعلى أي أساس ؟؟.. هل سمعت أن هناك شعبا يعطي وطنا للآخرين ؟؟.. هذا وطن وليس حفنة مال.. يمكن أن تتنازل عن شيء يخصك وتعود ملكيته لك كفرد ، أنت حر في ذلك.. أما أن تعطي وطنا للآخرين ، وطنا بكل امتداداته التاريخية والجغرافية وسواها ، فهذا مستحيل.. كل التوقيعات لن تشكل شيئا لأنها ملغاة وساقطة قبل أن يجف حبرها .. فالوطن وطن.. ولأنه كذلك فلا شيء يمكن أن يقف بوجه العودة واستعادة الأرض كاملة غير منقوصة .. ربما تحدث أشياء كثيرة .. ربما ترى العجب العجاب !!.. لكن إياك ثم إياك أن تصدق .. دائما ثق أن فلسطين ستكون لنا ، وأن كل فلسطيني سيعود إلى أرضه ووطنه وفلسطينه .. هل فهمتني ؟؟..
قال : فهمتك تماما وأنا معك .. قلت : كل فلسطيني سيبقى مع فلسطين لأنه بذلك يكون مع نفسه وتاريخه وأصالته ووطنيته وهويته ، ولن نؤمن بشيء غير عودة فلسطين كاملة متكاملة ..



طلعت سقيرق
[/align]