14 / 09 / 2011, 11 : 02 AM
|
رقم المشاركة : [206]
|
أستاذة وباحثة جامعية - مشرفة على ملف الأدب التونسي
|
رد: في قهوة .. في بوح .. في رواق .
مساء أيلولي فيروزي
أخي رشيد و عروبة
اليوم قلوبنا جميعا تنبض على وقع أنغام جارة القمر...
أدام الله أعيادك يا عروبتي...ولكن يجب أن تخبريني عن العيد الخاص...أنا فضولية يا صديقتي 
إليك دكتور ناصر في ذكرى وفاتك الأولى
[align=justify]في هذه الليلة و منذ سنة فقدناك حبيبا عزيزا على قلوبنا ...في هذه الليلة غادرتنا دكتور ناصر إلى الفردوس الأعلى....
مرت الأيام سريعة و حلت ذكراك الأولى د.ناصر..لم ننساك... فمع كل ركن من أركان منتدانا نستنشق عبق كلماتك، نصائحك، حكمك، توجيهاتك، مزاحك و ملاطفتك لكل فرد من أسرة نور الأدب نفتقدك اليوم كما لم نفتقدك في يوم ما، ينام الأستاذ الغالي طلعت على فراش المرض، يسميها الطب غيبوبة، عفوا حكيمنا، و أسميها استراحة محارب جريح.. منكوب في وطن.. و في أوطان...، تلفنا الحيرة و الحزن و نخشى عليه، و أصدقك نخشى على أنفسنا و أسرتنا و نورنا من بعده لا سمح الله ...نذكرك حكيمنا مع كل فرحة، و أفراحنا كانت كثيرة و مع كل حزن و أحزاننا كانت أكثر...ثارت بلداننا العربية و حرر شبابها تونس و مصر و ليبيا من دكتاتورياتها....فرحنا حتى النخاع..و حلمنا حتى صارت أحلامنا بين ايدينا نتلذذ ملمسها ويزكم أنوفنا طيبها ...ذاك الشباب الذي كنت تراهن عليه و على قدراته و مواهبه و ثقته بنفسه يا دكتور.. اليوم ألقى به شيبُها على قارعة الثورة ...استقلوا ركب الثورة رافعي هامات كانت منحنية تلامس أديم ثرى سقته دماء نقية زكية لأناس بسطاء غلابى ما طلبوا يوما غير الكرامة و لا شيء غيرها....ماذا كنت ستقول يا حكيمنا أمام حالنا، بما كنت ستهوّن علينا أيها الغالي...تنتابنا آلام يومية لا بلسم لها و قد كنت الملجأ و البلسم أيام الجراح و الوجع...ابنتك و ما كنت تناديني بغير إبنتي الغالية...ابنتك موجوعة تشكو آلامها لكل رفيق و صديق، لكل غال و حبيب....أهو الخوف يا أبتي من مجهول يهدد الوطن، أهو إيمان مهزوز برب العباد...أم أن العود طريّ ما تعوّد على صدمات القدر...و على خيانة الإخوة...على نكبات سمعت حكاياها و ما عاشت آلامها..محبطة و مثبطة عزائمي يا أبتي فعُد...فقط لثوان ...فقط لثوان...و قٌل لي ماذا أفعل؟؟؟ تنزف جراحي غزيرة..لا أرغب في اندمالها و تنهمر كلماتي و آهاتي بلا توقف، أخشى صمتي و حزني و عزلتي..وجعي وألمي....بِتُ أخشى حتى شراييني ..يا أبتي. أتساءل و أنا بين يدي كتاب الله أحقا آمنت بقولك يا رب " ومن يتوكل على الله فهو حسبه "...لا أعلم إن كنت تسمعنا أو ترانا، هي تساؤلات لم أفكر فيها يوما و لكني أعلم أنك لو كنت معنا لربّت بحنو على رؤوسنا و رددت على مسامعنا "لا تحزن إن الله معنا"...ذاك عهدنا بك أيها الأب الحنون العطوف...ذاك العهد بك حكيمنا...
دكتورنا الغالي ...طيب الله ثراك و رحمك رحمة واسعة و أسكنك جنات النعيم مع الصدقين المهديين ...[/align]
|
|
|
|