أخي الفاضل علاء ...
أود فقط ان أسألك كم عمر صديقيك ... ؟
فلو كانا طفلين سأتفهم حقيقة بحثهما في أسرار البحر و جبروته و لطفه
لكن بفارق أيضا جميل هو ان الطفولة بتحليلها لمواقف معينة قد تكون وجهتها صائبة لحدود مستحيلة
لكن ما أتفق فيه معهما
أن البحر قد يشبه لحد بعيد الثورات العربية
قد تكون منعطف خطير و مشوق أيضا للوصول إلى استقلالية الذات قبل استقلال الأوطان
كلمة استقلال مجرد كناية ( طبعا يجوز استعمال كل الصور البلاغية للتعبير ) فقط اختر ما تريد و ضعها مكان الفراغ
مجرد ( ) على الوضع الراهن ...
كما لو كنت تمارس طفولتك من خلال الدمى ...
ببساطة كلمة استقلال لا تجوز في حالة المواجهة العربية .. العربية لأن ذلك سيخرج حتما عن حدود المعقول ليصبح قولا
من أقوال مجنون يتسكع بين قائمة المعتصمين في الشوارع ...
حالة هذيان ...
اما عن التدخل الامريكي و إمكانية إثارته للفتنة فقد يكون ذلك صحيحا لكنه كان في موقفه هذا اغبى ما يكون
و كأنه استعمل الذكاء الخارق ليقع في براثن غباء مدقع ... و كأنه خطط دون البحث في النتائج
لأن حالة الوعي العربي فاقت مستوى تفكيره .... تماما كما كانت حالة صديقيك ....
لأنهما مارسا الطفولة بكل عقباتها المجنونة حتى كبرا في لمحة بصر ..
و الدليل عودتهما إلى التغزل بالبحر ... و هي وجهة نظر ذكية جدا لان البحر اعمق بكثير ...... فلو فاض البحر لجرف الثورات
و الحروب و الامراض المستعصية و المجانين و الأزمات و و و و
القائمة جد طويلة لا يسعني ذكرها لان أصابعي ستتعب و لن أتمكن من مواصلة المسار الثوري ... عفوا الأدبي ..
اخي .....
نصك رائع كما هي العادة برؤيا بعيدة و معمقة جدا ...
أسعدني جدا قراءة النص و صدقني رغم انه يختلف عن أدبك الساخر المعتاد لكنه أشعل في نفسي
رغبة مميتة في الضحك لكن بفارق بسيط .... السخرية ... من واقع أقل ما يقال عنه أنه يدفع للبكاء الشديد و النحيب
أما عن سؤالي الأول :
فأسحبه فقط في هذا السطر و في هذه الثانية .... مجرد مزاح
فلا يهم العمر بقدر ما تهم درجة الوعي و معرفة حقيقة الوضع الراهن ...
شكرا على ادبك الراقي و قلمك السحري المطوع للكلمات ....
فائق التقدير و الاحترام