[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/18.gif');border:8px groove black;"][cell="filter:;"][align=center]
حروف متمردة
هل تلد الغيمة الحبلى عصافيرَ ؟ وهل تمطر السماء في الحضن زنابق َ وورود اً؟
وهل أمواجك يا بحري الصاخب تستطيع في
ذروة تلاطمها وعربدتها أن تجرح كبد السماء أو تمزق شغاف فؤاده ؟
كذلك أنت يا جرحي النازف لن تلد جراحك الحبلى إلا الجراح ، ولن تمزق بأناملك الحريرية إلا أفق آمالي الندية ، ولن تخدش بجبروتك سوى زهو أحلامي وأطيافها الوردية .
وأنت يا حرفي المتمرد ، ويالعنتي ، عندما أولد على يديك وعلى يديك أشاهد مصرعي ، فبماذا أؤمن؟
بماذا أؤمن بعد اليوم وقد تمردت علي حروفي ، وُمزقت جروحي ، وأعلن للملأ ترصد مماتي ؟
لست منك يا حرف ولست مني ، لست منك وقد نهشت بمخالبك الجارحة كتفي العاري ولب فؤادي وغرست أول مسمار لك في نعشي .
حزينة أنا ؟ لا .. لست حزينة ، أنا الحزن بأكمله ، مدائن من الحب لم تكن تسعني ، وتضيق بي يا حرف ُ فترميني .
قلبي الحر ّ مأوى لكل الأنام ، وأحداقي تسكن فيها كل الأحلام ، تغفو فيها ، تختبئ فيها من أعين الظلام .
فيلوح فجرك في غير وقته يقتحم أحداقي وينبش أحلامي ويطرد كل سكاني ولوحدتي يبقيني .
أبحث فيك يا وطني ، يا مسقط رأسي ، ونهاية كل تجوالي وسنيني ، أبحث فيك عن رقعة ، عن بقعة ، عن قلب ، عن سراب ... يأويني .
فلا أنت يا وطن ، ولا أنت يا أحداق ، وحتى أنت يا عمري الهارب ما شفعتم لي حين قرر حرفي
المتمرد تكفيني.
[/align][/cell][/table1][/align]