08 / 04 / 2008, 24 : 03 PM
|
رقم المشاركة : [9]
|
كاتب نور أدبي مضيئ
|
رد: إلى صديقة لم أعد أتذكر ملامحها...
أجد نفسي هنا امام كتاب من التاريخ يوثق علاقة انسانية مميزة ، من الأسطر الأولى احسست بأنه يجب علي ان اعتدل في جلستي واركز اهتمامي بما أقرأ لأن شيئاً في داخلي حدثني بأن السطور ستحمل لي تجربة انسانية عميقة من النوع الذي يشدني.
كثيرون يدخلون حياتنا بدون تخطيط ، فمنهم من يدخل حياتنا ويمضي دون ان يترك اثر، ومنهم يدخلها ليترك بصمة تبقى مطبوعة في وجداننا ، وبالرغم من غبار السنين المتراكم على الذاكرة
تبقى بصمة المميزين في مشوار حياتنا لامعة ، تطفو على سطح الذاكرة من وقت لأخر ،
نعم رائعة هي رحلات سفرنا المتكررة الى ايام الماضي ، خاصة اذا كان العقل رفيق الرحلة ،
اشعر بأن مواقف الماضي الجميلة هي القوت الذي يغذي وجودنا لنستمر في الحاضر ، نسترجع وجوه وحكايات ، فنبتسم ابتسامة تمحو كدر حاضر ملبد بغيوم واقع مرهق.
اسافر كثيراً الى الماضي ، اشد رحالي اليه لأستعير لحظات من الزمن الجميل ، واحاكي اناساً طيبين سكنوا حيزاً من ذاكرتي ، اجد رحلات سفري هذه كإجازة بعد سنة كاملة من العمل ، نحتاجه لنجدد نشاطنا ، اما السفر في الذاكرة فهو لتجديد انسانيتنا.
اخي العزيز هشام،
مقالة رائعة بكل المقاييس ، انسانية وادبية، نقشتها بإبداع انساني وحس مرهف ووصلت لنا كقراء بسلاسة مبهرة واستطعت ان توصل لنا رسالة مفادها بأن ما يبقى حياً بالذاكرة هي الاشياء الحسية والمشاعر الانسانية الجميلة خارج نطاق الجسد.
اتعلم اخي هشام ، لقد تذكرت هذه اللحظة ابن الجيران الذي كان عندما يراني العب بالشارع مع ابناء شارعنا يناولني قطعة من الشوكولا ويفر هارباً دون ان يتكلم ، اتذكره كلما اكلت قطعة من الشوكولا بالرغم من انني لا أتذكر ملامحه ولا أعلم شيئاً عنه.
رحم الله لطيفة ، اعتقد انها كانت انثى استثنائية بدليل وجودها حتى اللحظة في مخيلتك
اشكرك على هذا الرقي والإبداع،
دمت بكل الود،
سلوى حماد
|
|
|
|