رد: العناق الأخير
أختي العزيزة الأستاذة سلوى:
[align=justify]
سفرك في أغوار الذات يفتح الفرص أمام كل الإحتمالات الممتدة، عندما تسمح الهمسات الروحية في الكلمات النابعة من القلب الإنسي بتخيل الحالة العاطفية الدقيقة التي يجتازها الأديب فإن نشوة لا توصف تغمر وجدان القارى، لأنه يحس بأنه يشارك و يتحرك في كلمات و أيحاءات و رموز النص الذي يتفحصه. إنه يحس بنشوء حوار نقي مع الانتقاءات المتكررة التي يمارسها الذهن لدى استدماجه للكتابات الوجدانية الصافية.
كنت رائعة في تقريبنا من ذلك الكائن الغريب، أحيانا الهلامي و المبهم، الذي يسمى الحب. منحته حدود حياة في مقالتك تقينا من الـتأويلات الغامضة التي تحيط به في العديد من حوارتنا الذاتية و الإجتماعية.
و لا أملك إلا أن أقول إن هذا الغائب محظوظ، فله من يتذكره و يرسم مساره الحي مجددا. لقد سيطر على هيبة مكان فردوسي لا يحلم به إلا المطهرون و لا يصل إليه إلا أكثرهم طهرا و نقاء و رونقا، إنه قلب الأنثى الذي لا يغتال العقل.
كل النص جميل و لا يتيح المفاضلة، غير أن مركز البوح و فردانية الأسلوب ظهرا في:
وبرغم اشتياقي لهمسك الذي يشعل فتيل قلمي ، الا انني كرهت شرفات الوهم وانتظار المجهول ومواعيد الصمت والأحزان
اقنعت عقلي الباطن المتفاني في خدمة وجعي بأن يبدأ رحلة النسيان حتى تتلاشى من افقي كل الاحداث التى جمعتنا في عمق حزني ويكفيني ان اذكر العناق الاخير.
يبقى أن أتساءل أستاذة سلوى: هل أجهز العقل على أطلال الذكرى؟ أ لن تظل مرجعا لأركيولوجيا الذات و الآخر على الأقل؟
[/align]
|