كتبت الأديبة الأستاذة سها جودت المدير العام للمجْمع العربي الدولي لأصدقاء اللغة العربية موضوعا بعنوان:
رحيلك يا طلعت حدثٌ جللٌ
رحيلك يا طلعت حدثٌ جللٌ، أفجعني خبر رحيلك، بالأمس كنت تكتب لي سيرة كتاب اتفقنا على إنجازه تحت عنوان " خطوة في السحاب" ، كانت رسائلنا مفاتيح على الشعر والحياة وحياء القلوب، واليوم غادرتنا بلا استئذان، غادرتنا وتركت أصوات الرسائل تتحرك أمامي، توقظني من نومي، تهمس في أذني: طلعت لم يرحل يا سها، فعبق كتبه ما يزال يفوح بجمال اللغة التي كان يملكها، بحق يا طلعت كنت أستاذي، تعلمت منك كيف يعشق الشاعر لغته، وكيف يحب أن يرسم حروفه لتبقى مزهرة وريانة بخير العطاء، حين التقينا أول مرة في اتحاد الكتاب العرب بدمشق بعد عدد كبير من الرسائل، قلت لي وأنت تبتسم في وجهي : - أنت اجمل بكثير من الصورة
حينذاك احمر وجهي خجلاً، وقلت مواربة خجلتي : الحمد لله أنني لم أغشك في الصورة.
وكانت الصورة مطلوبة من أجل مشروع كتاب أراد أن يضم فيه عدداً من أسماء الأديبات في القصة القصيرة جداً
وفي إحدى رسائلك يوم كتبت لي: أرسل لك مجموعتي القصصية ( احتمالات) وفي حال أعجبتك فلا داعي لمراسلتي بعد الآن.
يومها ثارت في نفسي فكرة التحدي، وكتبت لك على الفور رسالة، أقول لك فيها:
- لا أقبل أن تشترط علي يا أستاذ !! وفي الوقت الحالي أعلمك انني لن أقرأ الكتاب.
في تلك الليلة لم أنم، راجعت الكتاب بعد قراءته أكثر من مرة، ثم امسكت بالقلم وكتبت دراسة نقدية نشرتها في جريدة الجماهير، وقد وصلك خبر نشر المادة من الشاعر محمود أسد، يومها كتبت لي قائلاً: طالما صداقتك قائمة على هذا النوع من العطاء، فلن أتخلى عن صداقتك.
وأنا اليوم أعلن وأمام الجميع أنني لن أتخلى عن رسائلك، وسأحاول أن أبعث فيها الحياة من جديد، ليعرف الجميع رحل الجسد وبقيت رسائل الشاعر الإنسان.