زهرتي الثانية والعشرون
بقلم : فاطمه البشر
أنا وصباح جديد ، شمس أشرقت لتأخذ بقايا الندى التي علت تلك الزهرة ، وتبدأ حكايتها مع زهرة أخرى .
البارحة أغلقت دفتري الثاني والعشرين ، واليوم فتحت الصفحة الأولى من دفتري الجديد ، لكن مازال دفتري القديم بين أحضاني ، ترعرع داخل جسدي فكيف له أن يغادره ؟ وانطبعت صفحاته في مخيلتي رغم أنني الآن لم أعد أتذكر تلك الصفحات ، أعود لأفتحه علّ نفسي تنتشي بحب مضى ، وعلّ شفاهي تبتسم لروعة منظر رأيته هناك ، الدفتر لا ينفتح ! أتساءل لمَ لمْ أكن أنتبه عندما كنت أطوي صفحة ، أعود لأفتحها في اليوم التالي فلا أستطيع ، أكتب فيها فقط ولا يمكنني تدقيقها . تلك الصفحات تتلاشى الآن لتضع مكانها صفحات أخريات ، لكن ما تزال الذاكرة والقلب يعضان على ذكريات كانت هناك ، وبقيت هنا !
هذا رأس السنة الجديدة ، بداية سنة ميلادية لن يشعر بها إلا أنا ، فقط أنا ومن أغلق دفتره البارحة! يخفق القلب لمجرد ملامسة أسماعه عبارات التهاني ، وتقبل العين من أهداها الورود .
تفتحت الزهرة الثانية والعشرون ، وأصبحت شجرة الورد أجمل وأحلى ، لكن بوسعي فقط أن أنظر إليها وهي على الشجرة هناك ، لا أستطيع أن ألمس بتلاتها ، فهي في عالم ليس كعالمنا ، ومن هذه الجهة التي أنظر فيها إلى الزهرة لا أستطيع أن أرى كل البتلات ، وإن رأيت بتلة ما ، فلا أستطيع أن أراها كلها ! لكنني لست حزينة ، فأنا على موعد مع زهرة أخرى ، على موعد مع حب غض ، على موعد مع يوم جديد أكاد أجزم أنه سيهديني ما لم يهديني إياه بالأمس.
لملمت حقائبي القديمة ، وذهبت لانتقاء حقائب أخرى لأملأها بروعة الأيام التي ستزورني قريبا ، لأبقى أتذكرها إن تفتحت الزهرة التالية! لا أريد أن أنسى شيئا من أيامي القادمة ، أريدها كلها نصب عيني ، أحملها بين ذراعي ، أعود إليها متى شئت لأغفو عليها ، لتمسح عني تعبا أرهقني ، أعود إليها لتسقيني قوة أعبر الطريق .
أعلم أنه قد يشق علي ذلك ، لكن سأحاول أن أجعلها أجمل من زهرتي السابقة ، سأرسم حبا ، وألون مجدا ، وأصنع طريقا إلى السماء ، سأكتب شعرا ، وأنثر عشقا ، وأبني سلما نحو الأحلام ....