((( سَقَطَ الْقِنَاع ))) من مرفّل الكامل
سَقَطَ الْقِنَاعُ فَلاَ مَفَرّْ ...دَمْعٌ تَفَجَّرَ ..يَاحَجَرْ
يَا أَعْيُنًا نَسَجَتْ مِنَ الْأَحْزَانِ .. أَفْئِدَةَ الْخَطَرْ
نَكْأُ الْجِرَاحِ مُرَدِّدٌ فِي الْعُمْقِ .. أُغْنِيَةَ الظَّفَرْ
وَطَنِي تَعَالَ إِلَى الْفُؤَادِ .. أَمَا سَئِمْتَ مِنَ السَّفَرْ
خُذْ مِنْ يَقِينِي شُعْلَةً لِلثَّأْرِ .. هَيَّجَهَا الضَّرَرْ
عَيْنِي بِهَا حِمَمُ الْجِهَادِ .. تَفُورُ رَاِميَةَ الشَّرَرْ
سُحْقًا لِأَنْغَامِ الدَّمَارِ .. تَرِنُّ صَاخِبَةَ الْوَتَرْ
سَتَعِيشُ أُغْنِيَةُ الْخُلُودِ .. تُشِعُّ مُشْرِقَةَ الصُّوَرْ
سَافِرْ مَعَ الْأَنْسَامِ .. لاَتَنْسَ الرُّجُوعَ مَعَ الْمَطَرْ
حُلْمًا لَذِيذًا .. أَوْ حَمَائِمَ تَحْتَ أَجْنِحَةِ الْقَمَرْ
سَافِرْ .. يُعَاوِدْكَ الْحَنِينُ إِلَى الرُّجُوعِ .. بِلاَمَمَرّْ
جُرْحًا وَإِعْصَارًا عَلَى صُهْيُونَ .. تَنْفُثُهُ سَقَرْ
هَا أَرْقُبُ الْفَجْرَ الْوَلِيدَ .. مُعَانِقًا شَفَقَ السَّحَرْ
هَا أَمْتَطِي الْمَجْهُولَ لاَ أَنْسَى الَّذِي تَرَكَ الْأَثَرْ
هَا أَسْحَبُ الْمَاضِي عَلَى زَمَنِ الْخِيَانَةِ .. فَاعْتَبِرْ
عَانِقْ جِرَاحَكَ فَالطَّرِيقُ طَوِيلَةٌ .. ثُمَّ اصْطَبِرْ
وَاصْحَبْ يَقِينَكَ .. فَالْجِهَادُ يَخُطُّ ..رَائِعَةَ الْعِبَرْ
أَبْيَاتُهَا .. حَيْفَا وَيَافَا لِلصُّمُودِ .. وَمَنْ عَبَرْ
حَطِّمْ بَقَايَا الْعُمْر فِي نَابُلْسَ .. يُدْرِكْكَ الْعُمُرْ
فِي غَزَّةِ الدَّمْعِ الْمُشَعْشَعِ .. بِاللَّهِيبِ .. وَلَمْ تَمُرّْ
فِي عُمْرِكَ الْآتِي .. سِوَى جِينِينَ تُذْبَحُ فِي صَفَرْ
هَا أَمْتَطِي فَرَسَ الْمُحَالِ .. إِلَى الْبَرَاءَةِ فِي سَفَرْ
عَبْرَ الزُّنُودِ السُّمْرِ .. مِنْ زَمَنِ النَّبِيِّ .. إِلَى عُمَرْ
هَا أَسْأَلُ الْجُرْحَ الَّذِي أَلِفَ النَّزِيفَ .. وَلاَ خَبَرْ
عَنْ فِتْيَةٍ هَزَمُوا الرَّدَى ..عَشَقُوا الشَّهَادَةَ فِي زُمَرْ
فِي حُزْنِ أَيْلُولَ .. الدِّمَاءُ تَسِيلُ يَلْثُمُهَا الْحَجَرْ
نَطَقَتْ كَمَا الطُّوفَانِ بِالْقَسَمِ الْمُقَدَّسِ فِي السُّوَرْ
قَسَمًا بِرَبِّ التِّينِ وَالزَّيْتُونِ .. حَتْمًا نَنْتَصِرْ
سَقَطَتْ وُجُوهُ الْخَائِنِينَ .. بِزَيْفِهَا الْفَانِي ..انْتَظِرْ
مَنْ أَجَّجُوا فِيكَ الْيَقِينَ عَقِيدَةً .. هَيَّا انْفَجِرْ
فِي قَلْبِ مَنْ خَنَقَ الْهُدَى وَالثَّأْرَ فِيكَ .. لِتَنْتَحِرْ
هَيَّا وَقَاوِمْ رِدَّةَ الْأَعْرَابِ .. فِي الزَّمَنِ .. انْتَشِرْ
فِي جِسْمِنَا الْهَاوِي كَمَا التِّرْيَاقِ .. وَانْتَظِرِ الْخَبَرْ
حَتَّى يَعُودَ النَّازِحُونَ صَوَاعِقًا .. تَهَبُ الْبَصَرْ
فَعُيُونُنَا كَمْ عَانَقَتْ ذُلاًّ .. تَرَاكَمَ .. وَاسْتَقَرّْ
يَا ثَأْرَنَا الْمَكْبُوتَ فِي الْأَعْمَاقِ .. قُدْسِي يَنْتَظِرْ
قَاوِمْ فَقَلْبُ الْعَالَمِ الْعَرَبِيِّ .. مَاتَ .. وَمَا ظَهَرْ
إِلاَّكَ فِي هَذَا الْمَدَى الْمَوْبُوءِ ..وَحْدَكَ مَنْ كَفَرْ
بِالْفِكْرَةِ الْحَمْقَاءِ .. بِالْأَقْزَامِ .. فَجْرُكَ يَنْتَشِرْ
هَيَّا .. وَحَطِّمْ قُوَّةَ الْأَغْلاَلِ فِينَا .. وَانْفَجِرْ
حَتَّى تُفِيقَ الْعِزَّةُ السَّكْرَى .. تَعُودُ .. لِتَسْتَقِرّْ
فِي عُمْقِنَا الْعَرَبِيِّ .. شَامِخَةَ الْجَبِينِ .. لِتَنْكَسِرْ
أَطْمَاعُ صُهْيُونَ الْغَرِيبِ عَنِ الدِّيَارِ .. وَتَنْدَثِرْ
وَاِجهْ يُسَاعِدْكَ التُّرَابُ بَلَى ..وَمُكْتَهِلُ الشَّجَرْ
بَلْ نَهْرُكَ الْجَارِي بِدَمْعِ الْقَلْبِ .. هَيَّجَهُ الْخَطَرْ
وَالْحَامِلُونَ لِحَسْرَةِ الْوَعْيِ الْبَرِيءِ .. إِذَا نَظَرْ
أَلْفَى الْأَعَارِبَ فِكْرَةً بَلْهَاءَ .. يَلْعَنُهَا الْقَدَرْ
تَتَطَايَرُ الْآمَالُ مِنْكَ جَرِيئَةً .. لاَتَنْتَظِرْ
مَنْ أَوْهَمُونَا .. أَنَّهُمْ عَلَمُ السَّلاَمِ عَلَى الْبَشَرْ
حَاصِرْ بِصَبْرِكَ ذُلَّنَا الْمَصْنُوعَ فِي الزَّمَنِ الْقَذِرْ
حَتَّى يَعُودَ الْوَعْيُ لِلْعَقْلِ الْمُحَنَّطِ .. بِالْهَذَرْ
حَتَّى يَثُورَ الْمَارِدُ الْعَرَبِيُّ .. فِينَا يَقْتَدِرْ
وَتَغِيبُ فِينَا الشَّهْوَةُ الْعَمْيَاءُ .. حَتَّى تَسْتَتِرْ
حَتْمًا نُحَطِّمُ خَوْفَنَا الْمَلْعُونَ .. فِي لُجَجِ الْخَطَرْ
لِنُغَادِرَ الذَّاتَ الضَّعِيفَةَ .. لِلْخُرُوجِ مِنَ الْحُفَرْ
وَيَعُودُ عُنْوَانُ الْأَصَالَةِ حَالِمًا عَذْبَ الصُّوَرْ
وَنَعُودُ نَرْشُفُ مِنْ ضِيَاءِ الطُّهْرِ أَصْدَاءَ الزَّهَرْ
لِنَعِيشَ أَحْرَارَ النُّفُوسِ .. بِعِزَّةِ الدِّينِ الْأَغَرّْ
عادل سلطاني ، بئر العاتر ، 31 جانفي 1990