شجرُ الحبّ أتعبتهُ الفؤوسُ = و غزا جذعهُ العراقيَّ سوسُ
فتمنّى الفراتُ لو سال حبراً = تشتهيهِ الرؤى فتشدو الطروسُ
كلّما أسقط البكاءُ غصوناً = أضرمتْ دمعتينِ فيهِ البسوسُ
هذه غابةُ العروبةِ تعوي = و بها تذبلُ الخطى و النفوسُ
حطبَ الحزنُ شامخَ الحلْم منّا = و تألّمنا فالجراحُ دروسُ
المنايا تعدو إلينا سِراعاً = و على عُشبِ الذكرياتِ تدوسُ
بعْثرتنا أصابعُ الوقتِ حتّى = مرّ طاعونُ ترّهاتٍ يحوسُ
و تهاوتْ مدامعُ القدسِ شُهْباً = فتهاوتْ لأمنياتٍ رؤوسُ
كمْ قتلنا من القصائدِ فينا = و مضينا بين القوافي نجوسُ
المعاني تظُنّ مفدي نزاراً = فنراهُ حبيبةً "برْبروسُ"
و عشقنا البلادَ سجناً يُناغي = غجريٌّ قضبانَهُ و يبوسُ
فتجلّى جلادُنا سيفَ ذلٍّ = خشبيّاً يُلغي الهوى و يسُوسُ
عربيّاً يصوغهُ "أمْركانٌ" = ذهبيّاً ما لمْ يُفضِّضْهُ "روسُ"
يحكمُ الغيمَ و الهواء و يمشي = ظامئَ الأصلِ حاصرتْهُ الطقوسُ
ما لهُ فوق الجرحِ إلا خنوعٌ = سكبَتْهُ من الدنايا كؤوسُ
قدْ قبسنا من ثورةِ الضادِ شِعراً= يشحذُ الفكرَ بالنّهى و يموسُ
و إذا الشِّعرُ عانقتْهُ شعوبٌ = خان لفظاً مع المديحِ الجُلوسُ
ترحلُ الأسماءُ الثقيلةُ ريشاً = حينَ يصحو وجهُ الكلامِ العَبوسُ
سنُسمّي البومَ السعيدَ هزاراً = إنّ شرّ الأشواكِ زهرٌ يؤوسُ
نحنُ سِلنا ماء الأغاريدِ فانْبُتْ = يا سروراً و القدسُ فينا عروسُ.