يانصيب وقصص قصيرة جدًا أخرى
* * *
يانصيب
أخيرًا تمكن من الفوز بجائزة اليانصيب بعد أن استمر في المشاركة في السحوبات الدورية طوال العشر سنوات الماضية. حصل على مبلغ كبير، وكان يركض في الشوارع غير مصدّق بأنّه المحظيّ دون مئات الملايين من البشر الذين يحاولون ليل نهار الفوز باليانصيب. لم يشاهد السيارة التي كانت تتجه مسرعة تجاهه. صدّمته بقوّة، طار على ارتفاع مترين قبل أن يسقط على الرصيف. وقف بسرعة، بدأ بجمع الأرواق النقدية المتناثرة، لكنّه سقط ميّتًا على بعد خطوات من مكان الصدمة.
* * *
حالة من العشق
قال لها بأنّه لا يمكن أن يمارس طقوس الحياة من دونها، قال بأنّه متيّم عاشق مولّه حتى الجنون. قال لها بأن شعرها الأشقر هو المخدّة والفراش الوحيد الذي يعترف به. بعد لحظات مرّت أخرى تتباهى بجدائل شعرها الأسود، عندها أدرك بأنّ الليل سيّده، وسرعان ما حثّ الخطى نحو الحسناء ذات الشعر الأسود.
* * *
فنّان
دوزن الكمان، كان على وشك وضع اللمسات الأخيرة على المقطوعة الموسيقية التي لحّنها قبل لحظات. كان هناك ثمّة ما يقلقه. لماذا ظهر النشاز دون سابق إنذار! لماذا لم يلحظه في أثناء كتابته للمقطوعة بالرغم من قصرها؟ شعر بالاختناق. سرعان ما مزّق أوراق المقطوعة المتناثرة ليتعافى من حالة النشاز وليبدأ المشوار من جديد.
* * *
أمّ
أمسكت بطفلها من يده الصغيرة ثمّ وضعته فوق الطاولة لتنهي أعمالها المنزلية. كانت تشعر بالقلق طِوال الوقت خوفًا من وقوع حادث ما. كانت تتوقّع أن يعبث بالأجهزة الكهربائية أو يحاول الركض فوق الطاولة ليقع من فوقها. لم تشعر كيف جرح نصل السكّين أصابع يدها، لكنّها بدلاً من وقف دمائها سارعت لاحتضان صغيرها من جديد.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|