11 / 11 / 2011, 29 : 04 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مهندس وأديب يكتب الشعر
|
هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟!
بقلم علاء زايد فارس
[align=justify]
في منتصفِ تلكَ الليلةِ المقمرة، ساقتهُ قدماهُ إلى ذاكَ المكانِِ البعيد عن صخبِ المدينةِ وضجيجها، مكانٌ تركتْ فيهِ المصابيحُ الكهربائيةُ السيادةَ لنورِ البدر، كانَ يمشي هائماً على وجهه، لا يحمل على كاهله فقط همومهُ الشخصية المتراكمة منذُ عدةِ عقودٍ عجافٍ قضاها يكابدُ ظروفَ الحياة، بل همومَ الملايينِ ممن تتقنُ ألسنتهم لغةً تميزت بجمالها الذي لا ينضب، ومفرداتها الكثيرة الغزيرة والتي انحصرت هذه الأيام في مفردة واحدة تدعى : ارحل!
هذا المواطن العربي الفلسطيني اختاره القدر لتكون ليلته المقمرة امتداداً لليالي ألف ليلة وليلة، وذلك حينما لمعَ شيءٌ ما على سطحِ الكثبان الرملية القريبة من شاطئِ البحر.
اقتربَ المواطنُ من ذلك الشيء وهو يمشي ببطءٍ تحت تأثيرِ بريقه المغناطيسي وبآبئهُ تضيقُ تدريجياً، أمسكَ به وأخذَ يتحسسه وهو مبهورٌ بما تشاهدهُ عيناه!
همسَ في نفسهِ وبريقُ ذلكَ الشيء ينعكس وهجاً في عينيه:
لابدَّ وأنه إبريقٌ ثمين، فهو لا يبدو كالأباريقِ التي نستخدمها، إنه عريق وثقيل الوزن!
فكر قليلاً وهو يتأمله بعمق، وفجأةً أخذ يضحك ثم رمى الإبريق وراء ظهره قائلاً:
هذا هراء لابد أن الصينيين يخدعوننا مرةً أخرى بمنتجاتهم المفبركة!
لكن صوتاً ما أجابه:
شكراً لك...
لقد حررتني من هنا بعدما كنت حبيساً في الظلام آلاف السنين، أنا مدينٌ لك بحياتي!
نظر خلفه وإذا بهالةٍ من الضوء الأزرق تشبه الغيمةَ لها عينانِ متوهجتان وفمٌ عريض يبتسم له!
لقد شلت الصدمة أركانه ولسانه وبدأ جسده يرتعدُ من شدةِ الخوف!
فقالت الهالة له:
أيها الإنسان الطيب لا تخف، أنت حررتني من سجني، لك ثلاث أمنيات فتمنى ما شئت، ولكن لأنك صديقي الذي فكَّ أسري سأسدي لكَ نصيحة:
إذا أردت أن تطاع فأطلب المستطاع ، فأنا عفريتٌ من الجن قدراتي محدودةٌ بعض الشيء، فكما لديكم في عالم البشر رتبٌ في الجيش والحكومة والوزارة، فنحن في عالم الجن لدينا نفس الشيء، هناك العامر والجني الطيار وهناك المارد والغول وهكذا، لكن الفرق بيننا وبينكم أننا لا نتعامل بفيتامين واو " الواسطة والمحسوبية" كما تفعلون أنتم!
لذا باختصار:
فكر جيداً يا صديقي وكن منطقياً ولا تضيع الثلاث أمنيات!
نجح في السيطرة على خوفه قائلاً وهو يتلعثم:
حسناً حسناً أيها العفريت الطيب، أرجوك أعد لنا فلسطين من بحرها إلى نهرها، فلقد عانينا كثيراُ من أذى الاحتلال، ونحتاج هذه الفرصة كي نحيا بسلامٍ على أرضنا...
نظر إليه العفريت غاضبا:
ألا تدرك يا رجل أنك تتحدث عن دولة تمتلك أكثر من 300 رأس نووي وليس على حظيرةٍ من الدجاج؟؟!
الدولة التي تطالبني بإزالتها تمتلك أعتى وسائل الإعلام في العالم، وتتحكم بأقوى دول العالم عسكرياًّ وسياسياًّ واقتصادياًّ...
آلاف القرارات الأممية التي بقيت حبيسةً في أدراجها دون أن تلزمها بشيءٍ تجاهكم، أكثر من عشرين دولةً عربية غير قادرةٍ على تحرير فلسطين منذ أكثر من ستين عاماً، وبعد كل هذا تريدني أنا العفريت الصغير أن أزيل لك هذا الكيان في ثوانٍ معدودة!
ضاعت عليك أمنيةً من الأمنيات الثلاث!
- إذاً أرجوك اجعل الحكامَ المستبدين في عالمنا العربي يتنحون عن الحكم دون دماء!
أيها الصديق الغبي:
هناك الملايين من البشر يصرخون في الشوارع : ارحل ارحل ارحل ، اسمعوها للكواكب الأخرى حتى تنحى حكامها، وزعيم ال " 99.9" لا زال جالساً على كرسيه وكأنه لم يسمع شيئاً!
لقد نجح الأطباء في فصل التوائم السيامية وفشل العلماء والحكماء في الفصل بين مؤخرة الحاكم العربي وذاك الكرسي اللعين، وتريدني بعد كل هذا أن أفصل بينهما؟؟؟!
أعدني إلى الإبريق لقد أصبتني بالإحباط أنت وأمنياتك المستحيلة!
- مهلاً مهلاً
انتظر يا صديقي فلا زالت لدي أمنية وهي سهلة وبسيطة، دعك من تحرير فلسطين ودعك من إزاحة الحكام العرب، بالتأكيد يمكنك أن تجعل جامعة الدول العربية اسماً على مسمى أو على الأقل أن تجعل الفرقاء الفلسطينيين يجتمعوا على كلمةٍ واحدة ليشكلوا حكومة وحدة وطنية!
- بربك يا رجل قل لي هل تريد فلسطين بالجولان أم بدونه؟؟؟!
[/align]
علاء زايد فارس
31/10/2011م
ملاحظة للأمانة الأدبية والفكرية/
[align=justify]
فكرة الموضوع ليست بالجديدة، وإنما اقتبستها من بعض النكات المتداولة بين عامة الناس وحورتها بالإتجاه السياسي لتصبح طرحاً جديداً، وبالأصل جاءتني فكرة الموضوع بعدما قرأت قصة قصيرة طريفة للدكتور نبيل عودة تحمل طابعاً اجتماعياً فلسفياً [/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
التعديل الأخير تم بواسطة جمال سبع ; 12 / 11 / 2011 الساعة 19 : 04 PM.
سبب آخر: تم التعديل بطلب من صاحب النص
|
|
|