[رأفت العزي]

أستاذي الفاضل محمد السنوسي الغزالي كل عام وأنت بخير

باعتقادي أن الكتابة التشخيصية شيء والتحليلية شيء والتاريخية أيضا شيء آخر
ولا أعتقد أن شيئا ما يمنع الكاتب " المُلمّ" في الكتابة تشخيصا وتحليلا وتاريخا
ولو كان يكتب عن أقصى دولة في أمريكا الجنوبية بل ولا يمنع الكاتب أيضا من
اقتراح الحلول بناءً على معرفته وإلمامه .
المسألة هنا لا تتعلق بنوعية الخطاب / ولا أعتقد أن هناك خطابا خشبيا / بل إني
لا أجد وصفا لمعنى الجملة بالرغم من تردادها كثيرا
وبت على قناعة بأن الذين أطلقوها كانوا
يريدون بها باطلا وليست هنا المسألة ..
فما تشكو منه أيها الكريم يتعلق بالإعلام
والإعلاميين والكتّاب الذين تقصدهم خادمي
هذا الإعلام الذي يزور الوقائع ويُحرّف الأحداث
ويكتب ليس من باب المعرفة إنما من باب التوجيه
للوصول إلى الأهداف ؛ وإذن لا يمكننا
" غضّ النظر عن المرامي والأبعاد " كما تفضلت
لأن المرامي والأبعاد هي التي وجّهت الكاتب الذي تشكو
منه وأشكو أيضا ، فحين نكشف عن المرامي والبعاد
تتضح لنا صورة المؤامرة بالفعل ، وليس كما يقال من واقع عقدتنا
بوجود مؤامرة .. المشكل - في رأيي - أيضا يكمن في صمت الأقلام
الحرة المعنيّة مباشرة في أي موضوع .
أنا كتب مقالا متواضعا بعد اجتماع الجامعة العربية
الذي أخذ باقتراح دول مجلس التعاون قلت فيه
: وأخيرا قُسمت ليبيا " http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=19579
كتبت بناء على معطيات الأزمة الاقتصادية العالمية ورؤية دول القرار العالمي في حلّ تلك الأزمة ..
وبناء على معطيات التاريخ فإن هذه الدول تذهب فيما تذهب إليه الحروب . كم حجم المليارات
التي ستأخذها الشركات النفطية وشركات البناء وإعادة تأهيل بلد دمروه وقسموه ؟!
عندما كتب توجعت لأني لم أجد قلما " مغاربيا " يقول لي خطأ ما كتبت أم صواب ..
وحتى مقالك هذا فهو مقال عام لم نفهم منه غير شكواك ممن كتب ويكتب ويا حبذا
/ ونحن نعرف صدقك / لو كتبت لنا عما حدث بالفعل وما هو الوضع الآن بالفعل .. شيء غريب !
اتفق كما يبدو إعلام الدنيا في إخفاءه : أين هو الإعلام وأين أختفى بعد مقتل القذافي ،
لماذا لم يصوروا لنا حجم الدمار الذي حدث ، لماذا لم نعد نرى ما حدث ويحدث في المدن
والقرى والشوارع ، لم نعد نسمع او نشاهد تقريرا مصورا أو مكتوبا حتى ! فهل هذا صدفة أيها الكريم ؟!
لو كنت ليبيا محايدا لصرخت بأعلى صوتي :
لمصلحة من دُمّر البلد ومن يحكمها الآن وإلى أين يذهب ؟
وإلا سوف ترى مزيدا من الأقلام الكاتبة " بالإنابة " !
تحيتي تقديري واحترامي