الموضوع
:
الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
عرض مشاركة واحدة
14 / 04 / 2008, 11 : 11 AM
رقم المشاركة : [
16
]
ماهررجا
ضيف
رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعت سقيرق
[gdwl]
[align=justify]
أخي الشاعر الجميل ماهر رجا
اولا أشكرك على إعطاءنا وقتا قلّ أو كثر من الزمن الذي يتوزعك في مهام إعلامية عديدة ..
طبعا ديوانك الجديد " الغريب وانا " خطوة في مسار الشعر الفلسطيني تؤسس لأبعاد جديدة يفترض أن ننتبه لها ، حتى لا يبقى شعرنا اسير مدارات ضيقة .. كنت اتمنى ممن يسأل أن يطلع على الديوان بتشابك وتداخل الأنا بذات الأنا لكن بقول شعري أحكمت الجودة والتميز فيه ..
أولا أحب أن أسأل يا صديقي عن هذه الحميمية التي نرى فيها صورة الوطن في صورة الأم والمكان وتعدد الشخصيات المحيطة بكل قصيدة .. رغم التفرد أو الانفراد بمخاطبة الذات في الكثير من شعرك ، في هذا الديوان ..
صبرك الطويل البعد بين ديوانك هذا وديوانك الذي سبق لم يكن مجانيا فالقارئ للديوان يلحظ هذا الغنى الذي اكتسبته قصيدتك فجاءت بخارطة الوطن وخارطة الذات وخارطة الأقرب من الأفراد إليك .. أحب ان تبدي ملاحظتك هنا ..
لي رجاء يا صديقي أن تتحفنا ببعض قصائد الديوان حتى يطلع عليها الجميع كي يلامسوا ما نتحدث عنه ويداخلوا تميز هذا الصوت الجميل ..
لي عودة يا صديقي
وقبل أن أترك السؤال لك لا بدّ من الإشارة إلى تشجيعك للأدباء الشباب من خلال برنامجك الإذاعي .. فلماذا يكون المشجعون لهؤلاء الشباب قلة ؟؟.. وكأننا ننسى أنّ دروبنا الأولى كانت بحاجة إلى من يأخذ بيدها ..
شكرا شاعرنا الجميل ماهر رجا نورت منتدياتنا بوجودك ..
اخوك طلعت
[/align]
[/gdwl]
.........................
أخي وصديقي العزيز طلعت ، الشاعر الجميل والمتفرد..
لك محبتي دوماً ، وشكراً لرؤياك الشاعرة لمفردات وقصائد "الغريب وأنا"..
بداية أنت خير من يعلم كشاعر أن صورة الوطن في القصيدة تصبح أكثف حضوراً حين نقاربها عبر الذاتي والشخصي والذاكرة الفردية.. الحميمية بتقديري .. الحميمية في الحوار مع المكان المفقود والذاكرة الحاضرة لعلها تأتي من هنا ، من أنك في لحظة ترى أن كل الأمر متعلق بك.. حب فلسطين هو حبك الشخصي الأول ، تجربتك العاشقة الأولى، والمكان الغائب هو على نحو ما مكانك الأول، والشهداء الذين سقطوا عن ساق الوردة وهم يحاولون اكتشاف غوايات كأسها العالية هم إخوتك وأصدقاؤك الذين أضعتهم أو ضعت فيهم .. كل هذه المفردات والصور تمتزج بوجوه من حولك وأسمائهم وعلاقات الأمكنة...
ذلك ليس فعلاً أنانياً ، وليس محاولة لجعل الذات محوراً.. الأمر فقط أنك تريد أن تتحدث عن الوطن من الداخل..تريد أن تقف في البيارة وتتأمل أشجارها وتشم رائحة البرتقال لا أن تصورها من الخارج فيصبح الأمر وصفاً للخواص وليس انغماساً في الحواس، وتسلقاً لغيمة الروح الطرية..
هذا التناسج بين الذاتي والوطني أمر وعر ودقيق في الحقيقة، ويمكن أن ينقلب إلى ضده ، وبين عناصر النجاح ألا يكون قصدياً أو تمثيلياً.. في أفعالنا الشعرية كما تعلم ذلك التآمر العفوي الضروري الذي يحاول أن يطيح بالفوارق بين الاسم الشخصي للشاعر وعائلته من الوجوه والمفردات والذكريات وبين ما قد يبدو في مساحة أبعد .. إنك أنت في لحظة من لحظات القصيدة، أنت بميراثك الشخصي، لكنك وطنك أيضاً في الوقت ذاته... وأنا أعرف أن في أعمال أخي وصديقي طلعت سقيرق ما يحقق هذه المعادلة باقتدار..
......
بالنسبة لإشارتك الثانية، نعم أعتقد أنني تركت مساحة زمنية واسعة بين الديوان السابق والحالي "الغريب وأنا"... واعترف أن الاسباب لم تكن فنية دائماً.. أحياناً كان هناك يأس وشعور بلاجدوى النشر، خاصة في ظل ما نراه من الغثاء (الشعري) والمجموعات الشعرية المتكاثرة التي لا قيمة لها.. أحياناً أخرى كان السبب عدم شعوري بالرضا عما أكتب.. والحقيقة أنني وحين قررت إصدار الديوان جلست بين القصائد التي كتبتها على مدار تلك المساحة الزمنية واتخذت قراراً صعباً بالتخلي عن نصفها (حوالي 40 قصيدة بين قصيرة وطويلة).. كان ذلك قراراً صعباً لكنه ضروري كما اعتقد.
واليوم أنظر إلى الغريب وأنا كحصان ميت.. بمعنى أنه حصان نعم، لكن التوقف عند صورته وجسده المسجى في الورق، لن يأخذني إلى أرض جديدة.. ... بت أبحث عن حصان آخر أرجو أن أجده.
.......
نعم أصبت في إشارتك السابقة بشأن المبدعين من الشباب.. دوماً هناك استعلائية أجيال.. يبدو أننا سنراها دائماً.. لا أدري لماذا، لعل الأمر مسألة لصيقة بتفكير الإنسي وأنانيته...
أنا شخصياً وبعيداً عن التواضع المجاني، أجد ما يضيف لي في أدب المبدعين الشباب.. شعرت بذلك من خلال تجربتي في البرنامج الاذاعي الذي أشرت إليه.. ولعلك تعلم ، أو أنت حقاً خبرت بنفسك تلك المفاجآت المجازية والبلاغية وقدرة الخيال والملكة الإبداعية التي تفاجئنا لدى بعض هؤلاء.
قد نكتب نحن الذين جئنا في وقت أبكر نسبياً، قد نكتب قصيدة تخاطب المستقبل، لكن المستقبل يظل ملكهم.. تلك هي تقاليد الزمن والحياة... وعلى كل حال يكفيني أن أعرف أن هناك مبدعين ليست لديهم عقدة السيطرة على الزمن واقتنائه. ودعني أقل إنني أقدر عالياً تجربتك وتجربة الاديبة هدى الخطيب على الصعيد الشخصي وفي هذا الموقع "نور الأدب" ودأبكما مع عدد آخر من الكتاب على تشجيع الإبداعات الشابة على اختلافها..
.....
أما بالنسبة لاقتراحك نشر بعض القصائد من مجموعتي الأخيرة في المنتدى، فهذا يسعدني بالتأكيد.. وسأفعل.
لك تحياتي ومحبتي وأراك دوماً بخير شاعراً وإنساناً
ماهر
ماهررجا