الاستاذ طلعت.. هذه قصائد اخترتها من "الغريب وأنا"
.........................................
شعر : ماهر رجا
عندما استُشهدوا
كُلُّهمْ هبطوا مِنْ مَمَرِّ الحياة معاً
فَخُورينَ مثلَ انهمارِ مياه الشواهقِ
فوقَ الصخورْ
ومثلَ التقاءِ الحمائمِ في حُزَمِ الرَّفْرَفَاتِ
لتَهْويْ كَرُمحٍ من الرِّيشِ
في سِطْحِ بيتِ الجناحِ الأخيرْ
وكان الغُروبُ يراقبُهمْ هامساً:
أتُراهُمْ يَميلونَ حَقاً إلى الأرضِ
أمْ أنَّ أرضاً إليهمْ تَطيرْ ؟!
*
عندما استشهدوا
بِطَرْفَةِ عَيْنٍ غَدَوْا يُشْبهونَ مَلامحَهمْ
لَكَأَنّيْ بِهمْ سَكَنوا جَسَداً واحداً
بديعينَ كانوا
بهاءً كما الاستحالةِ
حتى لَتَشْعُرَ بالخوفِ حين تَراهمْ
غَرَابَتُهمْ أنهم هُمْ وَمَا هُمْ
غرابتهمْ أنهم ينزفونَ دَمَاً إنْ أُصيبَ سِواهُمْ
غرابتهمْ في نُمُوِّ الأيائلِ
بَيْنَ شُقوقِ انكسارِ خُطاهُمْ
غرابتهم أنَّ أجسادَهُمْ مِنْ زُجاجِ الغَديرِ
فَمَنْ سَيَراهُم كَمَنْ لنْ يَراهمْ
غرابتهم أنهمْ عادةً صامتونَ
سَيَسْألُ قائلُهُمْ: كَمْ لَبِثْنا ؟!
وَلَنْ يُدركوا مَا اعتراهُمْ
غرابتهمْ أنّهمْ في الجَنازةِ يمشونَ بَيْنَ الجُموعِ
ويعتذرونَ لِمَنْ لا يطيق رُؤاهُمْ
غرابتهمْ أنهمْ فِتْيَةٌ كَتَموا حُبَّهُمْ للحياةِ
وَمَرَّتْ هوادِجُها ـ في الزِّفافِ إلى غيرِهِمْ
من حُقولِ دِمَاهُمْ
غرابتهم أنَّهمْ
يَصعدونَ جِبالَ الحرائقِ دونَ بنادقَ
مستسلمينَ لِقَلْبِ الغَزالةِ
حتى لَيَصْرخَ جُنْدُ العَدُوِّ:
تُرى مَا دَهَاهُم ؟!
*
وفي بابِ أوصافِهِمْ:
أنَّ أجسادَهُمْ ككلامٍ الصَّباحِ
وَمِثْلُ ابتسامةِ ضوءٍ بوجهِ النَّدى
أوْ كَدَهْشةِ وادٍ سَحيقٍ أمامَ الصَّدى
ِمنْ هُنا ابتعدوا عن وضوحٍ
لكي لا يُصابوا بتجسيدِهِمْ
وهنا صَعَدوا في طَليقِ الإشارةِ مُنتبهينَ..
وأسماؤهُمْ..
إنْ تُحدِّقْ بأسمائِهِم سَتَرى
وَشْمَ أدْعِيةِ الأمهاتِ.. تَرَى
ما تَرَاهُ القُرى الواقِفاتُ
كَمِثلِ طيورِ الظَّهيرةِ فَوْقَ حِبال السديمِ
ونَهْرَاً وخَيْلاً
وخَندَقَهمْ نائماً
فوقَ كَفِّ فَتاة تُخيطُ لَهْمْ جُرحَهُمْ
وتغني لهم أنهم وحدهمْ
أنهم عندما استشهدوا
هبطوا من ممرِّ الحياة معاً
فخورينَ مثلَ انهمارِ مياهِ الشواهقِ
فوقَ الصخور
ومثلَ التقاءِ الحمائم في حُزَمِ الرفرفاتِ
لتهويْ كرمحٍ من الريشِ
في سَطْحِ بيتِ الجناح الأخيرْ
وكان الغُروبُ يراقبُهم هامساً:
أتراهم يَميلونَ حقاً إلى الأرضِ
أمْ أنَّ أرضاً إليهمْ تطيرْ ؟.
.................................
ماهر رجا
لا رَسَائلَ لِيْ..
يَصِلُ الغُرَباءُ إلى قَرْيَةٍ
في مَهَبِّ الظَّلامْ..
(الطَّريقُ على التَّلِّ واقفةٌ
مِثْلَ صَقْرٍ تَسَمَّرَ فَوقَ يَدِ البَدَوِيِّ)
على خَدَرِ الرِّيحِ
بَيْنَ البساتينِ ينتشلونَ غُباراً
مِنَ البئرِ ثُمَّ يَصيْحُونَ في جَوْفِهِ:
أيُّها المَاءُ!
هَلْ وَضَعَتْكَ القَوافِلُ في الرَّصْدِ
مُنْذُ عُهُوْدٍ، فَلا تَنْجَليْ..!؟
*
لا رسائلَ لِيْ..
قَادِمُوْنَ يَمُرُّونَ من قَرْيَتيْ
لَنْ يَظَلُّوا سِوى لِمَغِيْبٍ هُنَا
قَدْ يدوسونَ ظِلّيْ على البَابِ
أُصْغي إليهمْ يَعُدّونَ بَعْضَ غَرائبِ أسفارِهِمْ
ولكنهمْ لن يظلوا سوى لِمَغِيْبٍ هُنَا
وَلَيْسَتْ لَدَيْهِمْ رَسائلُ ليْ
فَكَيْفَ سأبقى وَحيْداً إذا رَحَلَتْ مَعَهُمْ قَرْيَتيْ
وكيفَ سأعرِفُ أَنّيْ "أَنَا" مَنْ أَنَا؟!
*
لا أحبُّ شِتائيَ حين تُطيلينَ هَذا الغِيابَ
أحبكِ طَرْقَةَ غَيْمٍ على البابِ
قَبْلَ انتصافِ الظَّلام
وتأتينَ، يَغْبِطُ وَجْدٌ فِرَاءَ خُطاكِ
وقد تتثنى الملاءَةُ عِنْدَ يَمَامَاتِ إبْطَيكِ
ثُمَّ تُحاوِل أن تتأمل ألوانها
في خَفيضِ الكَلام
أُحبكِ حتى أُحبَّ انتظارَكِ
حتى تكوني الإشارةَ بيني وبيني
أحبكِ حتى لأََتَعب مما يُخَفِّفُ عنِّي
أحبكِ في دهشةِ الشجرِ الشَاطئيِّ
تَأَمَّلَ بالمَوْجِ حتى رأى قَلْبَه اللُؤلؤيَ
أحبكِ في ما تُحِسُّ الأصابعُ من ماءِ وَرْدٍ
أحبكِ حينَ تجيئينَ مِنْكِ
وَينْدَسُّ لَمْسُ قُدومِكِ مَا بَيْنَ نَدٍّ
وأَبْخِرَةٍ مِنْ لُهَاثِ الزَّنابقِ
تَنْمو على سَقْفِ شُرْفَتِنَا في الأَماسِيْ
لَقَالِقَ مَنْسُوجَةً بالغَمَامْ ..
*
لا رسائل للغُرباءِ
وَوَجْهِيْ غَريبٌ
فَمِنْ أينَ أذهبُ هَذا المساءَ
لأبحثَ عن قَافِلاتِ الَّذينَ
يَمُرّونَ يَوْمَاً هُنَا كُلَّ عَامٍ
وَيَنْتَشِلُونَ غَريباً من الصمتِ
مَنْ أينَ لِيْ
أنْ أرى خُطوةَ القَادِمِينَ إلى مَنْزِليْ
وأنا أعرِفُ أَنَّ غَداً
لا رسائلَ لِيْ ؟!
.......................................
ماهر رجا
وَحْدَهُ.. مُنْذُ ما أجْهَلُ ـ
مَسْدولٌ على أعلى الجِدَارْ
قَامَةٌ مَشْبوبَةٌ شَقْراءُ وَقَدْ
تَعِبَ الثَّوبُ على وِقْفَتِها
وَتَكَادُ النِّسْوَةُ والخَيْلُ التي
في غَامِقِ العَيْنِ وَغُزْلانُ الصَّباحِ الكَرْمِلِيِّ الذَّهبيْ
تُقْنعُ الصورةَ أنْ تُرْخِي الإطارْ..
*
واقفٌ كالساحرِ في صُندوقِ وَقْتٍ
مُنْذُ حِينٍ
نَثَرَ النَّوْمَ على حُرَّاسِ أبوابِ الزَّمانْ
مِنْ نُجُومٍ في إشاراتِ اليَدَينْ
وَتَعَاوِيذَ كَمَا مُبْهَمُ عَيْنِ البَدَوِيةِ
مِنْ خَلْفِ الخِمَارْ..
لَكَأَنّيْ بِأَبيْ
مِنْ هُنَيْهَاتٍ أرَاحَ الهِجْرةَ الأولى
على أبوابِ «بُصْرَى»*
فَرَأَى فِيْ رَمْشِ عَيْنٍ
جَحْفَلَ الرُّومِيِّ في القَلْعَةِ يَغْدُو حَجَرَاً
كُلَّمَا حَاوَلَ أنْ يَكْسِرَ إبريقَ النَّهَارْ..
كُلُّ ما فِيهِ غِيَابٌ حَاضِرٌ
لَكَأنَّ الأمسَ لم يَخْبُ وَلَمْ
يُنْزِلُ العُمْرَ إلى قَبْوِ الغُبارْ..
*
بِاتِّئَادِ الظِّلِّ في الأشجارِ لَيلاً
جاءَ كالطِّيْفِ إلى أرضِ اغترابِ العَائلةْ
(بَعْدَ أنْ ضاعَ عن الرَّكْبِ وحيداً
لِظَلامَيْنِ وَشَمْسٍ)
طَيْفُهُ يتبعُ أفلاكَ غُرُوْبٍ بَدَوِيٍّ
وَبُيوتُ الشَّعْرِ في أكْتَافِ «بُصرى» القاحلةْ
وَشَمَتْ شَفَةَ الظَّلْمَاءِ بالهَّيْلِ
وفي القَهوةِ أشباحٌ أرَاقُوا سَمْعَهُمْ
خَلْفَ قُطْعَانِ بُكَاءٍ في القِفَارْ...
*
مرحباً أيتها الصورة هل نام أبي !
أمضى يحمل ما شاء ليبدو
هادئَ البَالِ على الرَّسْمِ
وَمَرْصُوداً بأوهامِ صِبَاهْ
أم تُرَى جَفَّفَ ذاك اليومَ دَمْعَاً
وَرَمَى الوجه إلى اللَّقْطةِ كَيْ يُمْسِيْ سِواهْ..
كانتِ النَّكْبَةُ عَامَيْنِ مِنَ العُمْرِ
وَعُرْسُ الشمسِ يَصحو في عَباءات النِّساءْ
وَوَرَاءَ الحَقْلِ أصغى الشهداءْ
لِغِرَاسِ الليل في قَبْرٍ قديمٍ
لَمْ تَزَلْ تَهْذي بها حُمَّى الشِّتاءْ.
شَهْرُ نَيْسَانَ، وَمَاءُ النَّهْرِ يَنْضو
عَنْ جناحيهِ خَيَالَ العَاصفةْ
وعلى التَّلِ رُعَاةٌ كُلَّما نَادَوْا
أشادَ الرَّجعُ في الأنْحَاِء أكواخَ النِّداءْ...
*
فَقَدَ الرَّكْبَ أبي
قَبْلَ أنْ يَدْخُلَ في الصورةِ مِنْ بابِ الظِّلالْ..
لَيْلَةً أوْ ليلتينْ،
نام في «اليرموك» في الوادي وحيداً
مِثْلَ صَخْرٍ في مَرَاقِ النَّهرِ مَوْثوقاً بماءْ
قال لي: في ليلتي الأولى رأيتُ الأوَّلِينْ
مِنْ مَنَامي عَبَروا
حاملينَ الليلَ في نَعْشٍ وكانوا
كَدُخَانٍ يلبسونَ الشَّجَرَ البَرِّيَّ
وكانوا هَادئِينْ
كَصَلاةٍ هادئينْ
ثمَّ ساروا
نَحْوَ قَصْرِ الفَجْرِ في أعلى البَرَارِي
لَيْتَني سِرْتُ وراءَ الرَّكْبِ يا بْني
ليتني أخطأتُ دَرْبَ الرَّاحلينْ!...
لَمْ تَعُدْ تَظْهَرُ قَطَرَاتُ المَاءِ في الصُّورةِ
لَكِنَّ أبي
مَرَّ في أرضِ البُّحيراتِ الصغيرةْ
«طَبريا» ـ خَاتَمُ الثلج الذي أسْقَطَه الجِنِّيُّ
عَنْ سَفْحِ الضَّبابْ
كانَ يمشي فَوْقَهَا الغّيْمُ وئيداً
مثلما سَارَ على الماء نَبِيْ..
غُرْفَةُ الصورة بيضاءُ وفيها شَبَحَانْ؛
أنتَ والأمسُ، فَمَنْ يَعْرِفُني؟
عندما أصْعَدُ مِنْ عُمْري إلى الغُرفةِ
في ذاتِ نَهَارْ
سيرانا البيتُ في الصورةِ نغفو واقِفَيْنْ
مِثْلَ خَطَّيْنِ، كَوَشْمٍ في سَدِيمْ
وَمِنَ الشُّرْفَةِ في الرَّسْمِ أرى
وَلَدَاً مِثْلي يُنادي تَعَبي:
(أيها) الصورةُ.. يا كَهْفَ الغُيومْ
أينَ طَوَّحْتِ أبي؟!
*بصرى: بلدة أثرية حدودية جنوب سوريا.
.........................................
ماهر رجا
أمْطَارُ آذارَ
عِنْدَ الصَّباحِ
تَهفُّ وَئيْدَاً مَعَ الفَتَيَاتِ
النَّحيلاتِ في الأرْصِفَةْ..
ألشَّبَابيكُ تَفْتَحُ غَفْوَتَها
فَتُهَدِّمُ أعْشَاشَ ماءٍ على خَشَبٍ ذَابلٍ
والشُّجَيْرَاتُ تَمْشي مَعَ الغَيْمِ في الطُّرُقَاتِ
وَمَالَتْ بأعْرَافِها
كَي تُفَتِشَ عَنْ فِضَّةٍ
في حُطَامِ النجومِ التي سَقَطَتْ
قَبْلَ بَوْح النَّهارْ...
أمطار آذار
جَاءتْ مِنَ التَّل مُنذُ لَيَالٍ
مِنْ دُخَان الرُّعاة الذينَ أعَدّوا
لِشَاي العَّشِيّةِ أطْرَافَ نَارْ...
أمطار آذار
نَحِيْبٌ على شُرْفَةٍ في الظلامِ
تَنَهُّدُ سَاقِيَةٍ في سُكُون الهِضَابِ
تَحِفُّ بها وشوشاتُ الغَمَامِ
لُهاثُ المَدافئ أمطارُ آذارَ
منذ شِتاء مَضَى
شَعْشَعْاتُ بيوت القُرى
حَوْلَ خَصْرِ المَساءِ
كَمِعْصَمِ زُنْجِيَّةٍ في سِوَارْ...
أمطار آذارَ.. كَمْ أحزنتني
وَكَمْ عَبَثَتْ بالسنونو المُبَلَّلِ في السُّورِ
كَمْ بَدَّدَتْ مِنْ فَتىً وفتاةٍ
وَكَمْ مَوْعدٍ كَنَّسَتْ في الغُبارْ.. !
أمطار آذارْ..
مِنْ هُنَاكَ على المُنْحَنى
سَتُخِيطُ المَدَاخِنُ صَيْفَاً خفيفاً
بِصُوفِ السَّحَابِ القَريبِ من الأسطحةْ
وَستذوي المَعَاطِفُ تحتَ المظلاتِ
فِيْ عَرَبَاتِ المياهِ
وتنسى البيوتُ مَصَاطِبَ أبوابها
في الشُّحوبِ الغَريقِ
كأنَّ القُرى في انتظارْ !
...
أمطار آذارَ
تسقطُ منذ لَيَالٍ هُنَا
على مَدِّ أنْظَارِنا
بَيْنَ شُباكِنا والطريقِ ..
وَقَدْ ذَوَّبَتْ كُلَّ شَيءٍ
وقد بَعْثَرَتْ كل شيءٍ
سِوى صورةٍ
نَظْرةٍ عَاتبةْ
للشهيدِ الغَريبِ الذي لم يَزَلْ
منذ عامٍ ينامُ على مُلْصَقٍ
يابساً فوق بَرْدِ الجِدارْ ..
يا إلهي!!
كَمْ شِتاءً سَيبقى الفَتى واقفاً
سَاهِماً
مُتْعَباً
بارداً
حَارِساً
مُفْرَداً
وينادي بأسمائنا واحداً واحداً
كًيْ نُدَثِرَ قِصَّتَهُ بالهَباءِ
فيمضي إلى حَتْفِهِ رَاضياً
تحتَ أمطارِ آذارَ .. هذا النهار !
.................................................. ..........
ماهر رجا
سيكفي لتُصبحَ أجملْ:
الحَديقةُ: وَشْمُ أصابعِ وَرْدٍ
تُطِلُّ صباحاً على وَخَزَاتِ السِّياج
البُحيرةُ: أنفاسُ آخرِ غَرقى السيولِ
التي عَرَّشَتْ كالطحالبِ فوقَ المياهِ
الطريقُ: نَوافذُ ليليةٌ تَتَجَاسَرُ أنْ تَتَعرّى
على لَمْحِ ضوءٍ بعيدْ .
العروسُ: زَنابقُ تمشي إلى ثَوبِها
ثُمَّ تَفتحُ بابَ الحديقةْ
التِّلالُ: تَحَطُّمُ أقمارِها فوقَهَا
منذُ أوَّلِ وقتِ الغُروبْ
السماءُ: اتساعٌ يُخَفِفُ وِحشتَها
إنْ رآها الغَريبْ
النُّجومُ: انحناءٌ طَفيفٌ على
شُرْفَةِ العاشِقَينِ لئلا تَذوبْ
الحنينُ: قَليلٌ منَ الذكرياتِ التي
لا تُذَكّرُ بالغائبين
القُرى: لو شتاءٌ وحيدٌ يَمُرُّ بلا راحلين !
المَحَطّةُ: بَوْحُ مُسافِرةٍ للمسافرِ:
إنْ كُنتَ تهربُ مِنكَ
أعِنّي لأهربَ مِنّيْ
الغُروب: شُجيرةُ ماءٍ تُقَطّرُ عاصفةٌ
في جَناحِ الحَفيفْ
الضِفافُ: اغتسالُ الفتاةِ على النهرِ،
عُشْبٌ يَشُمُّ الثيابَ على سَاق عَتْمٍ وصيفْ
الظلام: تَجَاسُرُ نَجْمٍ على شَعْرِ جِنِّيةٍ في الحُقول
الرِّياحُ: خَريفٌ يَطول..
القُبورُ: صُعودُ الورودِ كَبَسْمَلةٍ في الرُّفاتْ
الشَّهيدُ: خُطىً تتوقفُ عند الضَريحِ وتهمس
"مِنْ أينَ يأتي بِهذي الحياةْ"
والحياةُ: سيكفي كَلامٌ قليلٌ
عن الحُبِّ والأُمنياتْ.