منتديات نور الأدب - عرض مشاركة واحدة - [you] حفل تأبين الأديب والشاعر الفلسطيني الكبير طلعت سقيرق (الدخول هنا)

هدى نورالدين الخطيب · 01 / 12 / 2011, 16 : 04 PM

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/60.gif');border:5px groove black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]

طلعت أغلى الناس.jpg

http://www.youtube.com/watch?v=Noe9c...d=18&lr=1&ob=5

جِنازةُ منفى سنطفئ يومَ الفراقِ

طلعت سقيرق
14/8/2010

كان يكفي ليلي حتى ينجلي أن تشرق شمس طلعت بقصيدة جديدة تنشر بخيوط أشعتها شمس الأمل على كل لاجئ مشتت عن فلسطينه...
لفلسطين بشعره ونثره وفكره صنع طلعت سقيرق قيثارة الأمل وعزف عليها فأبدع وأذهل...
هذا الهرم الفلسطيني الشامخ شموخ جبالنا الذي عرف كيف يكون مرفأً للوطن وسفينة إبداعه تبحر فينا إلى حيفا ويافا عكا وصفد، إلى بيت لحم ونابلس والناصرة والخليل وإلى بيت المقدس عودة مؤكدة كرّس حياته لغرس آمالها وإبعاد شبح اليأس عن حقيقتها المؤكدة
((أنت الفلسطيني أنت يا رئة الزمان إلى المطر))
لو قلت فلسطين أقول طلعت ولو ناديت يا وطني أقول طلعت ولو تذكرت أبي وأهلي وانتمائي أقول طلعت...
كنعاني عربي فلسطيني من زهور الكرمل جُبل ومن ينابيعه أخذ شفافيته ومن جذور حيفا نبت
ينتمي شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت لأسرة عريقة من أقدم العائلات في فلسطين "سُقَيْرِقْ " من سقر في اللغات السامية، وهو اسم كنعاني / فينيقي، يعني خازن النار أو الكاهن الأكبر، وامتداد هذه العائلة في فلسطين وبلاد الشام يعود لآلاف السنين قبل الميلاد، ويشهد لعمق جذور هذه العائلة آثار ما زالت قائمة لمعابد كنعانية (فينيقية) في كل بلاد الشام تدل عليهم ومن ضمنها ما سبق لي وزرته أثر معروف في مدينة طرابلس – لبنان، أما والدته فمن آل الخطيب الرفاعي الصياد الحسيني الهاشمي وأجدادها من تولوا نقابة الأشراف في حيفا ولقبوا بالخطيب، جدهم الشريف الشيخ سليمان من سلالة زين الدين بن الحسين بن علي والسيدة فاطمة رضي الله عنهم.
طلعت سقيرق الشاعر والأديب والمبدع
لم يطربني في الدنيا لحن كقصيد طلعت ولم أر في عصرنا من هو أكثر إبداعاً منه...
قولوا عني ما شئتم لكني ما آمنت بإبداع شاعر وأديب فلسطيني كما آمنت بإبداع طلعت سقيرق
كثير من نجوم الشعر والأدب في وطننا العربي الذين أشعلت في سمائهم كل المصابيح نصف إبداعاتهم برأيي حسابات سياسية تصنع نجومية أتباعها وتصقل أسمائهم، وطلعت لم ينتسب يوماً لهذا الحزب أو ذاك الفصيل ولم يشأ أن ينتسب يوماً لغير فلسطين ولا انتمى لغير عروبته
حر كالنسيم فوق الهضاب... كالزهر... كالمطر....
وكأنه من طينة مختلفة لا يغريه مال ولا جاه ولا مناصب، زاهد مترفع عن كل ما يلهث خلفه معظم البشر، لأنه طلعت ببصمته الإنسانية المتفردة...
شامخ شموخ الجبال عزيز النفس متواضع تواضع الكبار متسامح إلى حد الصبر على أي جاهل بمكانته الأدبية والإبداعية، يعطي الكثير جداً من وقته للمبتدئين من المواهب وإلى أن يتمكنوا من الوقوف بثبات، وقد لا يعرف معظم الناس كم أعطى من وقت وجهد وكم قدم وتعب من أجل الآخرين في هذا المجال، لأنه طلعت بكل إيجابيته وعطاءه اللامحدود واللامشروط
حين أقول يتميز الشاعر طلعت سقيرق عن غيره من شعراء فلسطين في الداخل والشتات فأنا أعني ما أقول
طلعت سقيرق أديب شمولي تميز وأبدع في مختلف الأصناف الأدبية، هذا بالإضافة لتميزه في مجال الشعر وابتكاره وتجاربه المتنوعة مبتعداً عن السير على منهج واحد من النمط المألوف فهو مبدع حقيقي ومبتكر لا يعرف الركون
كتب الشعر فابتكر وأبدع وكتب القصة ودخل إلى عمق النفس الإنسانية ورسم لوحات رائعة كل منها تروي حكاية مختلفة من حكايات شعبنا الفلسطيني وتضحياته ونضاله وآلام تشرده ووظفها بشكل متميز بإبداعه وحسه الوطني الراقي، كتب النقد وكان من أفضل النقاد وأكثرهم إيجابية ودعماً للمواهب، في الدراسات والتوثيق جاء كتابه: " الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني " كتب المسرحية ذات الفصل الواحد وخاض في كل المجالات، حتى دينياً له كتابين: " الإسلام دين العمل " و الإسلام ومكارم الأخلاق " إلخ....
لم يترك شاعرنا وأديبنا الكبير أي صنف أدبي لم يطرقه ولم يبدع ويبتكر فيه الجديد ويدخل مناطق إبداعية لم يدخلها أحد من قبله، وكان بالإضافة لمجموعة قصصية آخر ما تركه لشباب فلسطين " الكتاب الفلسطيني" ميثاق، وكأنه يعرف بقرب رحيله ويخاف التوقف عن واجب الدفع والدعم والزود عن حمى الوطن فأراد من خلاله الاستمرار بدفع هذا الشعب العظيم حتى يمضي في دفاعه عن وطنه ومواجهة احتلال أي جزء من فلسطين وإلى أن تتحرر، ففلسطين طلعت سقيرق تمتد بين النهر والبحر ويترك كتابه وصية لشعبه ألا يتنازل عن سنتميتر واحد من أرضها المقدسة.
في مجال الشعر بالإضافة لكل إبداعاته المذهلة، شاعرنا الكبير كتب شعر الومضة وكتب القصيدة المدورة ، أو قصيدة السطر الواحد .. والتي تعتمد السطر المدور أو التفعيلة التي لا فواصل بينها ،بعض الشعراء استعملوا مقاطع من السطر المدور خلال كتابة قصائدهم ، وهذا قليل .. من جهته ومنذ أعوام أخذ في كسر القاعدة حين رأى قصيدة التفعيلة تدخل حالة النمط الشكلي دون الخروج عن ذلك، بيت الشعر القديم كان يسمح للشاعر أن يتوقف في نهاية البيت ليأخذ نفسا.. وقصيدة التفعيلة تسمح للشاعر بالتوقف عند نهاية هذا المقطع أو ذاك ليرتاح ويفكر.. وهنا تأتي قصيدة السطر الواحد لتخالف كل القواعد ، فهي تحتفظ بالوزن ، لكن التوقف أو الراحة أو التأني، أشياء لم تكن واردة هنا ..
هنا عذابات الشاعر الذي يطلب منه أن يملك الموسيقى بتحكم وعفوية وهنا الإبداع والتميز والموهبة.

من جهة ثانية السمو والشفافية التي تزخر بها صوره الشعرية و الأدبية التي تسمو بالروح الإنسانية بصفاء مفعمٌ بنقاء المشاعر و نبل الأحاسيس والتي لا تقل أبداً عن مستوى المذهب الرومانسي الأوروبي و لكن ببصمةٍ و خلفية عربية واضحة مبتعدة تماماً عن التقليد أو التأثر بالمدرسة الغربية لتجمع النفس و الروح في بوتقةٍ واحدة وهنا نتعرف على مدرسة الشاعر طلعت سقيرق الأدبية الخاصة به، ونتذوق هذه الشفافية بوضوح في شعره العاطفي والوطني معاً، وفي هذا المجال نرى ملهمة طلعت سقيرق صيغت من نور لكنها لا تذوب ولا تتلاشى تحت أشعة الشمس
فهي فاطمة وهي سلمى ابنة الشهيد وهي مناضلة فلسطينية لوحتها الشمس تعرف كيف تقف في وجه الاحتلال دون أن يهزمها الظلم والقهر والشتات وتبقى أميرة نبيلة مفعمة بالجمال النوراني والشفافية، وهنا يكمن الإبداع والتفرد في القدرة على ابتداع هذه الخلطة المذهلة التي تجعل منها امرأة استثنائية لا مثيل لها وملكة متوجة بين نساء الأرض، والشاعر طلعت سقيرق يحترم ملهمته فلا يبتذل ولا يثير الغرائز ولا يضع جسدها على طاولة التشريح.
في صوره الشعرية الوطنية لم يتوقف عند فلسطين فهو شاعر عربي بالمقام الأول، كتب لبغداد وكتب لصيدا والمقاومة ومصر وتونس والجزائر، وكتب للإنسانية والإنسان في كل مكان...
أنشد فلسطين وكان شاعر الانتفاضة بامتياز وغنت الفرق الفلسطينية أناشيده وجابت بها أصقاع الأرض، لكن أحدا منهم لم يذكر اسمه، إلى حد أني رأيت على الشبكة العنكبوتية من يخترعون قصصا ومصادر لهذه الأناشيد والأشد أمانة يدعي أنها من التراث الفلسطيني، وهو بمحبته وعطاءه اللامتناهي يسامح ويسامح ويغفر ، فالمهم عنده أن تنشد فلسطين...
هذا المبدع المذهل والشاعر الرقيق الاستثنائي الفذ والإنسان النبيل المرهف الذي يحبّ و يحترم الناس كلّ الناس، والجوهرة الماسية الثمينة النقية والذي نزف حياته لخدمة الناس والوطن وأعطى وضحى
هل أنصفناه وقدرناه حق قدره كما يستحق منا وكما كان ينبغي، وهل كرمناه كما يستحق من تكريم وهل فكرنا بدراسة أعماله كما تستحق هذه الأعمال بما فيها من ابتكار خاص به ؟؟!!
للأسف الشديد لم نفعل، فهل نستدرك بعد رحيله ما قصرنا فيه أثناء وجوده بيننا؟؟

وماذا بعد قبل أن أترك هذه المساحة لغيري؟
لن أرثيك يا طلعت
لن أرثيك فأنت أكبر وأعز وأبقى...
لن أفعل أيها الغالي الحبيب فأنت أكثر الناس حضوراً بالنسبة لي، لن تغيب عني ما دامت روحي مسجونة في هذا الجسد الذي بات يشكل برزخاً بيني وبينك، فطلعت بكل إبداعه وإنسانيته ومحبته وتميزه لا يُنسى ولا يغيب
عهد علي يا غالي ألا أنساك ساعة وألا أخون ذكراك وعهدك
عهد علي يا صديقي الأعز والأغلى أن أحاول بكل جهدي أن أحافظ مع المخلصين على إبداعاتك
عهد عليّ يا ابن عمتي الوفاء لك والحفاظ على كل وصاياك
عهد عليّ عهد دماءك التي تجري في عروقي أن أحافظ عليك وأحفظك وأحفظ روحك ونفسك في أعماق نفسي وروحي وأحفظ الوداد لكل من يحبك وأكون وفية لكل وفيّ لك ولذكراك

اللهم يا من لا تضيع ودائعه إني استودعك طلعت فلا تحرمني اللقاء به ولا تطيل ليل حرماني منه
اللهم إني أستودعك طلعت في جنة النعيم فلا تشقه سبحانك وارحم غربته وآنس وحشته
وإلى لقاء لا فراق بعده أيها الغالي
ولي عودة
هدى الخطيب

ملاحظة: أعتذر عن الاطالة فهذه بمثابة مقدمة لحفل التأبين

[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]