[رشيد الميموني]

من أجمل ما قرأت من الرسائل الأدبية .. وأبدع ما لمسته من أحاسيس .. وأبهى ما سمعته من حوار حميمي صريح ..
خطان متوازيان يمثل الأب أحدهما والإبنة تمثل الآخر .. وكل منهما أراه يحمل حبا و حلما و أملا وآلاما .. وإن بطريقة مختلفة .. أحسست بمعاناة الأب الطويلة وبحرصه على إفهام ابنته الواقع المعاش و إصراره على عدم الاستسلام لليأس . وشعرت بما تعانيه البنت وهي تستشرف المستقبل بكل آماله و أحلامه .. كل له وجهة رأي .. لكني أميل إلى رزانة الأب ونظرته الثاقبة للأمور .. هي ترى أنه من المستحيل العودة إلى تلك البقعة الصغيرة .. لكنه يرى أن تلك البقعة هي الملاذ .. وأن من يعيش خارجها سيبقى غريبا ولو توفرت له سبل العيش الرغيد ..
هناك يا ابنتي في تلك الرقعة الخالدة ، موطني وموطن الأجداد ما زال لدينا أرض راسخة وبيت رحب

وتلال من الياسمين وجبال شامخة من الحب ، ما زالت في انتظارنا ولا بد أن نعود وتعود معنا هذه القلوب لنطيرها في تلك السماء مع أسراب الحمام والعصافير وسيداعب أريج البرتقال ونسائم الفل والعبهر وعبق التين والزيتون رئتيك الحالمة ويشجيها وستنعمين بحضن دافئ طول العمر يا ابنتي ، لا تيأسي يا ابنتي ما زال لنا بيت وأرض وسماء تنتظر ، ما زال لدينا وطن .
لا أظن الابنة إلا مقتنعة في الأخير بوجاهة رأي أبيه عاجلا أو آجلا .
روعة وبهاء
شكرا ميساء ومزيدا من الامتاع
كل التقدير والمودة