رد: [you] حفل تأبين الأديب والشاعر الفلسطيني الكبير طلعت سقيرق (الدخول هنا)
الشاعر الجميلة الأستاذة فيبولا بدوى
يعلم الله وحده كم احببت هذا الرجل بما لم احب احدا غيره وكم كان بيننا حديث قلوب وعقول يطول حينا ويقصر حينا, ويعلم الله أنى فجعت فيه وكانت فجيعتى الكبرى أنى لم اودعه وأنا غائب عن هنا ,لذا كان الحلق مفتوحا على مرارتين, مرارة الغياب ومرارة الفقد ,ولا أنسى له أنه اول من استقلبنى هنا هو والفضلى هدى الخطيب وهلل لكتاباتى رغم ما يعتريها من قصور, وكم ثار لثورتى ,وكم هدأ غضبى بكلمات مملوءة بالأنسانية تخلو من حفر النفاق والمصانعة, ولذا فقد نشرت على ماكتبته عنه فى كل موقع أعرفه ولا أمل الكتابة عنه ما حييت وأعد أن اكتب عنه كتابا كاملا اتناول فيه بالدرس الذى يليق به ابداعاته ورؤاه الفكرية والاجمالية
سيدتى من ذاق طلعت لا يسلوه صدقينى وأنا كتبت عنه أيضا هذه الكلمات علها تشفى بعضا من لظى القلب
فى صفحة النعوش, قرأت اسمك السراج فى حلوكة الاسماء ,رأيت وجهك المغسول من عصارة الثارات يحوم حوله قلائد من نور, واسمك النورانى يبرق طلعت, رأيتك ماشيا على وسائد من فرح, ووسائدنا من جروح, حين رأيت اسمك منقوشا على الشاهد ادركت ان ما يقال عن دبيب الشيب فى شعور ست المدائن "القدس" ,وعن ضمور عودها وبصمة السنين فوق وجهها المصقول فرية بلا دليل, ادركت ان "هدى" شجيرة خضراء لم تزل خريدة عذراء, دلالها محبوب, وكبرها مرغوب, وودها مطلوب, معبودة اذا نهت, وامرها فريضة على القلوب
اواه يا موت الرجال, اواه يا نجوع ياقرى يا مدن سماؤها ماهطلت مذ رحليك طلعت وعدنا بعد رحليك ندق كل باب فلا يجيبنا سوى صرير الحزن, واختلاجات الكآبة ,.اواه يا نوافذ الموت مفتوحة الاشرعة, لماذ تنشرينا على اكف الاغتراب؟ والبلاد التى ما لفظتك تقاسمت صبابة العذاب فى ملاجئ السياسة, تدربوا على فنون الابتسام والبكاء طعامهم انشودة يلوكها المذياع ثم يبصق النفاية ,وشرابهم صديد الانتظار فى محطة الرثاء
فنم قرير العين, ونحن حتى الان لا نجيد فن الرثاء, لانك باق وهم اموات بلا رثاء, من اين تعلمنا فنه وانت واقف هناك تجيد صناعة الاشياء
سابقيك شارة وعلامة لكل عزة وشرف وسابيقهم بقايا لرجس الترف حتى القاك وهذا منتهى روحى وآخر النزف
|