هنا ... تسكن أنت ( مهداة لطلعت الحي في قلوبنا و صفحات الغد )
(قصيدة النثر )
هنا في سمائي ... قطعة حجزتها لك
كي تمد الذكرى أجنحتها
تحلق كنجمة متعالية فوق أطياف
النجوم
هنا اقتباس لروح نُحِسُّها
و مرتع أمان
هنا مِزحة تواري جسدا
و تَطْلُع من الرفات أنشودة
تمجد السهر
هنا قسوة تتحدى احتمالي
هنا غيمة شعر تظللني
و تفنيد ضجر
هنا غصة تعصر جنوني
هنا مرآة ترقص طربا بانعكاس قمر
و عقد لؤلؤ برّي مناضل
هنا فتح جديد قد لوى الكلمات
فصنع حرقة شعري
صنع فجري لوحة ضيائك
صنع شوق المطر للانهمار
هنا مداد يقتات بدمعة
و بقايا رماد احتراق
هنا شرق فُقد على أوتار الغروب
هنا دمعة تغازل جفنيَّ
و صبية تنتحل شعري
و غابات تلفني أغصانها
هنا حزن يفقد منطق الأحزان
و كلمات تزف كلمات
و جلسات بنكهة الغياب تبثني شوقها
رعود تجتث مني سكينتي
و انفعال غيوم
هنا فوق الثرى تَصَالَحْتُ و الحجر
و قدمت رثائي لِمَ تحت الثرى
كزهر ..
كياسمين ..
حتى ينتشي المكان
..حتى تتفتح ورودك
و تمنحني بركات شعرك
هنا .... في كل مكان
تسقط على الأوراق لهفة اللقاء
و تسكبك في فيض الدمع
هنا عثرات الخريف تبعثر أوراق أشعارك
تتلقفها طفلة فلسطينية ..
عاهدتني قبل قرن على الإشراق
هنا تطاوعني العصور ..
تلاحقني الحسرات ..
هنا تطوي السماء دفاتر أمسي
حين تطلع كشهوة سطر
و رقصة شعر
كأغنية فلسطينية تشهق ذكراك
فتزهق ... و تزهق أرواح الدجل
هنا تشرق كلحظة شجن و تغني فلسطينك ...
برغبة بكاء
و سطر نحيب
وعزف مطر ...
هنا ... الحروف تمشي وحيدة
سيول الكلمات تجرفها
هنا الفقد دوى رعدا بخاطري
هنا لفائف أمنيات محاصرة بمرايا ..
تمد عطورها .. كي تفك الأسر عنها
و عن شعرك الموؤود
هنا الشمس غابت و فندت شروقها
هنا القمر أعلن حداده
هنا قافية تسمرت في سطر أعلن الرحيل
هنا موجة داهمت وجنتيَّ
و حطَّت ...
تائهة، حائرة فوق جفنيَّ
ملامحي فقدت خارطتها،
حيثما سارت هناك صخور .... و صخور
و جسور ترفض كنهها ..
أرفض الخوض في قصيدة بكاء
أرفض لثم حروف رثاء
لأنك ... هنا
بين السطور الجزعة ..
بين السطور الواجفة ..
تنام ...
و بين الحين و الحين
تطبع قبلاتك شعرا
يخفف نكبة الأوراق
أنت ... هنا في مطلع كل قصيدة
و حين تغرب الكلمات تحدثني عنك المرايا
أنت ............ هنا فلا تمسك عني صوت الثلوج
ففي خاطري أغنية و دمعة
أود حفظهما لسنة قادمة ..
1/12/2011