13 / 12 / 2011, 14 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [58]
|
شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)
|
رد: [you] حفل تأبين الأديب والشاعر الفلسطيني الكبير طلعت سقيرق (الدخول هنا)
وردتني هذه المادة من الأخت الصديقة الأديبة سها جلال جودت,وهي من صديقات الأديب الكبير طلعت رحمه الله
وهي من أديبات الجمهورية العربية السورية , وطلبت مني أن أضها بملف التأبين , ويشرفني ذلك ولها جزيل الشكر
أصابعك ما تزال حاضرة
بقلم سها جلال جودت
لم تكن شاعراً عادياً، ولم تكن طفولتك عادية أيضاً، كنت مثل وردة جورية تربعت صهوة الصخرة القابعة على إبط جبل عظيم وكبير، حين تسقط جدائل الشمس عليها يُشع بريقها ويتهاطل الطلّ البديع كزخات مطر ربيعي.
أجل أيها الساكن في ذاكرة من أحبوك، أنت الوردة الجورية التي تحمل في داخلها ألف عبق وألف معنى للحب الإنساني والوطني.
لم تكن شاعراً عادياً، كما لم يكن شعرك عادي أيضاً، ففي القصيدة الصوفية تلك المعلقة التي خلدت جمال الحب وجمال الشعر داخل أتون من العشق يفوق كل مواصفات كلمة عشق ، جعلتني أكتب عنها قراءة تمّ نشرها في مجلة فلسطين العدد " 382 تشرين الثاني سنة 1999" حملت عنوان " أيقونة الحلم والحب" ومما جاء فيها:" والشاعر الحسّاس هو الذي ينقلنا بإحساسه الصارخ المحمل بأنات العاشق النبيل الذي يعشق الجمال وينادي للجمال ويسمو برقي الجمال إلى درجات الرقي الروحي وتلك هي منزلة الإنسان المتصوف روحياً لا مادياً.
ونراه ينفخ الروح في قيثارته الحزينة ، ومن أيقونة حلمه في عالم الصعود نراه يطل على الحبيبة قائلاً: وأصرخ يا معذبتي ويا ملهمتي ويانجواي، يا شكواي، يارئتي وأوردتي، إلام أظل كالبحار بين الموج لا الشطآن تنقذني ولا الدوران يتركني،،، "
وتعود بي الذاكرة إلى رسائلنا ومشروعنا خطوة في السحاب الذي توقف بسبب توازي الخطوط فيما بيننا، رغم هذا بقي تواصلك الأدبي يعلن عن شفافية عظيمة داخل قلب إنسان شاعر، وشاعر إنسان.
واليوم أراهم يقولون : رحل الشاعر طلعت سقيرق، لكنني أؤكد ههنا على مقولتي السابقة "رحل الجسد وبقي الشاعر الإنسان" .
أصابعك التي حملت القلم لتكتب بها هذه الرسائل التي أودعتها بكل سكينة وهدوء داخل مغلف كتبت على غلافه اسم الأديب الشاعر طلعت سقيرق، ما تزال حاضرة أمامي تعيد ترتيب الزمن وتوافقه مع كل رسالة.
حين فتحت صندوق بريدي فوجئت بديوان طائر الليلك المستحيل، كان أول خيوط تواصلنا الأدبي.
فرحة غامرة راودت روحي وأنا أتلقف مثل طفل نشيط كل حرف وكل سطر وكل صورة، ولأنني كنت على عجلة من أمري بسبب سفري إلى معسكر الطلائع كتبت لك رسالة، لم تكن رسالة عادية أيضاً ، كانت تحمل ألماً وجراحاً تنز، رسمتها لك بهذه الكلمات :"كلٌ منا يعيش صراعه النفسي، أنا أيضاً أبحث عن طائر ينتشلني إلى فضاء الروح السامي، فضاء تكون فيه الأمنيات حقيقة، والأحلام أغنية، والنفوس صادقة في نقل الرواية .
الشاعر الأديب طلعت سقيرق المحترم
تحية طيبة،،
في عوامة الماء على الشاطئ المجروح بمخالب من باع واشترى، اشترى وباع وهو واحد بوجهين مختلفين ينطلقان من نفس شريرة سائسها الشيطان جلست بعد أن وضعت يدك على الجرح والمبضع معاً وبآن واحد، فخرج صوتك صادقا متيما بحب الأرض والشبابيك القديمة داخل الدور التي أصبحت مقفلة ومغفلة من صهيل الفرسان الآن.
التوق واضح في حب العودة إلى الجذور، إلى الأرض، إلى التيمم بثرى الأرض وعودة الشمل.
كم أشتهي أن أجمع الناس.. الدروب بأضلعي
لن أطفئ اليوم الأخير بغير بسمة عاشق يهديك أحلى سوسنة
والحريق إذا سقط على الجسد سيلتهم الجسد وتبقى الروح التي ستفجر أغنية للسوسن الطالع من صوت الحرية وفي نفس المكان.
أنت تقول: آخ.. هذا زمان جارح
وأنا أقول: آهٍ يا زمان من غدر إنسان لأخيه الإنسان بين الراوي وعراف اللحظة.
وما بين شباك التذاكر أو يدي تبقى الروح رغم تقرح الجروح
وتسأل إلى أين سيأخذك الصدى؟
والجواب عندي : صوت الجراح والمرار على الشبابيك في البيوت القديمة وعلى أرصفة الزمن المغبر لا تزال تملك كلّ الصدى..
وفي الحوارية الرائعة:
قلت: الملامح أبحرت
قل لي إذن !!
من يشتري حبراً لفوضانا..؟
قمراً واحداً أخيراً
كي يرتوي في الليل موتانا ؟!
أقول لك: حينما تنطفئ شهوة الجسد اللعين ، ويعف الجيب في قميص الرجل وسترة المرأة.
شكراً لاهتمامك، وشكراً للإهداء، والشكر كل الشكر على هذه الثقة."
رد الأديب الشاعر طلعت:
" الصديقة الأديبة سها جلال جودت
كل التحية
أصدقك القول إن العمل أكثر من كثير، لكن رسالتك ومداخلتك لقصائد الديوان بهذا الشكل الجميل جعلتني أكتب مباشرة ربما لأهرب من كل ما يدور في الرأس من أفكار.. أحاول قدر استطاعتي أن أكون صوت الزمن فتخرج البحة أحياناً بحجم العالم.. غريب ياسها أمر الإنسان في وقوفه على حافة البكاء والضحكة، اعذريني فلا أحب أن أكتب بشكل فيه هذا الشكل أو ذاك من الترتيب.. يغتالني فيضان الحبر أحياناً فأهرب إلى سكة المجهول وأضحك، أتدرين أنني مسكون بحب الحياة رغم غصة الألم في الحلق أحياناً.
جميل أن تقرئي الشعر، وجميل أن تكوني في الحرف وفاصلته، عندما يمرّ الصباح ويسقط وردة من حلم حاولي أن تفتحي قصيدة طائر الليلك المستحيل على جزء مضى من عمري، أحياناً للقصيدة قصة وغصة، لماذا علينا أن نبلل أصابعنا بكل هذا الألق؟ لماذا علينا أن نضع الروح في جب الزمن الغريب.. في كل الأحوال قولي كل الأشياء، واخرجي من دائرة الصمت."
8/8/1998
طلعت
روحك التي عادت إلى بارئها، عادت إلى مالكها الحقيقي، لأنها من حق الله علينا أن تعود أرواحنا إليه، لأننا مُلك له، وليست مُلك أنفسنا، لكن كتبك وأوراقك هي مُلكنا، نحن الذين حملنا على عاتقنا أن ننير ظلمات الدروب بمشاعل الأبجدية التي تحيي كتب الميت الحي، والحي الميت في نواقيس وجدان الذاكرة الأدبية.
|
|
|
|