[الشاعر الصارخ]

1. أدمنتَ غيـثك فاخــضرّتْ مرابعه أمْطَـرتَ قلـبي بما تسخو منابعه
2. أعَرْتَ وجــها لهذا الهمِّ معـتشبا لم تأْلُ جُـهدا بأنْ تسقى مدامعه
3. أجل أتيـــتك سعيا بالذي عهدتْ هـذي الصنائع أنْ جفَّتْ مراتعه
4. وحدي ببابك أعيَتــــْني مغالقه أنْشَدْتُـهُ الجرح فاهتزّتْ مصارعه
5. مازلتُ.حتّى تراختْ فيكَ وانفتحت أقـفالـه بــعـدما زلّتْ موانعه
6. أُفضي إليه لغات الجرح , تـفضحني فصحى دم بـيــنـنا ظلّتْ تراجعه
7. حتّى أفضْتُ إلى محـــرابه وَلِهـا فاستنْزَفَـتـْني عـلى وصل مواجعه
8. فصحت يا مجلس الفصحى أما عَشُبتْ ضاد الرؤى في زمـان قـد نصانعه
9. كثـيرةٌ هي أحــــلامي وأوّلها جرح وآخــرها جرح يواقعه
10. وزّعْتُ ذاتي على الأبعاد مرتـــقبا زمانَ وصـلٍ مضيءً ضاع ساطعه
11. دخلتُ جرحك والأطياف تسكـنُني حتى خرجتُ فرجَّ الصوتَ راجعه
12. قد جئتُ والقلب شتّى مثلما حسبوا قالوا ثلاثة , هـذا الحلـمُ رابعه
13. قالوا بلـى خمـسةٌ والهــمّ سادسه بل ستةٌ عـندنا والنـبض سابعه
14. أو سبعة قد أتــــى إذ بان ثامنه مستـنْــزفا جرحه و الشعر تاسعه
15. مهما تـقـسّمَ قلبي كيفما اختلفوا الله يـعــلم كم نَزّتْ مواضعه
16. يمضي يـفـتِّشُ في أطــلاء قافية عن أحرفٍ رزحتْ كلمى تدافعه
17. فالحرف همس خبتْ بالوهـم ثـورته كالنجم يهوي وقد ذابتْ مواقعه
18. والشعر أضحى متاهً في حـداثـتـنا حتّى القصـــيد تجافـيه مطالعه
19. يا مجلس اللغة المثلى أعـدْ زمـــني فالبوح تزهر مـن جرحي مرابعه
20. هــذا الزمان إلى الأنثى أزمّـتـُه[1] فاسْـتَـقدموها وها شاهتْ شرائعه
21. أجلْ فمن مبلغ النحـــوي أنّ هنا كلَّ الضـرورات عن أصلٍ تنازعه
22. للجمــلة الآن شبهٌ يرتقي خــبرا[2] حتّى حـكتْ سيدا فـينا توابعه
23. كلُّ الضمـائرِ ما أغْنَـتْ دلالتـُها والقول يسلب معـنَى الجـرِّ رافعه
24. يا سيّدي لا تلـمْ ضَيّـَعْتُ أزمنـتي فضاع حـرفي وهـا ضاعت ودائعه
25. أمَّــلْتُ فيك رؤى للبوح أنْسجُها من يقظتي فاشْتَكَتْ حلمي مضاجعه
26. لا شيءَ يمكن أنْ يجْتَـثَّ غـربتنا إذا تـغـرّبَ وجه الحرف ساطعه
27. مهـلا هُدِيتَ فكلُّ الدهر في نسقـي مُــوحَّدٌ فَلِـمَنْ تُـعْزَى مطامعه
28. أَصْعَدْتَـني منبر الفرسان في وجـلي مــاذا أقـولُ . بـياني لا أُراجعه
29. وَجَدْتُـني مسْـتَرِيبا كلَّ أخيَــلتي كبلبل الشرق إذْ ضاعـتْ روائعه
30. يا منـبر الشعر عُذْرا لستُ متَّـخذا للبوح فيـكَ قصيدا لا أطالعه
31. ذَلَّلْـتُ كلَّ الحكايا بتُّ أعزفــها مـن طاسليِّ الهـوى غَـنَّاكَ شاسعه
32. لعلني باخـعُ نـفـسي عـلى أملٍ كفى بـهمـِّكَ قلبٌ أنتَ باخعه
33. دعَـوتَـني أشكر المعــروف قافية فكيف شكر الذي تسبي صنائعه
34. عطَّـرْتُ بالشكر أشعاراً أحـمّـِلها ذاكَ الحمـام إذا رقَّتْ مراجعه


[1]: إشارة إلى الخطابات التي تبدأ بسيدات أوانسي سادة

[2]: إشارة إلى إعراب شبه الجملة خبرا وهو تابع للخبر حيث أن الخبر محذوف
وجوبا متعلق بالجملة الفعلية (يوجد) مثل على الطاولة كتاب كما قال مشايخنا