[أسماء بوستة]

[align=justify]مدينتي الأولى التي سأتحدث عنها هي مدينة المرسى التي أقطنها

المرسى مدينة ساحلية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط تقع على مسافة 25 كيلومترا شمال مدينة تونس, وهي تمثل مع حلق الوادي, الكرم و قرطاج ضاحيتها الشمالية. يبلغ تعداد سكان بلدية المرسى 77890 نسمة يسكن منهم 36234 مدينة المرسى.
تقع مدينة المرسى في أقصى نقطة من شمال ولاية تونس تحدها شمالا ولاية أريانة و جنوبا بلديتا قرطاج و سيدي بو سعيد و غربا ولاية أريانة و حلق الوادي و شرقا البحر الأبيض المتوسط. و تعتبر المرسى مدينة ساحلية لها شواطئ رملية تمتد على نحو 14 كلم. كما أن للمرسى مرافق سياحية هامة تتطور بنسق كبير من سنة الى أخرى.



تاريخيا كانت المرسى مدينة الاقامة الصيفية للبايات في حين كانت باردو مركز الاقامة والحكم. ولقد سّماها أهلها بفخر غير مستـتر "أميرة القلوب". ولقد حملت المرسى في العهد البونيقي اسم المغارة (Megara) وقد كانت ميناءا بونيقيا متطورا يضاهي و ينافس ميناء قرطاج. وتقع المرسى في خليج هو سهل بين جبلين: جبل المنار المعروف بسيدي بوسعيد و جبل قمرت . وهي أساسا محطة اصطياف شهرت بجمال مناظرها ورقة نسيمها وصفاء بحرها.



ولقد مكنت هذه الظروف المناخية الى جانب جمال الطبيعة والتضاريس من أن تكون قبلة أهل العلم و الدين والمال المقيمين في مدينة تونس المجاورة. فقد كان الولي الصالح سيدي عبد العزيز مزار أهل الدين والتـقى. وقد توافد على المدينة للاقامة فيها الفنانون والرسامون والمسرحيون وأغنياء التجار متبعين بذلك البايات في رحلة شتائهم و صيفهم. فمنذ بداية القرن التاسع عشر اتخذها باي تونس مقاما وبنا بها الكثير من القصور حيث تقيم العائلة المالكة من ماي الى سبتمبر من كل سنة. ففي 1855 بنا محمد باشا دار التاج. بعده اهتم خليفته بخصوصية الأميرات عند السباحة فبنى لذلك على شاطىء البحر جناحا خاصا للغرض هو قبة الهواء التي تتقدم في البحر حاجبة بذلك طقوس السباحة عن أعين المتطفلين وقبة الهوى هي بناية على الماء مرتبطة بالشاطئ بكبري صغير يعني عبارة عن شالي داخل الماء . وفي اواخر القرن التاسع عشر اشتراها أحد الأعيان وأضاف لها جناح آخر وأتخذ منها إقامة صيفية . في أوائل القرن العشرين وقع تحويلها إلى مطعم (مطعم قبة الهوى ) . وهو الأن من أشهر المطاعم في الجمهورية التونسية ومن أرقاها.






وفي عهد الناصر باي تم بناء قصر السعادة لفائدة للة قمر زوجة الأمير. وقصر السعادة محاط بحديقة وارفة الأشجار تحجب نظر المتطلعين من الأنهج المجاورة. ولقد استعمل هذا القصر بعد الاستقلال كدار ضيافة حيث أقامت فيه العديد من الأمراء و الرؤساء الذين زارو تونس.





ولقد أعطت اقامة البايات في المرسى بعدا سياسيا لهذه المدينة حيث أصبحت مقرا لكثير من السفارات والقنصليات المقامة من وسط المدينة في اتجاه قمرت. وقد استغلت بعض الدول كرم البايات للحصول على قصور لم يكن الباي يستعملها. وهكذا تمت هبة قصر في مدخل مدينة المرسى الى بريطانيا لتقيم فيه قنصلية. وهو في الأصل قصر اصطياف بناه البايات.
أما اقامة فرنسا في وسط المدينة فكانت تسمى بدار المقيم وقد تمّ اهداؤها سنة 1774 لحكومة الفرنسية من طرف الباي علي بن الحسين. وهكذا أصبح هذين القصرين ملكا لدول أجنية ومن الحظ أنه تم الحفاظ على طابعهما المعماري و صيانتهما من التلف.

أما قصر العبدلية فقد استعمل كإقامة صيفية محصنة خلال القرن 17- 18 الميلاديين (على عهد حكومة البايات المرادية والحسينية) وكذلك كملجأ في حالة التهديد. كما استقبل قصر العبدلية خلال القرن 17م شخصيات تونسية وأجنبية، كالباي محمود (1814-1824) وابنه حسين باي. وأخيرا، أصبح القصر، على عهد مصطفى باي وأحمد باي (1835-1855)، إقامة صيفية للقنصل الإنجليزي توماس ريد وريشار وود، قبل أن يسترجع من طرف محمود باي في منتصف القرن. يعتبر أقدم معلم حفصي بالتراب التونسي و قد تم ترميمه ليصبح فضاءا ثقافيا ويقع استعماله مند الدورة 41 لمهرجان قرطاج كفضاء لعرض الموسيقى الطربية و العروض المسرحية يتسع الى 500 متفرجا.

قصر العبدلية


أما على الصعيد الاقتصادي فقد كانت المرسى بالأساس مدينة فلاحية اشتهرت بزراعة الحوامض والزيتون والباكورات منها خصوصا القناوية التي اشتهر أهلها بأكلها كطبق مميز. لكن مع زحف العمران تراجعت الفلاحة وتم تعويضها بالسياحة حيث أصبحت قمرت و نزلها قطبا سياحيا ذا صيت داخل البلاد وخارجها. كما أن للصناعة و التجارة نصيب كبير من الأنشطة الاقتصادية بالمدينة فقد انتصبت العديد من الوحدات الصناعية خصوصا في ميدان النسيج وحديثا صناعة الأدوية.

بعض الصور للمرسى

البولفار و هو أحب مكان إلى قلبي، أجلس على أحد الكراسي إما لأقرأ أو لأستمع للموسيقى متأملة البحر


جامع سيدي عبد العزيز


جامع الأحمدي


المرسى ليلا


أدعوكم جميعا أحبتي لزيارتها تشرفونني[/align]