ولا عزاء للسيدات .
" ولا عزاء للسيدات " .
هذه المساحة مهداة مني إلى صديقاتي أ. هدى الخطيب .. ناهد شما .. نصيرة تختوخ .
كنا تعاهدنا في يوم فائت عندما كانت الشمس ترسل أشعتها حيناً وتبخل حيناً آخر تعاهدنا أن نبقى سوياً هنا في بيتنا نور الأدب .
اليوم بعد أن أعلنت نصيرة بملء الفم أن الضباب أخذ يفرش له مساحات واسعة في أفقها الوردي وبعد أن كست ملامح الحزن وجهي ووجهك أستاذة هدى ووجهك ناهد فكان لا بد من أن أفرد مساحة صغيرة لنا ننفث فيها همومنا وأوجاعنا وأحزاننا .
هذه المساحة ستكون ركناً لنا نجتمع فيها .. نبوح فيها .. نفضفض فيها .. نختلف .. نتفق .. نصرخ .. نهمس .. المهم أن نجد لنا في هذا البيت الواسع الفضفاض ركن قصي لنا بعيد عن الهمز واللمز وبعيد عن حديث الفنجان وقراءة الطالع .. فالغيب أجمل ما فيه أنه ليس مقروءاً من أحد .. وهذا ما أدركته لاحقاً وعلمت أن أفضل شيء في هذه الدنيا أننا لا نعلم ماذا يحمل لنا الغد وأن لحظات الترقب المرّة بل السوداء التي قضيناها في حالة ترقب بين أن يفتح الأستاذ طلعت عينيه ليرانا وبين أن يغلقهما للأبد وبين أن تموت أمي كما قال الأطباء بعد شهر أم يكذبون هذه المرة .
الصادق الوحيد كان في المرتين هو الموت .
وبقينا في مواجهة مع الموت وسلمناه أغلى من في الوجود على قلوبنا وسلمنا بقضاء الله وبقيت النار مستعرة في أعماقنا .. نرتدي أقنعة من التجمل والصبر لا تلبث أن تذوب بعد أن تحرقها النيران التي تهب من أعماقنا .
كل واحدة منا انزوت في ركن خاص فيها تعبر فيه عن حزنها .. ففقدي لأبي وأمي وعميد نور الأدب كان هو نفس الفقد لهدى وناهد ونصيرة ولم أشك لحظة في ذلك ولم يشككن .
اليوم بعد أن داهم الضباب أفق نصيرة وصرحت ناهد على الملأ أنها فريسة للحزن وأعلنت هدى أنها لن تغادر حزنها الآن وأصررت أنا أن أقبع في صومعة الحزن وجدت أن نأتي نحن الأربعة إلى هنا .. نحزن هنا مع بعضنا كما اعتدنا أن نفرح مع بعضنا ..
أنا هنا افتتحت هذا الركن أو هذه الخيمة إن كانت الخيمة تذكركن أكثر بما ينتظرنا من مشوار نضالي بدأناه ولم نكمله وهو ينتظرنا بفارغ الصبر
أنا هنا يا صديقاتي .. هلموا إليَّ .. أنا بانتظاركن أحمل حزني وأطرحه بين أيديكن علكّن تجدن لي الدواء .
طبعاً في ركننا هذا ننتظر جميع الأحبة .. مَن قلوبهم وقلوبهن على قلوبنا وعقولهم وعقولهن تشحذ لأجل سعادتنا
ودمتم جميعاً أهلا للخير والصلاح .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|