بقلم الأستاذ أحمد صالح سلوم
مداخلة اولية شاركت بها بالرد على موضوع قريب من فكرة طروحتكم:
ليس مهما ما تكون هوية مصر عربية اسلامية فرعونية او علمانية لا يسأل الأقوياء ما الهوية هويتهم بل يسألون ما مصادر القوة لديهم ولا يعنيهم ان تتغير هوياتهم فكما تعرف شهدت المنطقة العربية تغييرا مستمرا في هوياتها وشهدت في كل مرحلة صعود وهبوط وهي بنفس الهوية تقريبا.. فمن هانيبعال الأفريقي الى سيبتموس الامبراطور الفلسطيني لروما الذي دفن قي مقاطعة ويلز ببريطانيا أو فيليب السوري الذي حكم روما وغيره الى التاريخ الاسلامي حيث الامويين والعباسيين والأندلسيين طبعا دون نسيان الفراعنة والأشوريين والكنعانين ..
اذا أردت رأيي انا أفضل تكاملا اقتصاديا بين الأصغر والأصغر مع احترام خصوصية المكونات في اطار انساني وديمقراطي ليتشكل في المرحلة الأولى: الأقليم السوري الذي يضم فلسطين ولبنان والعراق وسورية والاردن ..واقليم الجزيرة العربية واقليم وادي النيل ليضم مصر والسودان وجيبوتي والصومال واريتيريا..والاقليم المغاربي ليشمل تونس الجزائر المغرب ليبيا موريتانيا والصحراء..فيما بعد ضم هذه المكونات بشكل تضامني مصلحي تكاملي طريق أكثر واقعية لتفرض هويات معينة بطرق بطيئة وواعية وعقلانية دون القسر والاكراه..
لا شك ان الثقافة العربية الاسلامية مكون تاريخي رئيسي للمنطقة ولكن هذا المكون يحتاج فترة طويلة نسبيا وحوارا استيعابيا ومنفتحا لمواكبة تطورات العصر المتسارعة بشكل مهول وللتخلص من الاستثمار الرخيص للشعار القومي من احزاب سلطوية مستبدة..
اوافقك ان الطبقة الوسطى تعاني انزياحا في مفاهيمها لتفككها الى قطبين النسبة الساحقة انضمت الى الفقر وفئة مندمجة بطروحات المشروع الصهيوني الامريكي تعتبر ان هوية مصر الفساد والرشوة وخدمة عناصر ابادة الشعب المصري بتهميشه وسحب كل مقومات القوة وكل هذا بسبب سياسات النظام وعدم توفر قوى سياسية تمنع النظام من أساليب الابادة المنظمة .ومن هنا يتم تحديد مأزق من ينطق بالمصرنة فعلى الطرفين يمكن رفع شعار المصرنة.. لكن السؤال ما مضمونه ؟ ولو اعطيتني المقالة كلها للاستاذ عكاشة كان من الممكن ان اوضح..
الجامعة العربية منظمة صهيونية مجرمة بحق الشعوب العربية وافترض ان القوى السياسية ينبغي ان تركز على المحتوى التنظيمي والفعلي لأي منظمة.. فالجامعة شُـكلت من المستعِمر البريطاني وحافظت على شكلها الهلامي التنظيمي الذي يكرس الواقع واقع التنافر السايكس بيكو من خلال ان "قرارتها": توصيات وليست قرارات ملزمة ولا وجود بالتالي للجان المتابعة كما نتابعة في الهيكل التنظيمي للاتحاد الأوروبي ....
ورأيي ضرورة حلها والأكتفاء بأشكال تنسيقية بين مكونات الاقليم وكل اقليم ينفتح على الأقاليم العربية الأخرى في اوسع علاقاته التكاملية ..وهذا الطرح لا علاقة له بالعروبة والاسلام بل بضرورة الوجود والدفاع عن مصالح مشتركة في عالم اليوم عالم التكتلات الذي لا يرحم الضعفاء
مصرنة مصر سودنة السودان يمننة اليمن اوتونسة تونس ..ليست مشكلة اذا كانت في استراتيجية تدرك التحديات الدولية بضرورة الوعي بالذات وبالتالي التحضير لتكامل ما بين المصرنة والسودنة ثم العوربة أو الأسلمة أو الأفرقة ..اما اذا كانت انتكاسا وانغلاقا فهو شكل من أشكال انتحار الشعوب والمهم ماهي القوى التي تدير عملية المصرنة وماذا تمثل اذا كانت شعبية ام اندماجية انتحارية فاسدة ..
سأعود للمشاركة حول التفاصيل المطروحة حول الملف في" قضية "بمنتدى اوراق 99