هدى الخطيب / الدين والقوميات
مداخلة في الحوار مع الأستاذ حسّان العاني
* مفهوم العروبة و الإسلام و ارتباطهما أو عدمه مفهوم مطاطي اختلفت حوله الآراء و تباينت، بعضهم يذهب إلى أقصى اليمين و البعض الآخر إلى أقصى اليسار و بينهما مدارس تربط بين العرب و الإسلام و الحقيقة أنا من المؤمنين بهذه المدرسة و التي تقول: " أنّ الله سبحانه أعزّ العرب بالإسلام و أعزّ الإسلام بالعرب، في اجتماعهما قوّة و منعة و في تفرقهما ضعف و مهانة.
و إن كان مفهوم القومية العربية مرتبط بالعنصر العربي الذي يجمع العرب على اختلاف دياناتهم فالعروبة أشمل لأنها لغتها أوسع من أن تكون لغة عرق بسبب قدسيتها كلغة دين أيضاً ولأن هذا يجعل تفاعل المسلم تجاهها واجب لأنّ ما لا يتم الواجب و الفروض الدينية إلاّ به فهو واجب
و هذا ما كان يعرفه السلف فالأمازيغي على سبيل المثال أو الكردي كان يفهم أنّ اللغة العربية إن لم تكن لغته القومية أو لغة أمّه فهي لغة أمتّه و في هذا معنى العروبة/ قومية الدين ، فالعروبة هي قومية العرق و قومية الدين معاً لأن الإسلام و قرآنه و فروضه حولنا من جنسية عرقية فقط إلى جنسية لغوية تمارس فروضها و شعائرها بهذه اللغة التي في حقيقة الأمر هي اللغة المقدسة لكل مسلم.
لو حاولنا أن نقارن بين أمم الأرض قاطبة فلن نجد على الإطلاق ما يجمع بين شعوبها كما هو الحال في امتنا.