هدى الخطيب
الصديقة العزيزة الشاعرة و المفكرة السيدة فابيولا بدوي حمدا لله على سلامتك
أنت والله أجدر بالتقدير هنا لأنك من حاول مدّ الجسور حقاً بيننا كعرب و بين الأقليات من خلال إنشاء " الاتحاد الأروبي العربي للديمقراطية و الحوار "
و أنا لم أكن لأفتح هذا الملف لولا الحوار الذي دار بينك و بيني حول الأقليات، ولثقتي بثقافتك العالية و عمق تقديرك و اطلاعك على مشاكل الأقليات بحيادية مما يساهم بإقامة حوار بنّاء و هادف.
لو تنبهنا منذ زمن طويل لهذا الأمر ومنذ أن عمل الاستعمار على استغلال اليهود العرب وإثارة الطمع بنفوسهم و إزكاء نار العنصرية بإقامة وطن قومي لليهود خاص بهم و بالتالي تجنيدهم لمصالحه في سرقة فلسطين لما كان هذا حالنا و لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه على طريق الامتهان الحقيقي في درب اللاعودة
لم يعرف اليهود في كل تاريخهم و في كل أنحاء العالم وطنا حفظ لهم كرامتهم كما كان حالهم في هذا الوطن العربي حين كان في أوج قوته و منعته و قبل أن يحتل من مسلمين غير عرب كانوا من مارس العنصرية الدينية لا نحن و رسّخوا التفرقة
لو تنبهنا منذ البداية لاستطعنا ربما عكس الهدف و جعلنا اليهود العرب معنا لا ضدنا
في فتح المجال للحوار حتى في الاختلاف و مقارعة الحجة بالحجة وتعلّم الإصغاء للآخر الذي يحمل ثقافة محتلفة فضيلة على درب بناء الجسور و ترسيخ مبدأ أن هذا الوطن الكبير من المحيط إلى الخليج وطن قومي لنا جميعاً عشنا و انصهرنا جميعاًً على مدى آلاف السنين و لم يكن أحد يفكر باقتلاع الآخر لولا تدخل المستعمر قديمه و حديثه و بث الفرقة، فمن يفتت المجتمع إلى أقليات متناحرة و يجند الأقلية للقضاء على الأكثرية لو وصل إلى غايته سيقضي على الأقليات بسهولة واحدة تلو الأخرى لأن صمّام الأمان بالاتحاد لا بالتفرقة و بالاعتزاز بهذه الفسيفساء البديعة في وطننا الكبير
سعيدة جداً أن ندير هذا الحوار معاً و لك عميق تقديري أيتها المفكرة الرائعة التي تجيد الحيادية بقلب شاعرة مفعم بشفافية الحس الإنساني تجاه الجميع