24 / 12 / 2011, 46 : 02 AM
|
رقم المشاركة : [46]
|
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
|
رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
سأخبرك إذن سيدتي الغالية بباقي القصة في قلب الشام ، وعن لسان أحد المثقفين
الذي التقيت به ولم تكن تلك صدفة ، فنحن على تواصل منذ سنوات تعرفت عليه
عبر شبكات الحوار وهو شاعر وكاتب ولديه أربع أبناء أحدهم يعمل في سلك
القضاء وسأطلعكم على جميل أشعاره إن سمح لي بذلك ذات يوم .. ومما قاله لي
ألخصه باختصار على طريقتي قال :
كلمة " لا " يعني أنك تعمل ضد رغبة " الشركة المتعددة الجنسيات " التي
تحكم العالم حيث سخّرت المال الوفير لتمحي كلمة " لا " من قاموس العرب
فسرقت شعارات الفقراء ، سرقت أحلام الثوار وأقوالهم ، اشترت الأقلام والنفوس
بأغلى ما تُشترى النفائس ، وسخرتها لكيّ عقول الشعوب، فصار الرذيل محاضرا
في الفضيلة ، وصار العفيف متهما بالزنى ، وصار للعملاء والجواسيس قنوات
يعظون على الناس عبرها بالوطنية أليس هذا ما يحدث ؟
وفي المقابل ، هناك من ينزف بالدموع والعرق والدم ، يتعرقون في النهار
وفي الليل يتساقط الندى فوق جباههم ،أو تنزف الدماء حين يلبون النداء ليحافظوا
على كلمة " لا " .
لقد كانت مرحلة العام 2000 مفصلية في حياة الأمة كلها عندما كسب المقاومون
الرهان ، تقلصت قوة الأعداء ، واهتزت الأرض تحت أجساد جنود العدو المحتل
وبدأ عصر هزائمهم بعد أن نزعنا عنا رداء العار .
قال بمرارة وثقة :
تعلمنا ألا نُخدع مهما تعددت أساليب الخداع ، وتعلمنا ألا نتراجع لو وقفت
الدنيا بأسرها ضدنا ، وتعلمنا الصبر " فالنصر صبر ساعة " وتعلمنا ألا نترك
السلاح وهو ليس لزينة الرجال كما يقال ، بل القوة التي تساند الحقّ ؛ عندئذ
فقط نعرف أن الأعداء سوف يتراجعون ، ونعرف أن كل خطوة تراجع من
جانبهم يجب أن تتقدم إليها خطواتنا لتثبت في الأرض دون تقهقر ، عكس ذلك
ينبئ بأنهم يتقدمون ؛ فمن كان من العرب يعتقد أن حفنة قليلة من المقاومين
في لبنان وفلسطين والعراق المقاوم سوف يغيرون المفاهيم التي ربونا عليها :
" لا نستطيع مقاومة إسرائيل " فتبين أن باستطاعتنا هزيمتها أيضا ، بل أن
العدو قد قد هدد اليهود أنفسهم أولئك الذين انتهوا إلى الهرب من فلسطين
المحتلة ؛ لم تتوقف الهجرة إليها وحسب ، بل صارت عكسية ، وأجبرت أمريكا
على تغيير خططها الرامية إلى حماية كيان العدو
( هذا لب ّ الصراع في المبدأ ) وأمريكا حاولت حمايتها بالاتفاقات " السلمية "
بالتطبيع ، بالأجواء المفتوحة ،بأبواب المطارات الخاصة ، بحصار المقاومين
بتشويه سمعتهم ، بتوجيه الاتهامات الباطلة لهم ، بقتل قادتهم ، وكل ذلك لم ينفع
. فموجة الفكر المقاوم كانت أقوى من جميع سدودهم ، وتلك عمّت الوطن العربي كله ..
ما العمل إذن ؟
هذا السؤال الذي كان يُطرح من قبل " الشركة " المتعددة الجنسيات ،
وكان له أكثر من جواب :
" إيران عدوة العرب وليس إسرائيل "
أو لنقل لبعض العرب أن يقنعوا بأن :
" إيران كما إسرائيل "
و قدموا لنا " الفوضى باسم الثورة "
القبيلة بدل الدولة "
الشيعة ضد السنة "
الأقباط ضد المسلمين "
الحوثيين ضد الزيود "
والزيديون ضد الإسماعيليين "
أما الدول المركزية يجب تدميرها :
العراق الدولة صارت في معادلة القوة صفرا وصارت برعاية الاحتلال الأمريكي
يا للمفارقة ثاني أكثر البلدان فسادا في العالم ولكن من هي الدولة الأولى ؟
إنها أفغانستان التي ما زالوا يحتلونها هل تتصور وأن الأمريكي المحتل يفتخر بهذا الإنجاز ،
الكذبة التي على أساسها شنوا علينا الحروب !
والديون بمئات بالمليارات .
مصر الدولة ، دورٌ صفر / والديون بمئات بالمليارات أيضا
الجزائر ، اليمن ، ليبيا ، لبنان من قبل دولٌ دورها أيضا صفر !
هل تلاحظ ؟ يسألني فلا أجيب .
قال : ألا تلاحظ إن الدور الآن هو على الدول " الجمهورية " !
ثم أضاف :
سوريا الدولة / هذي الذي اجتمع العالم عليها لينقلها من ساحة الفعل إلى ساحة
المفعول بهم ، سوريا الدولة / دينها الداخلي والخارجي . صفر / دولة بالرغم
من ميزانية جيشها ، وبالرغم من خوضها لحروب متعددة طاحنة لا تحتاج إلى
من يُطعم شعبها ، ولا تحتاج إلى من يطببه أو يعلمه بل أنها تُطعم فقراء لبنان
والأردن والعراق وفلسطين وتعلمهم وتفتح مستشفياتها لهم تقريبا بالمجان
تصور أن 70 ألف لبناني تخرجوا من الجامعات السورية عبر منح كانت وما
تزال توزع على مختلف المناطق ، 70 ألف خريج جامعي لبناني من فقراء
لبنان عبر رحلة 50 عاما من المنح الكاملة صرفتها الدولة السورية ولم تطلب
الشكر منهم في أي حال ، وكذا حال الأردنيين والفلسطينيين والعراقيين منح بعشرات الآلاف .
ثم انتفض غاضبا وقال :
هل سمعتم أن سوري واحد قد تذمّر من وجود مليون ونصف المليون عراقي
لاجئ في سوريا ؟ هل تاجر النظام بكراماتهم ؟ أبدا . يتعلم أبناءهم في المدارس
السورية بالمجان وكذلك الطبابة أضف إلى الدعم الذي تقدمه الحكومة للمواد
الأساسية ويستفيد منها حتى السائح الذي يتغنى برخص أسعار الطعام في أفخر
مطاعم الشام وهو لا يعلم بأن الدولة تدعم حتى الخضار والفواكه وليس فقط المواد الأساسية !
هذه الدولة . يريدونها أيضا أن تنضم إلى مجموع دول فعل الصفر .
عندما يخرج 10 ملايين سوري في معظم المدن السورية في يوم واحد تأييدا
لنظامه تُعمى العيون ، ولا يقال بأن هذه إرادة شعب ، وعندما يخرج مئات
وأحيانا العشرات يقولون " الشعب يريد إسقاط النظام " ! جميعنا نعلم أن جميع
أنظمتنا تحتاج إلى إصلاح حتى بيوتنا وعلاقاتنا الاجتماعية تحتاج إلى إصلاح
فهل تحرق بيتك إن أردت إصلاحه ؟!
ثم سكت وقال :
فلنترك الحديث عن المبادئ لو شئت فأنت تعلم أنهم عمموا جملة يرددها البعض
يقولون " أنها لغة خشبية " وسأتحدث عن المصالح والدوافع التي جعلت
بعض الدول العربية توافق على تدمير سوريا ، ويا ليت من أجل مصالح العرب
بل خدمة لأعدائهم ، اسمع يا سيدي ما يعرفه السوريون المطلعون وليس النظام فقط :
عندما صدقنا أن تركيا ستلعب دورا مساندا لقضايا العرب هللنا لهم ولكن ما الذي
تغير فجأة .. لماذا تحولت ولملمت ما سمي بالمعارضين وحضنتهم في مدنها ؟
ولماذا تحولت فجأة دولة قطر من دولة صديقة للنظام السوري إلى دولة صار
حكامها أكثر حماسة من الغرب لإسقاط سوريا في الخراب وصارت الممول
الأساسي لجماعة اسطنبول ؟
ولماذا فرنسا صارت أكثر حدّة من إدارة أوباما مع أن سركوزي فتح قصر الإليزيه لبشار السد ؟
سأخبرك بذلك في المساء بعد انتهائي من بعض الأعمال فإلى اللقاء .
|
|
|
|