هدى الخطيب
الصديقة العزيزة
الشاعرة المبدعة و المفكرة الأستاذة فابيولا بدوي
آسفة جداً على تغيبي الغير متعمد لظرف طارئ و ما أكثر الظروف الطارئة في الحياة كما تعلمين
أود أن أشكر البروفسور هِشام البرجاوي العروبي بامتيازعلى مداخلته الكريمة
كما أشكر المداخلة الكريمة للشاعر و الأديب الأستاذ عماد السامرائي
أود هنا أن أعلن عن أمنية في مداخلة تمنيتها و ما زلت من الباحث الأستاذ محمد توفيق الصواف
و الحقيقة أستاذ توفيق بعض ملفاتنا القادمة تحتاجك بإلحاح راجية أن نتزود دائماً من معلوماتك القيّمة و فكرك النيّر
في موضوع العرب و الاقيات العرقية و الدينية نعرض ما نتمكن من عرضه ليتعرف كلٌ إلى الآخر و مشاكله و مدّ جسور التفاهم أو أقلّه كسر الجدار العازل المقام بيننا و بين الآخر..
الآخر موجود و له كامل الحقوق في هذا الوطن كما لنا
هناك مفاهيم خاطئة من الجهتين بلا أدنى شك و تراكمات بنيت على هذا الخطأ
لا يوجد أمّة في هذا العالم من لون واحد و عقيدة واحدة و كل إنسان بطبيعة التركيب البشري لديه نزعة من التعصب إلى حد يكثر أو يقل إلى أهله و قومه دينه و جنسه و لولا هذه النزعة ماتنوع الناس و اختلفوا، لكن هذه النزعة من الممكن أن نوظفها إيجابياً أو سلبياً حسب مقدار وعينا و تفهمنا
لكي يعترف بنا الآخر ينبغي أن نعترف به و لكي لا يعتدي على حقوقنا ينبغي أن نحفظ حقوقه و نتعلم كيف يمكن أن نلتقي على مبدأ التكامل بدل الإلغاء في هذا الجسد الواحد الذي هو وطننا جميعاً و كيف يمكن أن نوظف اختلافنا ليكون كلٌ منّا صمام الأمان للآخر
و هذا ما تقوم به الأستاذة فابيولا بدوي من خلال " الاتحاد الأوروبي العربي للديمقراطية و الحوار" بحيث تعمل جاهدة على أن تقدم لنا الآخر لنجلس معه على طاولة مستديرة نصغي و نتحاور و نتعلم كيف نتقبل بعضنا البعض و نوظف الاختلاف إيجابياً حتى نكون جبهة واحدة ضد أي طامع بأوطاننا فكما الوطن مشترك كذلك المصير مشترك
و الحقيقة أن الأستاذ أحمد صالح سلّوم يلتقي مع فكرة الأستاذة فابيولا و متحمسٌ لها أيضاً وفق ما أرى، و أحبٌ هنا أن أنوه أن الأستاذ سلّوم شديد الثقافة و الاطلاع و تستعين به قناة العربية الاخبارية الفضائية كمحلل سياسي، قد يبدو مشاكساً كما يقول عن نفسه بسبب صراحته المطلقة و هذا لأنه فنان تشكيلي يعبّر بالريشة و بالقلم معاً و الصراحة المطلقة طبيعةٌ بالفنانين اللذين يعبرون بالريشة، و كلنا على الرغم من اختلاف وجهات نظرنا في بعض النواحي متفقون على المبدأ العام و هو عدم إلغاء الآخر والرغبة الصادقة في بناء جسور التفاهم و تعميق فهمنا للآخر و فهم الآخر لنا.
السؤال الذي لا بد منه هل سياسة التفريق وإلغاء الآخر تقع على عاتق العرب وحدهم؟
ألا تحاول بعض الأقليات أيضاً إلغاء العرب؟
هذا هو العراق الجديد و ما يقوم به الساسة الأكراد تحت الحماية الأميركية و الإسرائلية من إلغاء العرب و عروبة العراق بأسره
الرئيس كردي و وزير خارجيته، التغيير الديمغرافي بالقوة لتوسيع رقعة كردستان العراق، طرد و تهجير المسحيين تحديداً الأشور و الكلدان بناء على الخطّة الأميركية بتهجيرهم إلى لبنان في مقايضة بين أميركا و الطائفة المارونية لمنحهم الجنسية اللبنانية في لبنان المسيحي مقابل توطين الفلسطينيين بشكل متوازٍ مع خطة تفكيك المخيمات الفلسطينية، المسيحيين منهم في لبنان بطبيعة الحال كلهم حصلوا على الجنسية اللبنانية و المشكلة عند الطائفة المارونية الحاكمة في لبنان أن عدد المسيحيين لا يتجاوز أكثر من ثلاثين في المائة مع الفلسطينيين و الأرمن إلخ.. و آخر إحصاء سمحوا به كان عام 1932
و لأن قضية الأقليات أحيانا بدعة و اصطياد في الماء العكر و لأن لبنان المسيحي منه/ سويسرا الشرق يرفض أن يكون من نسيج الأمة العربية و لأن فبركة الزعامة المارونية بقيادة بيير الجميّل و الذي تعود جذوره إلى مصر والقبطي الأصل عمل على بعث الأمّة الفينيقية ليحملها مسيحيوا لبنان و يمتازون بها عن المحيط العربي ( فينيقيا الشرق) حتى أنهم أرادوا إيجاد لغة خاصّة بهم سمّوها خلال الحرب الأهلية اللغة اللبنانية من دون العودة إلى التاريخ و بعث لغة ميتة و قد اكتفوا باللهجة اللبنانية ( العربية) مع ضم بعض المفردات الفرنسية ( أمهم الحنون حسب تعبيرهم) فكانوا يقدمون حتى نشرة الأخبار بالعاميّة و هذه الفكرة استهوت الكثير من مسيحيي بلاد الشام و التي تعتبر الأرزة اللبنانية شعارها، (كان الفينيقييون يبنون سفنهم من خشب الأرز) و لن أتحدث هنا عن عدد النقاشات الحادّة التي دخلت بها في كندا مع الكثير من مسيحيي بلاد الشام من غير اللبنانيين و الأشد تعصباً لهذه الفكرة بدون أي رؤيا أو خلفية لها عمق و إنما خلاف لمجرد الاختلاف و أحياناً حين أسأل اي سيدة من صديقاتي من موارنة لبنان عن فينيقيتهم المزعومة يكون الجواب إمّا بالضحك أو بعبارة:" يلعن أبو السياسة و أكاذيبها".
ماذا يراد بالتهجير القسري للكلدان و الأشور عن موطنهم في العراق و توطينهم في لبنان و لماذا و ما هي الخطّة المعدّة؟؟؟
أحدث دراسة قام بها بعض من مثقفي الطائفة المارونية ممن يتسمون بالمصداقية تقول أن معظمهم من الغساسنة العرب الذين كانوا يسكنون جزيرة قبرص التابعة تاريخياً لبلاد الشام و قد أجبرهم الأتراك على النزوح عنها أثناء عملية التغيير الديغرافي لها و تفريغها من المسيحيين العرب سكانها الأصليون.
في المرحلة القادمة و بناء على رغبة الأديبة الشاعرة و المفكرة الأستاذة فابيولا بدوي سنحاول تسليط الضوء ما أمكن على واقع الأكراد و تاريخهم و بالإضافة لما نشرته السيدة فابيولا بدوي كان قد وعدني الكاتب الجزائري السيّد عبد الحق هقّي بالكتابة عن تاريخ الأمازيغ و لكن فيما يبدو أنه يمر بظروف خاصة لعلّه يتجاوزها خلال الأسبوع القادم و يضيف ما وعد به، بالنسبة لي سأكون مشغولة قليلاً حتى يوم الأحد و سأحاول بعدها جمع ما أتمكن منه حول الأكراد إضافة لمساهماتكم الكريمة و أتمنى ممن لديه المعلومات إضافة ما يتمكن منه حول النوبيين و الصحراويين و أو الطوارق
أستاذ أحمد صالح سلّوم كان بيننا حوار في بداية الملف وصل بعيداً عند القوطيين أسياد العالم الحديث، و الحقيقة أني أود متابعته معك و لعلّ هذا يكون بعد استكمال مواد الحوار و لأنه بشكل أو آخر له صلة بموضوعنا من جهة إسرائيل و كذلك فيما يختص بموطن الأمازيغ تاريخياًً فيما يختص بالأندلس/ اسبانيا و البرتغال، و لعلّي أكتب شيئاً عنهم من خلال رؤيتي و وجهة نطري ثم أضمه لاحقاً للملف لمناقشته.
و شكراً