** طلعت و قصيدتي الحزينة **
ما لي أرى الشعر تداعت وصلاته
صُبَّت فوق الجراح جمرات شتاته
أيا وطنا يغتال كل إطلالة مساء
يحفر الذكرى أملا و ألما ..
يشع كأنه فجر توشحه الليل الشريد
و يسفك الدمع من وحي بكائه
لا زال الشعر يقتل، يبعثر فوق المد شعاراته
لا زال الفجر يسكب الدمع في مآقي الحنين
كلما مر من تحت نوافذ الذكرى
و شوكة تغرز كي تدمي الفؤاد
و تفضح نوازع الأحجيات و الأقاصيص
لا زال حرفك باليقين يهتك شراسة الصفحات
لا زال الأمس يغرِّد كعصفور جريح
تحت غيمة عربية تجهِّز مطرها للرحيل
لا زالت أمسيات الشعر تُحْني حاضرها لصداك البعيد
تفضح فوق المرايا أطياف بكائك
و صوت عربي يبتر كما السيف ..
لا زال نشيد الحزانى يقصف دواخلي
لا زال البحر من فوق موجه يرثيك،
يمزِّق الآهات فوق دفاتره الشاغرة
لا زال الشفق يحرق حمرته على الخدود الباكية
و يفجر من لفحته شمسا غجرية
لا تعترف بفصول و لا تقر بمطر
حرة كما هو وطنك .. كما أنت
كما شعرك .. كما قذائف الحجر
..........................
آه على وطن فقد بعد الشتاء طقوس ربيعه
فوق الصدى جلس الليل يعزف لحنه الحزين
و يبارك النعاس لمن لاحت بين دفاتره
اختفت في تيه الفقد عبرات النسيم
نامت حرائق الغيرة المجنونة
تثاءب الليل على صوت العويل
تشتاقك القوافي و لحظة ترمم شغاف القلب
تشتاقك الأرض من أقصى شمالها
يشتاقك المساء الملفوف كقطعة حجر
تشتاقك الحوريات و الجواري
مُدَّ حروفك و الثم بثغرها تاريخي
يرتدُّ حيا .. و اسكب من فيض بوحك
تبزغ كأنك شمس صاحبتها الحياة ..
و الموت يفند موت الشهداء ..
أتراك تعاطيت كأسا من ماء الرحيل
و صببت من مرارة الموت فيه
فأحرقتنا و أشعلت ظمأ الحزن الدفين ..
نم قريرا ما دامت صحوتك تسكن خواطرنا
سيجرف يوما كل كذبة فحواها
نم و تغطَّى بصفحات كتبك ..
فإن الشعر موقد تهابه الشتاء
تلك الحروف أشعلتها لهفة فتية ..