الأستاذة فابيولا بدوي
الأستاذ أحمد صالح سلوم، أنت لا تدري من أي شرك أنقذت منه نفسك حينما أوضحت أنها قناة العالم ... لك مني دائما صادق تقديري.
الصديقة المتألقة دائما المبدعة هدى الخطيب، كم هي جميلة إطلالتك، وكم افتقدناك وسوف نفتقدك حتى تنتهي مشاغلك التي نقدرها بالطبع..
نعم صديقتي تحاول بعض الأقليات إلغاء العرب.. وما نحاوله معا الآن هو استدراك الأخطاء ونشر نوع من الوعي حول الخطر المحدق بنا، حيث انقلب أبناء الوطن الواحد بعضهم على بعض... فلماذا؟
أيضا في الحقيقة نحن لا علاقة لنا من قريب أو بعيد بما يقترفه حكام العراق الآن، فهؤلاء أناس لهم مصالحهم الخاصة وأطماعهم التي هي فوق قضية الأكراد نفسها. نحن معنيين بالشعوب ونسعى للقاء الشعوب ونرغب بصدق في الاعتراف ببعض الأخطاء التي صدرت منا كعرب وكمثقفين تجاه هذه الأقليات، حتى باعدت بيننا المسافات والغايات.. مثال واحد فقط، حينما تمت إبادة الأكراد على يد صدام حسين ونحن هنا لن نناقش صحة الرقم الذي يذكر، فلا معنى له لأن إبادة مليون إنسان تتساوى مع خمسة آلاف أو مع خمسمائة. لقد لجأ الأكراد في حينها إلى جامعة الدول العربية، حيث هم شعب عربي يقع عليه ظلم وقهر وإبادة، ماذا كان رد الجامعة، أن هذه قضية عراقية داخلية يصعب عليهم التدخل فيها. ولم يحرك أحد ساكنا، الآن نعود ونقول لهم ماذا تفعلون أنتم منتمون لهذا الوطن العربي وعليكم الانتماء إليه والعمل لصالحه. البداية أن نقر بأخطائنا وهم أيضا، وأن نمد الأيدي للأيدي من أجل تمهيد أرضية جديدة يمكن لنا جميعا الوقوف عليها. أما حكامنا فأتصور أن أحد أحلامهم هو رؤيتنا نتمزق ونتفرق حتى يجلسون فوق عروشهم مطمئنين إلى أننا لا نلتفت إليهم وإلى أخطائهم. الأكراد ليسوا هؤلاء المرتزقة الساعين إلى السلطة والحكم والمال والنفوذ. نحن نتحدث إلى بسطاء الأكراد إلى المواطن الكردي العادي الذي يجب أن يشعر بالأمن والأمان في وطنه مثله مثل أي مواطن يحيا على أرض هذا الوطن...
الآتي لا يعدو أن يكون تعريفا مختصرا جدا حول الأكراد، دون الدخول إلى عمق المعاناة التي عاشوها، والتي دفعت بهم إلى حالة الرفض أو الخضوع للدول التي يعيشون فيها، فهذه المعاناة موقع آخر، ليت كل منا يتعرض له بالكيفية التي يراها، وبالحيادية اللازمة لهذا الملف.