عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 04 / 2008, 32 : 03 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

في حضن مصر العربية التي يراد لها أن تكون فرعونية فقط!!!

قبل أن أعرض بضع تأملات إدوارد سعيد في مصر وهالات الفنتازيا المرسوم حولها؛ لن أخفي على القارئ السبب الذي جعل كلام هذا الرجل يلامس مشاعري و يجعلني أنتقيه وأرتبه وأنشره.
السبب موقف وقصة لي مع أحد زملائي السابقين ، كنا على وشك أن ندخل في إجازة رأس السنة فسألته أين ستكون وجهته وهل سيذهب لقضاء العطلة خارج الديار الهولندية.
أجاب بنعم وبأنه سيزور مصر، فعبرت عن إستحساني لاختياره.
ليضيف هو بأنه يتعلم لغة المصريين أيضا .
كانت ردة فعلي:" أنت تقصد اللغة العربية أو اللهجة المصرية؟"
فرد و كأنه أحس بإهانة :"لا الهيروغليفية التي صرت أفك الكثير من رموزها"
صدمت وأنا أشعربذلك التفضيل للهيروغليفية على العربية وتجاوز التاريخ العربي الإسلامي لمصروتهميشه لتمجيد الفراعنة.
كنت موقنة ولازلت أن استنتاجي كان في محله وأنني لم أخطأ في قراءة تعابير الوجه و ماأخفته حروف زميلي المذكور وجاءت عبارات إدوارد سعيد لتشرح و تدعم رؤياي وتسلط الضوء على بقع تاريخية لاتمحى ونوايا مبيتة لا تموت.
يبدأ إدوارد سعيد بالحديث عن مصر بالشكل الآتي:'ليست مصر مجرد بلد أجنبي آخر ، بل هي شيء خاص.
فما من أحد إلا ويلم بها بعض الإلمام سواأ من خلال صور أبو سمبل أو تماثيل نفرتيتي النصفية ، أو المقررات المدرسية في التاريخ القديم أو صور أنور السادات على التلفاز.ولقد أعدت الشخصيات التاريخية مثل:كليوباترا ورعمسيس وتوت غنخ آمون وسواهم الكثير للإستخدام في الثقافة الجماهيرية ولاتزال تواصل وجودها كرموز للهوى و الفتح...
غير أن اللافت هو أن هذه الشخصيات، بسبب احتلالها لهذه المكانة البارزة إنما الخارجة عن المعتاد، في عزلتها النائية عن كل ماهو مألوف حقا، تذكرنا بمدى ضآلة وانتقائية معرفتنا بمصرالتي هي في النهاية مكان واقعي يقطنه شعب واقعي يمتلك تاريخا واقعيا."
وهنا سأقفز مقاطع كثيرة من نص إدوارد سعيد لأتجاوزها إلى ما يلامسني ويهمني أكثر وهو مصر التي يراد لها أن تكون صورة فرعونية فقط.
" لقد كان لاستمرار مصر التاريخي المدهش آلاف السنين من الوجود المدون أن يجذب على نحو منتظم الرحالة وأصحاب رؤى و الفنانين والفاتحين الأوروبيين(شخصيا أفضل أن أستعيض بكلمة الكولنيالين عن كلمة الفاتحين) من هيرودوت و قيصر و الإسكندر إلى شكسبير ونابليون وفلوبير ليأتي من ثم الأمريكان،سيسيل ب دي ميل ، وديفيد روكفلر و كسنجر.
أما قرب مصر الإستراتيجي من أوربا والشرق فقد جعلها هاجسا امبراطوريا نفيسا يسعى وراءه بأشد مايكون السعي فقائمة الحضارات التي بنت سياستها الخارجية حول مصر لا تضاهيها أي قائمة مماثلة في التاريخ العالمي.
على مدى ألفين من السنين خلق العلماء و الفلاسفة والرسامون و الشعراء الأوروبيون أسطورة فنتازية عن مصر، عن أسرارها الكهنوتية وآلهتها الخرافية وحكمتها المغرقة في القدم حتى قبل أن يتمكنوا من فك الشفرة الهيروغليفية.
على الرغم من التحاق مصر بالعالم العربي الإسلامي مع فتح عمر بن العاص لها إلا أن أحدا من رواد علم الآثار الأوربيين العظماء في القرن 19لم يبد شيئا سوى الإحتقار والتجاهل حيال هذا الوجه من أوجه مصر.
ومع أن مصر كانت جزء امن الإمبراطورية العثمانية ، إلا أنها في معظم القرن 19 كانت ملحقا أوروبيا في كل شيء ماعدا الإسم، يرحل إليها و يغار عليها علميا و مغامراتيا ساعة يشاء المرء."
يتعرض إدوارد سعيد في حديثه عن مصر لعد ة مؤلفات أدبية مثل سالامبو لفلوبير ولأعمال فنية وسينمائية كأوبرا عايدة لفيردي و فيلم المصري...
لكن المشاهد الأهم أراها في لوحة الوصايا العشر وهي ملحمة تاريخيةـ توراتية .
لقد صممت بشكل ينطوي على تناقض داخلي ، لتصوير التاريخ بعيدا عن السياسة.
إن كثيرا من المشاهد في هذه الملحمة تبين للجمهور أن هؤلاء القدامى كانوا بشرا مثلنا وأن حياتهم اليومية في العالم القديم كانت موجودة وكذلك أنه يمكن التماهي معها .
ومن ثم فإن الكاتالوغ الذي تعرضه الملحمة و المشابه لكاتالوغات كثيرة يصور التاريخ على نحو منزاح ،وليس على نحو دقيق، وإنتاج الذاكرة بوصفها فرعا من النسيان وليس بوصفها ضربا من التذكر الأصيل.
وهذا موقف من الماضي لا يستمد معناه إلا بوصفه موقفا من الحاضر،نظرة إمبريالية إلى الواقع تقوم على نظرة متخيلة بشأن الكيفية التي بها يمكن تأويل الآخر، وفهمه والتلاعب به .
وهي نظرة مستمدة من قوة امبريالية لاتزال على مسافة كبيرة جدا من الوقائع التي تسعى لأن تسيطر عليها.
ومع أنها بمعنى ما تزيل عن الماضي كثيرا من كتامته و غرابته إلا أنها تنقل إلى الخارج ضربا خاصا، وإن يكن تنويميا من اللاواقع.
وهكذا فإن مايشكل الإهتمام الأمريكي المعاصر بمصر القديمة هو باعتقادي تلك الرغبة الدائمة بتجاوز مصر العربية، والعودة إلى مرحلة يزعم فيها أن الأمور من البساطة وسهولة الإنقياد بحيث تذعن للإرادة الأمريكية ذات النوايا الحسنة عن الدوام."
سينتقل إدوارد سعيد للحديث عن ذلك الفرعون التائب و المهذب و المحبب لدى أمريكا الذي هو أنور السادات لكنني لن أصحبكم إلى عالم السادات
وسأكتفي بتحذير كل من قد ينساق وراء صور التاريخ الزائفة ومن قد لاينتبه إلا أن تمجيد الفراعنة لا يجب أن يكون على حساب الحضارة العربية الإسلامية المنيرة.
Nassira

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة نصيرة تختوخ ; 12 / 10 / 2009 الساعة 43 : 01 PM.
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس