[علاء زايد فارس]

أختي الكريمة / سهير طلعت سقيرق
نحن من يجب أن نشكر والدك على ما قدمه لنا ولقضيتنا من جهد وفكر ونضال طوال السنوات الماضية...
لسوء حظي لم ألتق بوالدك من قبل، لكني جئت إلى واحته هنا، قرأت فكره ، واطلعت على الكتاب الفلسطيني ، ولا زلت أقرؤه..

ذات يوم قرأت موضوع كتبه الاستاذ طلعت رحمه الله، عن استشهاد طفل فلسطيني وهو قريبي وابن عائلتي!
وحينها أدركت أن هذا الكاتب يتابع كل صغيرة وكبيرة تحدث على أرض فلسطين...
لقد كان يعيش معنا لحظة بلحظة، لم يتاجر بمعاناتنا كما فعل كثير من الناس، وإنما عبر عنا بصدق واختار أن يعمل في الظل بكل إخلاص فكان له ما أراد!

والدك لا زال حياً، والدليل أني لم ألتق به ولكني عرفته من أعماله، وفهمته وتعلمت منه ولا زلت أحاول أن أتعلم منه ما استطعت الى ذلك سبيلا، هكذا يجبر الكبار التاريخ أن يكتب أسماءهم بأحرف من نور، فلا يمكن للموت أن يغيبهم عن حاضرنا ومستقبلنا الذي رسموا ملامحه بفكرهم ونضالهم وحكمتهم وخلاصة تجاربهم....

وأنا أقرأ الكتاب الفلسطيني في لحظات حزنت ولحظات أخرى تبسمت وتعجبت وأيدت واعترضت وعشت كل المشاعر الانسانية، كنت أتحاور معه وكأنه أمامي واترحم عليه...

رحم الله الشاعر والكاتب الاديب المناضل / طلعت سقيرق، وأعاننا الله على أن نمضي على دربه ودرب المناضلين الشرفاء، وألهم أهله وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان، وعظم الله أجر قضيتنا الفلسطينية في هذا المصاب الجلل.

قال تعالى " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ " صدق الله العظيم