18 / 04 / 2008, 05 : 12 AM
|
رقم المشاركة : [2]
|
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
|
رد: عاتبني أيها القمر
لقطة رومانسية رائعة سواء على مستوى النص أو الصورة المرافقة له .. تذكرني بحكايات "دون خوان" أو "لويس كاسانوفا" في الحب والبوح بالعشق تحت الشرفات .. ترافق الخاطرة موسيقى عذبة من نسج الخيال وهي تتونم بكلمات نزارية :
ونسيت حقدي كله في ساعة
من قال إني قد حقدت عليه
أذكر في ليلة طال غيابك عن نافذتي بعد أن حجبتك غيمة كبيرة عني، فانتابني الشوق والهلع ، وما أن ظهرت لي حتى هرعت إليك لأبثك شوقي وحنيني
ماذا استشف من وراء الغيمة الكبيرة التي حجبته عنها ؟ الجواب يأتيني في كلمتي الشوق والهلع .. ثم حين هرعت إليه لتبثه شوقها و حنينها .. أنا أرى بوادر غيرة جعلتها تجزع و يتأجج شوقها وحنينها له .. فلم تستطع البقاء على ذاك الدلال الذي جعلها ترقب حرقته من وراء النافذة .. حتى العتاب تقبلته منه برضا ، فأنساها شوقها ولهفتها إليه .
نلمس الغيرة منه أيضا و هي تعيد سؤاله عن خيوط الشمس - عند لقائهما - وأذكر أيضا ًعندما كنت تحاسبني كطفلة صغيرة وتسألني : لماذا ترسل الشمس خيوطها نحوك ؟ ولماذا تتسلل إلى مخدعك ؟ لماذا تتجمهر النجوم على نافذتك ؟ أتغازلك ؟ فأجيبك : ما ذنبي أنا ؟ هي لا تجرؤ إلا في غيابك ، تعال اقطع خيوط الشمس ، بعثر هذه النجوم ، هي لا تهمني ، أنت فقط من يهمني .
الغريب أنها رغم المرض لم تعد تطيق كلمات المواساة ، فهي عنوان الشفقة ..والشفقة كما يقال دخان الحب . إنها تريد شيئا يشحنها حبا و عشقا ولو كان عتابا ..
لكني أنا مللت أحاديث السقم ، وأمنيات الشفاء ، أشتاق لأحاديث الهوى ، اشتاق لأحاديث العتاب ، أريدك أن تعاتبني ، نعم أتوق أن تعاتبني ، عاتبني الآن ،عاتبني أيها القمر !
تبقى الخاطرة في بهاء و جلال هذاالقمرالذي أضفى على اليراع سحرا لا يقاوم.
شكرا ميساء وألف شكر
بكل الود والامتنان
|
|
|
|