عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 12 / 2011, 51 : 12 PM   رقم المشاركة : [41]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: ولا عزاء للسيدات .

ردي هذا قد يكون رداً خاصاً بالأديبة الغالية الأستاذة هدى نور الدين الخطيب وقد يكون رداً لكل من داهمته رياح الحزن منكن أو منكم ذات يوم .. وعصفت بأيامه وزلزلت الأرض تحت خطواته .. لذلك أنا سأضع ردي بين أيديكن ..أيديكم .. لأنه باختصار شديد الكتابة حالة تفرض نفسها علينا وأنا الآن رهن شارة .. وهذه حالة الكتابة تكتب عني ما يلي فأرجو أن يتقبلها مني الجميع برحابة صدر.
يا غاليتي أ. هدى ..أنا وأنت الآن نجلس على مائدة الحزن .. نقلب أوراق الحزن بين أيدينا .. ماذا قرأنا منها .. وماذا لم نقرأ بعد .. وماذا نخاف أن نقرأ منها ونخفيه بين بقية الأوراق ؟
العالم في الخارج صخب شديد .. أجراس ستقرع بعد ساعات .. عندي وعندك وعند الجميع .. وسيصلنا صوت الأجراس ونحن على جلستنا هذه على مائدة الحزن .
في الصباح سيكون الغد ..
يوم آخر .. وعام آخر ..
ماذا سنفعل ؟
هل سنفتح النوافذ والأبواب ونخرج للغد ونصافح الصباح ونترك أوراق الحزن للمساء ؟
الحزين كالمريض لا يقوى على الانطلاق لذلك سيكون خروجنا للصباح زحفاً .. بطيئاً .. متثاقلاً .. موجلاً .. مترقباً ..
لذلك سنرى كل شيء بوضوح أكثر وهذه هي الرؤية البطيئة والمتمهلة للأشياء .. سيكون أول ما تقع عليه العين وأول ما يكون بالانتظار هو حديقة العمر التي تركناها خلفنا حين قبعنا داخل صومعة الحزن ..
ماذا حلَّ بالحديقة ؟
الحديقة كما هي .. الورود من النظرة الأولى المتفحصة إليها في مكانها المعتاد .. لكن ظهرت بعض الأشواك .. هذا وضع طبيعي .. في حالة الهجر تنبت بعض الأشواك التي تستغل غياب أيدينا وناظرينا عنها .
نزع الأشواك عملية مؤلمة .. لكنها أشواك .. ونحن نعرف ذلك جيداً لذلك هي قد تؤلم وقد تجرح وقد تمزق لكنها أشواك .. هذه صفتها وهذا موضعها من الإعراب .
لكن نحن نبحث عن الورود .. الورود التي سكنت القلب قبل أن تسكن الحديقة .. الورود التي رويت بدمع العين ودثرت بخفقات القلب وهبط عليها قمر المساء بحنية بالغة حتى لا تُزعج أنواره جفونها الناعسة .. ذلك طبعا بعد أن توسلنا كثيراً لقمر المساء أن يهبط عليها بحنان .
بعد أن نقترب يا غاليتي خطوة للأمام .. سنجد أن بعض الورود لا تزال يسكنها الحنين والاشتياق ..تمدُّ إلينا أعناقها للمصافحة والعناق أيضاً .. وعندها سنشعر أن الدنيا بخير وأن هناك الآمان الذي نحتاجه والحنان الذي نحتاجه والدفء الذي نحتاجه ..
بعد الخطوة الثانية سنجد بعض الورود قد ذبلت .. هذه الورود كانت تروى من حناننا عليها لذلك من الطبيعي أن تذبل وتصفرَّ أوراقها ولا تمدُّ يداً للمصافحة .. ولا عنقاً للمؤازرة والعناق ..
بعد أكثر من خطوة سنفاجأ بأحب الورود إلى قلوبنا .. تلك التي كانت تنام في مقل العين وتلعق الشهد من أناملنا .. تلك التي كانت تشاركنا أكسجين الحياة وضوء الشمس ورذاذ المفاجآت وعبير الربيع وكستناء الشتاء .. تلك الورود الأثيرة .. سنجدها قد مالت بأعناقها نحو شرفات الجيران ..
عندها فقط سأتذكر قول ذلك الشيخ الجليل حين جاءني معزياً بوفاة والدتي قال لي يا ميساء قالوا لنا حين كنا صغاراً ولا أعلم مدى دقة هذا القول .. أنه حين تموت الأم يصيح ملاك في السماء
" يا فلان مات آخر من يحبك " ..
فهل مات آخر من يحبنا يا هدى .. أم أن ما بقي من الورود يكفينا لنغادر مائدة الحزن لأجله ونفتح أبواب الصباح ونصافح الغد ونتجاهل تلك الورود المتسلقة شرفات الآخرين ..
هل تستطيعين ذلك يا هدى .. أخبريني ؟
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس